«صادرة، دائمًا عن مبدأ الرغبة وليس مبدأ الواقع، مبشرة بالعالم الأكمل، والأجمل»، هكذا يصف د. جابر عصفور، قصيدة الرفض للشاعر أمل دُنقل، في كتابه «قصيدة الرفض.. قراءة في شعر أمل دنقل»، الصادر حديثًا عن الهيئة العامة للكتاب برئاسة د. هيثم الحاج على، والذي يتزامن مع الذكرى الـ34 لرحيل شاعر الفُصحى الكبير.
ويقول «عصفور» في صفحات كتابه: «لقد قام أمل دنقل بتأصيل قصيدة الرفض فى شعرنا المعاصر، وهى القصيدة التي تكشف عن واقع الضرورة لتستبدل به عالم الحرية والعدل والمساواة، وكانت هذه القصيدة صادرة، دائمًا، عن مبدأ الرغبة وليس مبدأ الواقع، مبشرة بالعالم الأكمل والأجمل؛ فالرفض في هذه القصيدة فعل خلاق، لا يرضى بما هو كائن أو واقع، وإنما يبحث عمَّا يجب أن يكون، وما ينبغى أن يقع».
ولذلك فمملكته ليست في عالم الضرورة، أو هذا العالم الذي نعيش فيه، وإنما مملكته - دائمًا - فى العهد الآتى، لكن العهد الآتى دائمًا سَفَرٌ فى الإمكان الأكمل، وليس نقطة وصول، إنه الحلم المستمر أبدًا، والبحث المتصل دائمًا عن هدف متحرك، كل محطة وصول إليه هي حلم بالوصول إلى ما بعده، فالعهد الآتى هو الحلم الأكبر الذى يغرينا ما تحقق منه بالوصول إلى ما بعده من أحلام لا تتوقف أو تنتهى إلا بانتهاء الحياة نفسها».