x

نجاد والبشير.. تحالف سياسى لمواجهة «العقوبات الأمريكية»

الثلاثاء 27-09-2011 17:38 | كتب: علا عبد الله ‏ |
تصوير : رويترز

البحث عن بدائل حليفة فى المنطقة العربية ربما يفسر المسعى الإيرانى بالتوجه نحو السودان ومن قبلها موريتانيا. فلقد بدا من تصريحات الرئيس الإيرانى خلال زيارته السودان، أمس الأول، أن الجمهورية الإسلامية تنتقى دولا عربية إسلامية جديدة تدعمها فى مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، لاسيما أن حليفتها سوريا فى مأزق حاليا.

واعتبر الرئيس الإيرانى، محمود أحمدى نجاد، أن الخرطوم وطهران «سيقفان معا للدفاع عن العالم الإسلامى فى وجه الضغوط الغربية، وحرصا على استقلال المنطقة». وقال، أثناء لقائه بالرئيس السودانى، عمر البشير، إن كلا البلدين «يواجه ضغوطا من الاستعمار الذى يحاول فرض أمور ذات تأثير سلبى على الشعبين، ويمارس الضغوط على الدول المستقلة لأنه لا يريد دولا قوية».

ويبدو أن رؤية نجاد تجد صداها لدى البشير، الذى أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم إبادة فى دارفور فى وقت تتعرض فيه البلدان لعقوبات من قبل الولايات المتحدة التى تتهم النظامين بدعم الإرهاب، إذ دعم البرنامج النووى الإيرانى، قائلا: «نؤكد حق إيران فى الاستخدام السلمى للتقنية النووية، وإن بلاده ستعمل سويا مع طهران لبناء علاقة على أساس التعاون المشترك والاحترام وتبادل المصالح».

يأتى هذا التحالف المبدئى للعلاقات الإيرانية - السودانية فى وقت تتعرض فيه طهران لضغوط غربية بسبب برنامجها النووى، بينما تعانى الخرطوم مشاكل اقتصادية بسبب ارتفاع معدل التضحم وفقدان عائدات النفط، فضلا عن التوتر الحدودى مع دولة جنوب السودان الوليدة التى بدا أنها وجدت هى الأخرى حليفا استراتيجيا متمثلا فى إسرائيل.

تأتى زيارة البشير ونجاد فى أعقاب لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، رئيس دولة جنوب السودان، سيلفا كير، عقب انتهاء اجتماعات هيئة الأمم المتحدة مؤخرا فى نيويورك، وهو اللقاء الأول من نوعه بين الطرفين، حيث أثنى نتنياهو على سليفا كير وقيام دولة جنوب مستقلة لها سيادتها متعهدا بدعمها فى جميع المجالات.

وتتجه الخرطوم إلى توطيد علاقاتها مع إيران بجانب الصين، بعد أن فقدت الأمل فى تطبيع علاقاتها مع أمريكا، إذ إن الأخيرة لم تلتزم بتعهداتها، بل زادت الضغوط على الحكومة السودانية، وتعد هذه الخطوة «تكتيكا سياسيا» يحاول البشير من خلاله كسر الحصار المفروض عليه، مما يدفع الولايات المتحدة إلى إقامة علاقات وطيدة معها.

حظيت زيارة نجاد للبشير باهتمام الصحف السودانية والإيرانية الصادرة بالإنجليزية، حيث اتفقت جميعها على أنها تأتى فى وقت تبحث السودان فيه عن دعم خارجى لمواجهة المشاكل الاقتصادية حيث كانت إيران تعهدت بتوفير مبلغ 200 مليون دولار أمريكى لدعم منطقة شرق السودان، فيما يرغب البلدان فى توحيد صفهما لمواجهة الولايات المتحدة، وجذب المزيد من الدعم العربى والشرق الأوسطى فى ظل «الربيع العربى» بتأكيدهم على تحرير القدس ودعم قيام دولة فلسطينية مستقلة للخروج من عزلتهم الدولية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية