تمتلك مصر العظيمة عدداً هائلاً من الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة، التى تنتشر فى جميع المحافظات.. وهى مليئة بآلاف الأساتذة والباحثين الأجلاء والخبراء المرموقين فى كل التخصصات، وهى مليئة كذلك بعشرات الآلاف من الطلبة والطالبات الشباب الذين يمثلون طاقة فكر خلاق رائعة، وقوة عمل هادرة قادرة على فعل المستحيل، وهو ما يمثل فى مجمله كنزاً استراتيجياً لم يتم استغلاله بالشكل الأمثل بعد.. فقناعتى الراسخة أنه لو قام السادة المحافظون، كل على حدة، بالتواصل مع الجامعات التى تقع فى النطاق الجغرافى لمحافظته لصالح وضع جميع المشاكل التى تعانى منها المحافظة بين يدى هذه الكيانات العلمية العملاقة، لتكون قيد البحث الدقيق والدراسة العميقة، لتم إيجاد العديد من الحلول الشاملة والمتكاملة والمبدعة لجميع المشاكل التى تعانى منها المحافظة، وأرجو من السيد رئيس مجلس الوزراء إذا ما رأى فى اقتراحى هذا رؤية إيجابية وقابلة للتطبيق أن يكلف بها السادة المحافظين فى الوقت المناسب، لوضعها قيد التنفيذ فى العام الجامعى الجديد، وإنى على ثقة بأنها ستحقق نجاحاً باهراً لجميع المحافظات لو تم تنفيذها بعناية من خلال آليات تتسم بالدقة والسرعة والكفاءة والمرونة.. وأرى أن هذا المقترح لو تم تنفيذه فسيحقق لجميع المحافظات فوائد عظيمة، يتمثل أهمها فى الآتى:
1- توظيف الخبرات الرائعة والإمكانيات العلمية والبشرية اللامحدودة الموجودة داخل الجامعات لصالح حل المشاكل المتراكمة على مدى عقود طويلة داخل كل محافظة، بحلول علمية متكاملة، تتم فيها مراعاة خصوصية كل محافظة بما هو متلائم معها طبقاً لموقعها الجغرافى، ومساحتها وطبيعة أرضها، وطبيعة مواردها، ونوع طقسها، وعادات وتقاليد سكانها.. إلخ، وبما يعظم تحقيق الاستفادة القصوى من صهر جميع هذه العوامل فى بوتقة واحدة.
2- إشراك الشباب فى حل هذه المشاكل بما يملكونه من طاقة ذهنية عملاقة وأفكار غير نمطية ومبدعة وجلد بدنى ونفسى لا نهائى يغرس ويرسخ قيم الولاء والانتماء لديهم، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم، ويزيل الإحباط من نفوسهم، ويفتح أمامهم طريقا للأمل والتفاؤل، ويعزز لفكرة التواصل بين الأجيال بأسلوب عملى سيعود بالتأكيد على الوطن بفوائد جمة لا حصر لها.
3- لو تحقق ما ذكرناه أعلاه فسيتشجع رجال الأعمال وأصحاب المشروعات الصناعية والزراعية العملاقة، بل الموطنون أنفسهم فى جميع المحافظات، على توفير التمويل اللازم والدائم الذى يتيح تنفيذ جميع الأفكار التى سوف تؤدى - بإذن الله - إلى حل جميع مشاكل المحافظة، هذا بالإضافة إلى التفاعل الرائع المنتظر من جميع المواطنين لتحويل الأحلام إلى واقع سيعود نفعه على الجميع.
4- وعلى المستوى السلوكى والمجتمعى سيحدث بالتأكيد طفرة انضباطية وسلوكية محمودة ستجعل سبل الحياة داخل كل محافظة أكثر نظاماً ورفاهية وعدلاً.
5- ستتم السيطرة التدريجية على كل مظاهر الجريمة والفساد فى نطاق كل محافظة حتى يمكن أن تتلاشى فى المستقبل بإذن الله.
.. أعلم أن الطريق وعر وصعب وليس مفروشاً بالورود بالتأكيد لتحقيق كل ذلك، ولكنى أثق ثقة تامة فى أنه لو أخلصنا النوايا وبدأنا فى العمل بجدية وإتقان وتجرد لتحقيق كل ما ذكرت، ووفق جداول زمنية محددة، فسيوفقنا الله سبحانه وتعالى لأكثر مما نصبو إليه.