x

ناجيات من «سرطان الثدى»: الإصابة بالمرض لا تعنى «الموت».. والصمت الإعلامى عزز «ثقافة الخوف»

الأحد 25-09-2011 19:41 | كتب: بسنت زين الدين |
تصوير : thinkstock

«اكتشاف مرض سرطان الثدى مش معناه إنى هاموت».. هكذا بدأت فايزة عبد الخالق، قصتها بمناسبة مرور أكثر من عشرين عاماً على إصابتها بمرض سرطان الثدى.

وقالت فايزة، وهى إحدى الناشطات فى المبادرة العالمية للتوعية بمرض سرطان الثدى فى مصر تحت شعار «لست وحدك»، إن اكتشاف المرض اليوم أفضل بكثير من ذى قبل؛ موضحةً أن أساليب الكشف المبكر عن المرض الآن تزيد من نسبة الشفاء أكثر من الماضى.

بينما قالت نادية زيوار، إحدى النشاطات فى الحملة وناجية من المرض منذ 9 سنوات، إنها قامت بإجراء كل أنواع الجراحات للشفاء من المرض، مضيفةً أن المبادرة تسعى إلى تغيير ثقافة الخوف والهلع والهروب من المواجهة والاستعداد للتصدى لهذا المرض.

وتضيف زيوار «لقد أوضحت دراسة أعدها فريق الحملة بالقاهرة تحت عنوان (الملف المجتمعى) أن النساء لديهن خوف من اكتشاف المرض نفسه ! ويسعون إلى الإنكار، لدرجة أنهن يستخدمون اسم آخر غير اسمه الحقيقى فتسميه بعض النساء (المرض الوحش أو البطال)».

وانتقدت زيوار انتشار ثقافة الخوف التى دفعت الكثيرات إلى العزوف عن الكشف المبكر للمرض أو حتى الفحص الذاتى للثدى أو التوجه لباقى الفحوصات بشكل روتينى ومنتظم، مؤكدةً أن الصمت الإعلامى والتجاهل المجتمعى ساهم فى تعزيز ثقافة الخوف من المرض؛ لدرجة أن الإعلام المسموع أو المرئى أو المقروء أصبح لايتناول صحة الثدى وسرطان الثدى.

وتقول هبة سويد، رئيسة برنامج «لست وحدك»، إنه لا توجد خطوات معينة للوقاية من المرض بنسبة 100%، موضحةً أن المرأة كونها «أنثى» فقط يجعها معرضة للإصابة بالمرض، ثم تأتى بعد ذلك عوامل أخرى مثل الوراثة أو السمنة المفرطة وغيرها.

فيما أوضحت هويدا حافظ، ناجية منذ 6 سنوات وصحفية فى جريدة «أخبار اليوم»، أنها أصيبت بالمرض وهى فى الواحد والعشرين من عمرها بعد إصابة والدتها به قبل وفاتها، وقالت «اتخذت أنا وأختى قراراً خاطئاً فى الماضى وهو أننا لن نلجأ إلى الكشف المبكر للمرض بسبب إصابة والدتنا به، وفوجئت منذ 6 سنوات أننى مصابة به بالفعل بعد عمل أشعة الماموجرام».

«مش عايزة حد يغلط نفس غلطتى، وأنصح كل ست إنها تروح وتكشف ولو طلع عندها المرض مش عيب خالص إنها تاخد الكيماوى وهاتبقى كويسة بعد كده».. وتضيف هويدا أن المرض ساعدها على اكتشاف ما بداخلها من مواهب حتى إنها استطاعت تأليف 33 كتاباً يحكى تجربتها مع المرض، موضحةً أن «اكتشاف المرض يساعد على اكتشاف قوة وتحمل المرأة بعد واقع الصدمة».

وأوضحت هويدا أن «البنت كاملة حتى من دون صدرها»، مشيرةً إلى أن سرطان الثدى ليس سبباً أساسياً للموت لأن والدتها وخالتها وأختها أصبن به والأجل عند الله وحده.

فيما ذكرت إيمان عباس الخشاب، إحدى ناجيات المرض منذ 3 سنوات، إنها لجأت إلى استئصال الثدى بعد انتشار الورم به، مطالبة جميع النساء باللجوء إلى الاكتشاف المبكر أو حتى الفحص الذاتى حتى لاتتفاقم الحالة كما تعرضت لها.

وفى سياق متصل، حذرت دراسة طبية حديثة من ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدى بمعدلات كبيرة بين السيدات حول العالم، مشيرةً إلى ارتفاع حالات المرض من 640 ألف حالة إصابة خلال عام 1980 لأكثر من 6.1 ملايين حالة خلال عام 2010.

وأوضحت جامعة واشنطن فى معرض أبحاثها التى أجريت فى هذا الصدد أن أنواع السرطانات الأخرى قد شهدت تراجعاً طفيفاً فى معدلات الإصابة لتقتل نحو 200 ألف سيدة فقط خلال عام 2010؛ فى الوقت الذى ارتفعت فيه معدلات الإصابة والوفاة بسرطان الثدى بنسبة 51% فى مقابل 76% من حالات الإصابة بسرطان المخ بواقع 450 ألف حالة إصابة، طبقاً لما ورد بوكالة «أنباء الشرق الأوسط».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية