بدأت نيابات أمن الدولة العليا والمنيا وبني سويف الكلية تحقيقات موسعة في حادث استشهاد 28 قبطيًا وإصابة 28 آخرين على يد مسلحين ملثمين أثناء توجههم إلى دير الأنبا صموائيل بمركز العدوة بمحافظة المنيا.
وأمرت النيابة العامة بالتصريح بدفن جثامين الضحايا، وتكليف جهاز الأمن الوطني وجهات البحث المختصة بإجراء التحريات الفورية بشأن الحادث والتوصل لمرتكبيه وضبطهم.
وأجرت النيابة معاينة تصويرية بإشراف المستشار خالد ضياء الدين، المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، وفريق من محققي النيابات الأخرى، وقد كشفت عن العثور على كميات كبيرة من فوارغ الطلقات الناتجة عن إطلاق النيران على الضحايا، أمرت النيابة بالتحفظ عليها وإرسالها إلى مصلحة الأدلة الجنائية لفحصها من الناحية الفنية، كما تبين من المعاينة وجود سيارة متفحمة على مسافة 200 متر من الحافلة التي استهدفها الإرهابيون، وتبين أنها تحمل كميات من الأسلحة النارية الآلية.
واستعرض المصابون، في أقوالهم أمام محققي النيابة، كيفية وقوع الحادث، حيث قالوا إن سيارتين قامتا باعتراض الحافلة التي كانت تقل المجني عليهم، وأن السيارتين كانتا تقل 6 أشخاص ملثمين، صعد منهم إثنان إلى داخل الأتوبيس، ثم قاما بأخذ متعلقات المجني عليهم تحت تهديد السلاح، أعقبها قيام الإرهابيين بإطلاق النيران على المجني عليهم داخل الأتوبيس، وتحفظت النيابة على الأتوبيس وفرضت كردونًا أمنيًا حول مكان الحادث وتعيين حراسة عليه.
وأفادت المعاينة الأولية للحادث بأن المجني عليهم كانوا يستقلون أتوبيس وسيارة نقل، وأن المسافة بين مكان الحادث والدير تبعد ما يقرب 5 كيلو متر، وتبين من المعاينة وجود كميات كثيرة من الدماء التي غطت الرمال، بالإضافة إلى وجود آثار عدد كبير من الطلقات النارية بجسم الأتوبيس وآثار لدماء الضحايا.
واستمعت النيابة إلى بعض المصابين في الحادث الذين أكدوا أنهم كانوا في طريقهم إلى دير الأنبا صموائيل بالعدوة، وقبل أن يصلوا إلى الدير فوجئوا بمسلحين يفتحون النيران عليهم وقام بعضهم بالدخول إلى الأتوبيس وإطلاق الأعيرة النارية عليهم.
وأضاف المصابون، في أقوالهم، أن الجناة الهاربين استخدموا سيارات دفع رباعي، والمتهمين طلبوا من بعض الضحايا الخروج من الأتوبيس واستولوا على متعلقاتهم الشخصية وفتحوا عليهم النيران، كما قتل الجناة عمال كانوا يستقلون سيارة نقل تصادف مرورها أثناء الحادث.
وتابعوا أن الجناة طلبوا من المجني عليهم نطق الشهادة قبل قتلهم واستولوا على المشغولات الذهبية والأموال الخاصة بهم، مضيفين أن المسلحين أطلقوا الأعيرة النارية على المجني عليهم بمناطق الرأس والصدر.
وتبين من التقرير الطبي الأولي أن المجني عليهم مصابين بطلقات نارية متفرقة بالجسم، واستعلمت النيابة عن الحالة الصحية للمصابين الذين أجروا عمليات جراحية تمهيًدا لسؤالهم حول الحادث.