«الخوف».. هى كلمة السر التى سيطرت على تغطية الصحف الإسرائيلية الكبرى لنجاح «ثورة 25 يناير» فى الإطاحة بالرئيس مبارك، ونظامه. فبين الخوف من فزاعة الإخوان المسلمين، والخوف من تعاطف شعبى مصرى مع القضية الفلسطينية، والخوف من المطالبة بترتيبات أمنية جديدة فى سيناء، توزعت تحذيرات الصحف الإسرائيلية الصادرة، صباح الأثنين ولعبت الصورة الفوتوغرافية دوراً مهماً فى تغطية الصحف الإسرائيلية لأحداث «جمعة الزحف»، فبينما نشرت «هاآرتس» صورة مختارة بعناية لشاب يرتدى الكوفية الفلسطينية، ويقود جموعاً من المتظاهرين قرب ميدان التحرير، واكتفت «يديعوت أحرونوت» بصورة لصلاة الجماعة فى قلب ميدان التحرير.. «قبيل بيان تنحى الرئيس مبارك الذى ألقاه عمر سليمان» - على حد تعليق الصحيفة.
«هاارتس» أكبر الصحف الليبرالية فى إسرائيل أعربت عن تخوفها من أن سقوط النظام قد يؤدى إلى تغيير فى السياسات المصرية تجاه إسرائيل فى المدى المتوسط. وحذرت من أن مصر قد تتحول إلى تركيا جديدة على الحدود الجنوبية لإسرائيل. وتتبنى مواقف مختلفة من الحصار المضروب على قطاع غزة. وزعم «تسفى بارئيل» محرر الشؤون المصرية بالصحيفة أن عدم تقدم الإخوان منصة الأحداث سببه الرئيسى هو رفض وغضب المتظاهرين العلمانيين من قيادة الإخوان للمظاهرات، وخوف الإخوان والمرشد محمد بديع من أن تتراجع أمريكا والغرب عن تأييد مطالب الشعب المصرى فى الحرية، لكن دور الإخوان سيبرز بشدة فى المرحلة المقبلة - على حد زعم الصحيفة.
أما صحيفة «معاريف» المعبرة عن قطاعات واسعة من اليمين الإسرائيلى، فعبرت عن قلقها من أن يؤدى المزاج الثورى الجديد فى مصر إلى رغبة فى لعب دور إقليمى أكبر. وقال المحرر العسكرى بالصحيفة عاميت كوهين: «يجب أن ننتبه لقوة الدفع الجديدة فى مصر. فالمزاج الثائر والغاضب الذى أطاح بمبارك ونظامه، قد يتطور فى اتجاهات إقليمية، أقلها كسر حصار غزة، ولعب دور واسع فى دعم الفلسطينيين، على حساب العلاقات الجيدة التى ربطت نظام الرئيس مبارك بالحكومات الإسرائيلية المتعاقبة».
من جانبها، اتفقت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مع الصحف الأخرى فى المخاوف من التيار الإسلامى، ودعمه للقضية الفلسطينية، غير أن الصحيفة الأكثر انتشاراً فى إسرائيل عبرت، أيضاً، عن مخاوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من النظام المقبل فى مصر، ومن تصاعد المطالبات الشعبية لتغيير الملحق العسكرى فى اتفاقية كامب ديفيد، فيما يتعلق بالانتشار العسكرى المصرى فى سيناء.