قرر المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثانى، وحضور 109 أعضاء من الآباء المطارنة والأساقفة ووكيلى البطريركية للقاهرة والإسكندرية، ذكرى استشهاد الأقباط فى ليبيا، فى 15 فبراير عام 2015، الموافق 8 أمشير، والذى يوافق ذكرى دخول المسيح إلى الهيكل، عيدًا لشهداء الأقباط فى العصر الحديث، وقرر المجمع أيضاً خلال اجتماعه السنوى الذى عقده، أمس الجمعة، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، عمل توثيق تاريخى شامل لهذه الأحداث لتخليد ذكرى الشهداء والمصابين المعاصرين، بجانب إنشاء قسم خاص بالأسقفية العامة للخدمات الاجتماعية يختص برعاية أسر الشهداء والمعترفين.
وأكد المجمع، فى بيان، أن اجتماعه جاء متزامنا مع مرور البلاد والكنيسة بظروف أليمة خلفتها الهجمات الإرهابية التى توالت على الكنائس وعلى أبنائها فى أنحاء مصر، حيث تعرضت الكنيسة البطرسية بالقاهرة، وكنيسة الشهيد مارجرجس بطنطا، والكنيسة المرقسية بالإسكندرية لتفجيرات إرهابية أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد كبير من أبناء الكنيسة إلى جانب عدد من رجال الشرطة.
وذكر البيان: «استشهد أيضاً عدد من أبنائنا فى شمال سيناء بيد الإرهاب الأسود، ما اضطر عددا من الأسر المسيحية للنزوح خارج المحافظة للابتعاد عن خطر الإرهاب الداهم، ومنذ أيام قلائل تعرضت مجموعة أخرى من أبنائنا للقتل برصاص الإرهاب الغادر بعد استيقافهم على طريق دير القديس الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون، محافظة المنيا، وإذ فشل الإرهابيون فى إجبارهم على التخلى عن إيمانهم أعملوا فيهم القتل فتركوهم بين شهداء شاهدين ومصابين معترفين».
وأضاف البيان: «المجمع المقدس بجميع أعضائه، وعلى رأسهم البابا تواضروس الثانى يفخرون بأبنائهم- ولا سيما الأطفال منهم- ويعربون عن كامل مساندتهم لأسر الشهداء والمصابين ومشاركتهم لهم فى آلامهم وأحزانهم».
وأكد المجمع أن الكنيسة «متمسكة بثوابتها التاريخية بالحفاظ على سلام المجتمع، فلن تدفعنا هذه الأحداث إلا فى طريق المحبة المسيحية لكل شركاء الوطن. فلا فضلٌ ولا نفعٌ لنا إن لم نحب الكل دون تفرقة»، كما أكد ضرورة حب الحياة وهدم الخوف من الموت وألا يتم إنكار الإيمان ولا يتم التخلى عن المحبة والمطالب بتحقيق العدل والمواطنة الكاملة وفقًا للدستور والقوانين، أما الاستشهاد فحين يأتى ثمنا للتمسك بالإيمان فهو أمر محبب.
وأعلن المجمع، الاعتراف بدير القديس ماربقطر بالخطاطبة للرهبان، والتأكيد على القرار السابق والخاص بعدم طباعة أى كتاب طقسى بدون إذن كتابى من المجمع أو لجنة الطقوس، وعدم اعتماد أى تسجيلات للألحان الكنسية كمرجع إلا الصادر من لجنة الطقوس بالمجمع.
وأكد المجمع ضرورة اجتياز دورة كنسية للإعداد للزواج والحصول على شهادة من أحد المراكز المعتمدة كنسياً من الشروط اللازمة قبل كتابة محضر الخطوبة.
وأوصت اللجنة المجمعية لمكافحة الإدمان بأن تقوم كل إيبراشية بتكليف كاهن أو خادم لتولى مسؤولية خدمة حالات الإدمان مع تشجيع الإيبراشيات التى تتبعها مراكز طبية أو مستشفيات على إنشاء قسم خاص للطب النفسى.