سلطنة بروناى دولة صغيرة لا تَزِيد مساحتها على 5770 كم2، وتقع فى شمالى جزيرة «بورنيو»، وتحتلُّ شريطها من الساحل الشمالى على شكل قوسين تتداخل بينهما أراضى «ساراواك» من اتحاد ماليزيا، وتبلغ نسبة المسلمين 67%.
أخبار متعلقة
تُشير الآثار الموجودة فيها إلى أن الإسلام دخل إليها لأول مرةٍ فى القرن الثانى عشر الميلادى، حيث وُجد فيها شواهد لقبور إسلامية يرجع تاريخها إلى 1264 م، و1432 م، و1499م. بل إن هناك رسالة من حاكم بروناى إلى إمبراطور الصين مكتوبة باللغة العربية ومؤرخة بعام 1371 م.
وعرفت بروناى الإسلام من خلال التجار القادمين من شبه الجزيرة العربية والهنود المسلمين.
ويحكى التاريخ عن ظهور الإسلام فى بروناى وتأسيس إمارة إسلامية فى فترة مبكِّرة؛ فقد سافر حاكمها «أونج ألاك بتاتا» عام 828هـ إلى مالاقا لزيارة السلطان محمد شاه، وهناك اعتنق الإسلام. كما جاء من البلاد العربية دعاة للإسلام أقبل الناس عليهم، وشجَّعهم أميرهم على ذلك، فقامت إمارة إسلامية فى بروناى، واتَّسع نفوذها فشملت جزر صولو والفلبين.
وهناك مراجع صينية تقول إن ملك بروناى عام 1370 كان اسم «ما هو مو سا». ويقول البعض إن هذا الاسم ينطق على أنه «محمد شاه»، الذى يقال إنه كان أول سلطان مسلم لبروناى. فيما يقول بعض المؤرخين إن سلطنة بروناى لم تكن مسلمة حتى القرن الخامس عشر الميلادى.
ويقول البعض الآخر إن الاسم «ما هو مو سا» المقصود بها «ماها موكشا» التى تعنى «الخلود العظيم» وتشير إلى اسم بوذى. ويدلل هؤلاء على أن ملك بروناى الذى مات عام 1408 هناك تأكيدات على أنه لم يكن مسلما.
ويرجح مؤرخون أن يكون السلطان محمد شاه قد اعتنق الإسلام فى أواخر القرن السادس عشر وليس القرن الرابع عشر كما يعتقد على نطاق واسع.
وبحسب مؤرخى بروناى، اعتنق السلطان محمد شاه الإسلام عام 1376، وظل يحكم البلاد حتى عام 1402. وبعد ذلك جاء السلطان عبد المجيد حسن الذى مات فى الصين، ليتولى الحكم السلطان أحمد عام 1406. وعلى الأرجح كانت هناك موجتان من التعاليم الإسلامية التى جاءت إلى بروناى. وأولها عبر التجار من الجزيرة العربية وبلاد فارس والهند والصين. الموجة الثانية جاءت نتيجة اعتناق السلطان محمد شاه الإسلام.
وقد قاد الدعوة إلى الإسلام فى بروناى سعودى يدعى على من مدينة الطائف يقال إنه من الأشراف، أحفاد الحسن والحسين ابنى الإمام على رضى الله عنه.
لم يمض وقت طويل بعد وصوله إلى بروناى، وكان متزوجا من ابنة السلطان أحمد. فبنى مسجدا فى بروناى. وتحول الكثيرون إلى اعتناق الإسلام سريعا فى السلطنة. ومعظم مسلمى بروناى من السنة المنتمين للمذهب الشافعى، المنحدرين من عرقية الملايو، بينما ينحدر بقية مسلمى بروناى فى معظمهم من السكان الأصليين ومن الصينيين الذين اعتنقوا الإسلام.
