فى الميدان الذى تصدره تمثال الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض، حدث ما حدث.. سالت دماء الشرفاء وعلت أصواتهم بالهتاف ضد النظام ثم علت أصوات فرحتهم بإسقاط النظام.. هنا حيث الصراخ، والنيران، وطلقات الرصاص، والأحجار تتطاير. والتهليل، والتكبير، ردد الملايين بفرحة عظيمة: «الشعب خلاص أسقط النظام».
فى وسط القاهرة، عند مدخل ميدان عبدالمنعم رياض، المؤدى إلى ميدان التحرير، سقط العشرات من شباب مصر قتلى، وأصيب المئات، وأصبح الأربعاء «2 فبراير» أربعاء دامياً، أو «موقعة الجمل»، كما سماه الشباب.
وفى المكان الذى شهد هجوماً من قبل جحافل البلطجية وطلقات القناصة، قبل 9 أيام من تنحى «مبارك»، وقف آلاف المصريين يحتفلون برحيل الرئيس «مبارك»، ويكرمون أرواح شهدائهم، رافعين صورهم ومرددين «يا شهيد نام وارتاح.. خلاص كسبنا الكفاح».
وبعد دقائق من الاحتفال بدأ الناجون من معركة «الأربعاء الدامى» يروون لمن لم يشهدوها بعيون تملؤها دموع الفرح والنصر، كيف حاصرهم مئات البلطجية وعشرات القناصة لساعات حصدوا خلالها أرواح زينة شباب مصر، وكيف اصطف الكثيرون كدروع بشرية تحمى الميدان، وفرق الشباب التى كانت تمدهم بالأحجار ليحاولوا بها صد اعتداء البلطجية.