x

فى مهرجان مالمو للفيلم العربى: لا صوت يعلو على صوت السينما المصرية

الثلاثاء 27-09-2011 18:36 | كتب: نجلاء أبو النجا |
تصوير : other


لا صوت يعلو على صوت السينما المصرية، هكذا كانت الأجواء فى اليوم الثانى من أيام مهرجان مالمو للفيلم العربى بالسويد، حيث عقدت احتفالية خاصة لتكريم السينما المصرية كانت حديث ضيوف المهرجان من العرب والأجانب، وعرض على هامشها فيلمان الأول وثائقى عن ثورة 25 يناير بعنوان «أنا والأجندة» للمخرجة نيفين شلبى، والثانى الفيلم الروائى الطويل «بنتين من مصر» للمخرج محمد أمين، ولفت الأنظار تفاعل الجمهور السويدى مع القضايا التى طرحها الفيلمان رغم اختلاف الثقافة.


فمع عرض فيلم «أنا والأجندة» الذى يستعرض أهم الأحداث التى وقعت منذ بداية الثورة وحتى التنحى، كان بكاء الأجانب هو علامة الاستفهام التى أثارت دهشة الجميع، بسبب شعورهم بمدى القهر الذى تعرض له المصريون قبل الثورة والقمع الذى حاول إجهاض الثورة من جانب النظام السابق، وأعقبت الفيلم ندوة عن الحرية فى السينما العربية أدارها محمد المغربى أحد المنظمين المصريين للمهرجان، وغابت عنها المخرجة نيفين شلبى بينما حضرها رمضان صلاح وأحمد صلاح مخرجا فيلم « 18يوم فى مصر» المشارك أيضا فى مسابقة الأفلام القصيرة.


وأعقب الندوة عرض فيلم «بنتين من مصر» وغاب مخرجه ومؤلفه محمد أمين بسبب مرض والدته. كما اعتذرت زينة بطلة الفيلم عن عدم الحضور فى اللحظات الأخيرة لعدم وجود حجز طيران مباشر إلى السويد فى نفس يوم عرض الفيلم، حيث كانت تخطط للسفر فى نفس اليوم والعودة سريعاً لانشغالها بتصوير فيلم «المصلحة»، بينما حضرت الممثلة سلوى محمد التى شاركت فى بطولة الفيلم، كما حضر آسر ياسين وخالد أبوالنجا ضمن الجمهور، ولفت الانتباه حضور عدد كبير من العرب المقيمين فى السويد لمشاهدة الفيلم لكونه أول فيلم مصرى روائى طويل يعرض بالمهرجان، ونظراً لتعرض السيناريو لمشكلة العنوسة فى مصر وتأثيراتها النفسية والجسدية والاجتماعية وكونها نتيجة نظام فاسد فقد تفاعل الجمهور مع العمل وبكى أغلب الحضور تفاعلاً مع الأحداث ووصفوا الفيلم بأنه محرض على الثورة خاصة أن به كثيراً من الجمل الحوارية التى تطالب بعدم السكوت على ذلك «العفن السياسى» بحسب وصف بطل الفيلم أحمد وفيق، وثارت إحدى الحاضرات واتهمت الأنظمة العربية القمعية الفاسدة بأنها أهم أسباب قهر المرأة فى الوطن العربى. وبعد الفيلم عقدت ندوة قصيرة حضرتها سلوى محمد على والتى تحدثت عن دور السينما فى تحريض الشعب على عدم السكوت وهو ما تحول مع الوقت إلى ثورة عظيمة، ووصفت ما ظهر بالفيلم أنه مجرد مقتطفات من أحوال المصريين المتدهورة قبل الثورة، لكنها فوجئت بهجوم من جانب الممثل السورى وفيق الزعيم الذى أشار إلى أن مثل هذا الفيلم يجب ألا يعرض فى دولة أوروبية لأنه يعكس واقعاً أسود وأبطالاً مهزومين دون أمل، وبالتالى فهو يسىء لمصر والشعوب العربية، وهو ما أثار غضب الحضور الذين هاجموا الممثل السورى ودافعوا عن الفيلم بوصفه عملاً واقعياً يعكس أوضاع نظام فاسد أدت إلى الثورة، مؤكدين أنه ليس عيباً أن يتم عرضه فى أى مكان ليعرف العالم أسباب ثورة المصريين. كما عرض الفيلم الجزائرى «خارج عن القانون» للمخرج رشيد بوشارب وكانت أهم مشاكله أنه ناطق بالفرنسية ومترجم للسويدية. لذلك لم يستطع متابعته من لا يجيد اللغتين، وعلى هامش المهرجان أيضاً عقدت ندوة عن صورة المرأة فى السينما العربية حضرتها الممثلة السورية صباح بركات والممثلة الإماراتية نجوم، كما عقدت ندوة مهمة بعنوان «الثورات العربية والسينما» حضرها آسر ياسين وخالد أبوالنجا والمخرج سعد هنداوى وسلوى محمد على ورئيس المهرجان المخرج الفلسطينى محمد قبلاوى وعدد من الضيوف السويديين وبعض الصحفيين العرب، وناقشت الندوة دور الفن فى الثورة المصرية وتأثره وانفعاله بها.. وتحدث خالد أبوالنجا عن فيلم «ميكروفون» الذى عرض يوم قيام الثورة فى 25 يناير وكأنه كلمة السر للثورة، خاصة أنه يتحدث عن كم هائل من الفساد السياسى والقهر الذى يقيد الفن فى مصر، وأكد أبوالنجا أنه غير حزين على الخسائر المادية للفيلم الذى شارك فى إنتاجه مع محمد حفظى لأن الثورة أهم من أى مكاسب أخرى.


وتحدث آسر ياسين عن وقوف الفنانين المصريين ضد النظام السابق منذ أول أيام الثورة. مشيراً إلى استمرار الدور الذى يلعبه الفن حتى تحقق الثورة أهدافها كاملة، خاصة أن هناك بعض العراقيل مازالت تقف أمام الثوار مثل المحاكمات العسكرية للمدنيين.


من جانبه أكد سعد هنداوى أن الفن سيظل محرضا على الحرية حتى ينالها الشعب لأنه يستحقها، وعرض المهرجان على هامش احتفاله بالسينما الخليجية عدداً من الأفلام الخليجية القصيرة مثل «أحلام تحت الإنشاء» و«شيخ الجبل» و«البحث عن الشريك المثالى» من الإمارات. إضافة إلى الفيلم السعودى «الحصن»، وعقدت ندوة بعنوان «تطور السينما الخليجية» حضرها عدد من صناع السينما فى منطقة الخليج، الذين تحدثوا عن أحلامهم فى تكوين نواة سينمائية قوية بالمنطقة، كما عرض الفيلم اللبنانى «شتى يا دنى» إخراج بهيج حجيج وبطولة حسان مراد وجوليا قصار، وحضر بطلا الفيلم ومخرجه. وكانت فعاليات المهرجان قد اختتمت فى ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، حيث تم توزيع الجوائز على الفائزين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية