قال مدير البعثة التجارية الإيطالية فى القاهرة بقسم تنمية التبادل التجارى بالسفارة الإيطالية بالقاهرة، فرانشسكو بانينى، إن إيطاليا تتطلع إلى ممارسة تعاون ملموس مع مصر فى دباغة وصناعة الجلود فى المشروع الجديد، ليس فقط من خلال شراء الجلود من مصر، أو تصدير التكنولوجيا الحديثة فى تصنيعها، بل من خلال الدخول كمستثمر صناعى فى مصر بشكل مباشر فى ذلك المجال.
أخبار متعلقة
وأضاف «بانينى»، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن مشروع مدينة الجلود بالروبيكى سينتج منتجات جلدية بجودة أعلى من دول أخرى منافسة، مشيراً إلى أن وجود شركة واحدة لإدارة المشروع جعل النتائج تظهر سريعاً على أرض الواقع.. وإلى نص الحوار:
■ ما الذى ينقص مصر لتنطلق عالمياً لدباغة وتصنيع الجلود؟
- قبل أى شىء، أحب أن أتكلم عن الأشياء التى تملكها مصر ولا تملكها دول أخرى، فدباغة وصناعة الجلود لها تقليد قديم جداً فى مصر، فعلى سبيل المثال، نحن فى إيطاليا مازلنا نحافظ على الصناعات التى تملك تقليداً يميزها عن غيرها، ونتمسك بذلك من أجل أن نحافظ على استمراريتها، ولكن ما ينقص الصناعة هنا فى مصر، هو أن تكون هناك معرفة جيدة بالمنتج الذى يتم تصنيعه والتعامل معه بشكل يجعله يصل للمستهلك العالمى بالجودة المطلوبة، وهذا الأمر سيكون موجوداً فى مصر، من خلال المشروع الجديد فى الروبيكى، من خلال التكنولوجيا الجديدة المستخدمة فيه.
■ هل زرت مدابغ سور مجرى العيون؟
- نعم زرت تلك المنطقة، وهى تحتاج إلى أن تكون منتجاتها بمواصفات محددة، حتى تستطيع الوصول للأسواق العالمية، التى لن تستطيع أن تصل إليها إذا كانت بيئة العمل المحيطة بها غير مشجعة، لكن هنا فى مدينة الروبيكى ستختفى تلك الأسباب، لأن البيئة داخلها مشجعة، ما يجعل المنتج منافساً على المستوى العالمى، على العكس من خلال ملاحظتى أرى أن منطقة الروبيكى ستلبى هذا الغرض، لدرجة ستجعلها تخرج منتجاً بجودة أعلى من دول أخرى منافسة.
■ وما الانطباع الذى خرجت به بعد تلك الزيارة؟
- بخلاف المشكلات البيئية هناك، رأيت أشياء مميزة عكس كل ذلك، فهناك روح ترابط تجمع الصانع بصاحب المؤسسة، وهو شىء جيد يساعد على إضفاء قيمة إضافية على المنتج النهائى، وأعتقد أن هذا الأمر لو استمر سيجعل هناك إضافة مميزة للمنتج المصرى، أنا أشعر أنهم أسر أو عائلات تعمل جنباً إلى جنب وليس فقط مجرد مؤسسات أو مدابغ، لذلك أرى أن مشروع مدينة الروبيكى الجديد سيكون واحداً من أهم المشروعات الاستراتيجية لصناعة الجلود فى مصر، كما أن إيطاليا مهتمة بالتعاون فى هذا المجال.
■ هل إيطاليا ستدخل باستثمارات مباشرة فى مدينة الجلود بالروبيكى؟
- أنا أعتقد أن مشروع مدينة الجلود يهم شركات إيطالية كثيرة، ومن جانبنا، فالبعثة التجارية الإيطالية مهمتها ترويج الصناعة الإيطالية فى الخارج، لكننا أيضا نشجع الشركات الإيطالية ونعرض المشروع عليهم ومميزاته، من أجل أن نجعل كل من يريد الاستثمار فى مصر يتشجع ويأتى.
■ مدينة الجلود بالروبيكى مشروع قديم.. لماذا لم يتحرك من قبل وتحرك الآن؟
- الملاحظة التى أراها مهمة بحكم السوق والعناصر المتاحة هى أنه عندما أصبحت هناك شركة مصرية قائمة على إدارة المشروع ككل، بدأ التعاون يكون ملموساً ويحقق نتائج على أرض الواقع.
■ ما شكل التعاون المشترك بين مصر وإيطاليا بعد افتتاح المشروع؟
- أرى أن التعاون على مدار السنوات الماضية كان كبيراً، ونحن ننظر للمشروع، ليس فقط من وجهة نظر تجارية، أو أن الشركات التجارية الإيطالية تقوم بتصدير الآلات التكنولوجية الحديثة لمصر لتطوير الصناعة فى الروبيكى، أو حتى شراء الجلود من مصر فقط، بل نرغب فى أن تستثمر الشركات الإيطالية فى المشروع، لإضافة الخبرة الخاصة بها، والمساعدة فى استخراج منتج منافس على الساحة العالمية.
