وجهت الصحف السعودية والإماراتية الصادرة، أمس، انتقادا شديدا لقطر، ردا على تصريحات أميرها تميم بن حمد، التى كانت وكالة الأنباء القطرية «قنا» نقلتها عنه، والتى أكد فيها العلاقة الجيدة بين الدوحة وإسرائيل وإيران مقابل وجود فتور فى العلاقات مع واشنطن، وتضمنت التصريحات انتقادات للسعودية والإمارات والبحرين، وأكدت وسائل إعلام خليجية أن الرواية القطرية باختراق وكالة الأنباء القطرية أمر لا يمكن تصديقه.
أخبار متعلقة
وذكرت صحيفة «عكاظ» السعودية أن قمم «العزم يجمعنا»، التى عقدت فى السعودية بحضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لجمت الأعداء وكشفت المستور، البغضاء بدت من أفواههم، ووصفت خطاب أمير قطر بأنه مراهقة وانتحار سياسى، وأضافت: «قد يستغرب البعض من تصريحات تميم الاستفزازية، ولكنّ الراسخين فى شؤون ودهاليز وأروقة قطر السياسية وترتيباتها السرية من تحت الطاولة مع المنظمات الإرهابية ومجموعات الضغط الإسرائيلية ونظام (قم) الطائفى وميليشيات حزب الله، والانقلابيين فى اليمن، يعلمون جيدا الأدوار القطرية المشبوهة فى المحيط العربى والإسلامى، التى توّجها تميم بمزاعم ومغالطات صدمت الجميع، وقرعت جرس الإنذار فى المحيط العربى والإسلامى»، واستطردت الصحيفة: «ليس هناك شك أن التصريحات القطرية كشفت المستور، وعرّت الموقف القطرى، عندما اعتبر تميم أن إيران قوة كبرى تضمن استقرار المنطقة، وتمثل ثقلا لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها».
وقال الكاتب السعودى عبدالرحمن اللاحم فى مقال لـ«عكاظ» بعنوان: «قطر.. كالهر يحكى انتفاخا صولة الأسد»، إن مشكلة قطر الأساسية منذ الانقلاب هى أنها استجابت لأكذوبة مفادها أنه بإمكانها أن تكون دولة مؤثرة فى المنطقة وفى العالم، وصدقت من باع عليها تلك الأوهام من المستشارين الذين جلبتهم من الخارج ليرسموا لها سياستها الخارجية بعد الانقلاب، وأضاف: «لن تتعافى قطر مما هى فيه من هذه المراهقة السياسية إلا بعد أن تعرف حجمها السياسى وتتخلص من أحلام اليقظة الكاذبة التى زرعت فى أذهان قادتها، وأن تعود إلى رشدها وإلى صفها الخليجى والعربى، وتتوقف عن دعم من يستهدف أمن دول الخليج والدول العربية». وقال الكاتب السعودى حمود أبوطالب فى مقال بعنوان «الانتحار القطرى» فى «عكاظ»: «كنا نتمنى لو انتظر أمير قطر قليلا حتى يجف حبر توصيات مؤتمر القمة الذى حضره فى الرياض قبل أن يفجر قنبلته التى تطايرت شظاياها على دول عربية، وكان للمملكة النصيب الأكبر منها»، وأضاف: «إن هذا الانتحار السياسى لدولة شقيقة كلفها خسارات متوالية، وسينتهى بها إلى العزلة التى لن تنقذها منها إيران ولا التنظيمات الإرهابية التى تحتضنها وتدعمها».
وذكرت صحيفة «الحياة» اللندنية فى تقرير بعنوان «ارتباك قطرى لا يبدد أزمة مع دول خليجية»، أن التوتر والترقب خيم على الخليج، على خلفية تصريحات تميم التى فجرت جدلا فى المنطقة، وأثارت استياءً واسعاً، لم يحتوه النفى غير الرسمى بتعرض وكالة «قنا» للاختراق، وبدا الارتباك فى الموقف القطرى مع تأخر نفى الدوحة.
وخرجت صحف الإمارات بعناوين تتهم قطر بشق الصف العربى وافتعال أزمة مع الخليج، وعلقت صحيفة «الخليج» قائلة: «تميم يعزل قطر بالانقلاب على الثوابت الخليجية والعربية»، ونقلت عن برلمانيين مصريين قولهم إن «قطر خطر على الأمن القومى العربى». وذكرت صحيفة «الاتحاد» أن «قطر تفجر أزمة سياسية واسعة مع الخليج وأمريكا»، فيما خرجت صحيفة «البيان» بعنوان «قطر تشق الصف العربى بموقفها من إيران وإسرائيل وحزب الله، وتطعن الإجماع العربى وتغازل إيران»، ونقلت عن خبراء تقنيين صحة تصريحات أمير قطر، وقالت إن «الزعم باختراق موقع الوكالة وحساباتها أمر غير منطقى». وقالت صحيفة «الإمارات اليوم» فى تقرير بعنوان: «قطر تشقّ الصف الخليجى والعربى» إن «تصريحات تميم تنسجم مع توجّه قطر الداعم للإخوان والجماعات الإرهابية»، واعتبروا أن «الزعم باختراق وكالة الأنباء القطر أكذوبة لا تنطلى على أحد، وأن قطر اعتادت أن تغرد خارج السرب الخليجى والعربى، لكنها فوجئت برد فعل سعودى وخليجى حاسم، فتراجعت، وزعمت اختراق وكالتها».
الصحف السعودية والإماراتية تواصل هجومها على أمير قطر بسبب تصريحاته
وقال الكاتب على النعيمى إن «نتائج قمم الرياض جعلت قطر مكشوفة، فيما يتعلق بدعمها للجماعات الإرهابية، كما أن إطلاق مركز لمراقبة عمليات تمويل الإرهاب فى السعودية سيرصد دعمها للجماعات الإرهابية بالمال»، وتابع: «تلك التصريحات لا تختلف عما تردده وسائل الإعلام القطرية، ولا تختلف عن خطاب الصحف والمواقع التى تمولها قطر، وتدعم بها الإخوان والجماعات الإرهابية»، وقال: «خرجت القنوات القطرية بانتقادات لدول الخليج، وهو ما ينسجم مع تصريحات تميم الذى بات يدرك أن نتائج قمم الرياض جعلته يعرف أن سياسة الدوحة منبوذة فى المنطقة، وهو ما قاده إلى محاولة الرد عبر هذه التصريحات التى تغازل إيران، وتستقوى بقاعدة العديد الأمريكية تجاه الجوار».
