أشار السفير الأمريكى فى دمشق، روبرت فورد، أن المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى فى سوريا خائفة من قوة النفوذ الإسلامى على الحكومة، فى حال سقوط حكم بشار الأسد.
وأكد «فورد» فى حديث له مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن الطائفة العلوية المهيمنة على السلطة الحالية، ورجال الأعمال الذين يفضلون فصل الدين عن السياسة، قلقون أيضا على مصالحهم فى حال سيطرة الإسلام السياسى فى سوريا.
وقال إن تلك المخاوف «مبالغ فيها»، مضيفا أنه يشعر بأن تلك المخاوف ليست قوية مثلما كانت فى الجزائر والعراق على سبيل المثال، إلا أنها على الرغم من ذلك لا يمكن تجاهلها.
ويمثل المسيحيون فى سوريا 15% من عدد السكان الذى يبلغ 21 مليون نسمة، فيما يمثل العلويون 12% فقط، أما الشيعة فيمثلون نسبة صغيرة جدا لا تذكر.
وقال «فورد» إن المعارضة التى شكلت مؤخرا فى سوريا مجلس الشعب تحتاج بشدة لطمأنة الأقليات أنهم لن يواجهوا اضطهادا على يد الأغلبية السنية فى أى حكومة جديدة، مضيفا: «لقد طالبنا المعارضة السورية بأن تطور رؤيتها السياسية لشكل الدولة التى سيتم الاتفاق عليها، وتضع الضمانات لحل القضايا الشائكة مثل التى تتعلق بالأقليات الدينية» ـ على حد قوله.
وتابع أنهم يجب أن يفعلوا ما يمكن أن يقنع المجتمع المسيحى والعلوى فى سوريا، بأن مصالحهم ستصان أكثر بتغيير الحكومة، إلا أنه أوضح أن الأمر لن يكون سهلا على المسيحيين، الذين لجأ العديد منهم إلى العراق، بينما فر 93000 منهم إلى مصر منذ بداية الثورة فى فبراير، بحسب تقارير لصحيفة «إندبندنت».
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن الآمال السورية تصاعدت حول أن حكومة الأسد يمكن أن تستبدل بحكومة موالية لأمريكا مثلما حدث فى العراق، إلا أنه جاء فى تصريح «فورد» أن الحكومة الديمقراطية لن تكون بالضرورة موالية لأهداف أمريكا فى المنطقة، على الرغم من ترحيب النشطاء المعارضين فى سوريا بدعم أمريكا لهم. واعترف السفير الأمريكى بأن السوريين يشكون فى السياسة الأمريكية.