غادر فريق أياكس امستردام الهولندي ملعب «فريندز أرينا» في ستوكهولم، الأربعاء، خاسرًا من فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي بهدفين دون رد، في نهائي الدوري الأوروبي، ولكن وسط ضجيج من الهتافات الحماسية من جانب الجماهير.
ورغم أن أياكس خسر أمام فريق أكثر خبرة وأكثر قدرة على التعامل مع مثل هذه المباريات، فإن الفريق الشاب للمدرب بيتر بوس أعاد النادي الأيقوني مجددًا إلى الخارطة الأوروبية.
وقال «بوس»، بعد المباراة: «لكي تفوز بالنهائيات فعليك خوض المباريات النهائية وأن تتعلم منها، لم يعتاد فريقي على خوض المباريات النهائية، كان ذلك بمثابة تجربة جديدة بالنسبة لهم».
وأوضح: «سيتعلمون كثيرًا من هذه التجربة، سيصبحون أكثر قوة، وإذا نجحنا في الحفاظ على قوام الفريق سنصبح أكثر قوة في الموسم المقبل».
ويضم فريق «بوس» ستة لاعبين يبلغون 21 عامًا أو أقل، ويبلغ متوسط أعمار التشكيل الأساسي للفريق 22 عامًا، كما أصبح المدافع ماتياس دي ليخت أصغر لاعب يشارك في نهائي بطولة أوروبا، بعمر 17 عامًا و285 يومًا.
ولكن أياكس، الذي لعب بشكل سريع، وقدم أداءً ممتعًا طوال الموسم، ظهر بشكل مهتز أمام مانشستر، الذي يقوده المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث نجح مانشستر في إجبار منافسه على التراجع لتأمين التغطية الدفاعية، بجانب النجاح في إيقاف قدرات الجناح أمين يونس والمهاجم كاسبر دولبرج.
وفقط برتراند تراوري شكل بعض الخطورة على دفاع مانشستر، ولكن مجهوداته الفردية أحبطت في كل مرة.
وفي ظل التفوق من الناحية الجسدية، نجح مانشستر في استغلال هذا العامل تمامًا ولم يرهب المنافس.
وقال «بوس»: «هناك فوارق كبيرة في الناحية الجسدية التي يلعبون بها، الأمر لا يتعلق بالقوة، إنها تتعلق بكيفية استغلال الناحية الجسدية، وهو الشيء الذي ينبغي علينا تعلمه».
ما ينبغي على لاعبي أياكس أيضًا تعلمه هو أن كرة القدم الجميلة لا تؤدي دائمًا للفوز بالمباريات، ففي بعض الوقت تباين أداء مانشستر ولجأ فقط لمحاولة قطع الكرة من أجل تمريرة في الأمام إلى ماركوس راشفورد أو على رأس مروان فيلايني.
فالهدف الأول لم يأت بطريقة رائعة، ولكن بخطأ دفاعي، إثر تمريرة خاطئة منحت الفرنسي بول بوجبا فرصة التسجيل، ومع بداية الشوط الثاني، استغل الأرميني هنريك مخيتريان فشل دفاع أياكس في تشتيت ضربة ركنية، ليسدد بشكل رائع في الشباك.
وقال «بوس»: «كانت مباراة مملة»، واعترف أنه بعد تأخر فريقه بهدفين كان من الصعب التعامل مع فريق منظم بشكل جيد، في إشارة إلى مانشستر.
وأشار: «لم نكن جيدين بشكل كاف الأربعاء، لم تسنح لنا فرص كافية، الهدفان جاءا بطريقة محبطة، كلا الفريقين لم يحصلا على عدد كبير من الفرص».
ومن المرجح أن يخسر «بوس» جهود «تراوري»، بعد نهاية فترة إعارته من تشيلسي، كما تسعى العديد من الأندية الأخرى لاستقطاب نجوم أياكس.
ومن المتوقع بشكل كبير أن يرحل عن الفريق الهولندي دافي كلاسين، قائد الفريق والعقل المفكر له، بعد موسم ملفت له، كما أنه من المنتظر أن تدخل الأندية الأوروبية الكبيرة صراعًا شرسًا للتعاقد مع الموهبتين الهجوميتين للفريق، المغربي حكيم زياش والألماني أمين يونس.
وبالتالي، فإنه يبدو أن أياكس سوف يكون أمام معضلة صعبة في موسم الانتقالات الشتوية المقبلة، فإما أن يعود إلى موقفه المعهود عنه، ويتخلى عن أبرز نجومه، كما يفعل في كل موسم، ما تسبب في تراجع مستواه على الناحية الأوروبية بشكل كبير، وإما أن يقوم بالحفاظ على القوام الأساسي لفريقه، مع تدعيمه بالمزيد من المواهب والخبرات خلال الفترة المقبلة.