x

حسن روحاني يَهزم مرشد إيران والحرس الثوري بـ«الخطاب الإصلاحي» (تقرير)

السبت 20-05-2017 13:36 | كتب: رضا غُنيم |
صورة أرشيفية للمرشد الإيراني مع حسن روحاني- صورة أرشيفية صورة أرشيفية للمرشد الإيراني مع حسن روحاني- صورة أرشيفية تصوير : آخرون

جلس أمام منافسيه قبل 7 أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية، بجلبابه الأسود، وعِمَته البيضاء، وبنبرة صوت هادئة، وحيداً في مواجهة المرشد والحرس الثوري، محذراً من صعود المتطرفين إلى الحكم، وسط توقعات بعودة التيار الأصولي ممثلاً في إبراهيم رئيسي إلى قيادة البلاد.

هَزم حسن روحاني الجميع، خالف توقعات المحللين، وانتصر بفضل ملايين الإيرانيين، على التيار المتشدد، والمرشد على خامنئي الذي تخلى عن دعمه، وفضّل منافسه «رئيسي»، وحصد 23 مليوناً و549 ألفاً و616 صوتاً بنسبة 57% من الأصوات.

تقدم «روحاني» بأوراق ترشحه للانتخابات، محملاً بضغوط عدة، تفيد الدراسات الغربية والإيرانية أن شعبيته تراجعت، لعدم تحسن اقتصاد طهران، رغم إبرام الاتفاق النووي، وزيادة نسبة البطالة في المجتمع، وتخلى بعض الإصلاحيين عن تأييده بسبب التضييق على الحريات، وعدم وفائه بوعوده الانتخابية برفع الإقامة الجبرية عن أعضاء «الحركة الخضراء»، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، بالإضافة إلى وقوف أجهزة الدولة والمرشد في صف مرشح آخر، معروف عنه أنه ذو علاقة جيّدة بدوائر الحكم في طهران منذ تقرّبه من المرشد السابق الخميني، عام 1988.

لم يعد أمامه للفوز بولاية ثانية إلا طمأنة الشعب الإيراني، وتقديم خطاب مختلف عن خطاب المرشحين الآخرين. انتهج خلال حملته الانتخابية استراتيجيته التي اتبعها قبل 4 سنوات، تحدث عن التغيير والتحرر. ألقى كلمة أمام أكثر من 10 آلاف من مؤيديه- الأولى من نوعها- قبل الانتخابات، كأنه رجل علماني لا يحكم في نظام ديني: «نريد حرية الصحافة. نريد حرية الفكر. نريد حرية تكوين الجمعيات»، معتمداً على إنجاز الاتفاق النووي التي أبرمته إيران في عهده مع القوى الغربية، والولايات المتحدة الأمريكية.

وسرّد «روحاني»، مواليد 1948، ما قدمه في الولاية الأولى، المتمثل في خفض التضخم 10%، ومواجهة الفساد، وزيادة الضرائب، متعهداً بمنح مساعدات مالية لمن لا يملكون الحد الأدنى للأجور، ووضع برنامجي صحي جديد، ومنح القطاع الخاص فرصة التنافس، والإبقاء على الدعم، بخلاف ما يريدوه منافسوه.

تقول سوزان مالوني، الباحثة في الشأن الإيراني بمعهد «بروكينغز»، في مقابلة مع قناة «سي إن إن»، إن روحاني قدّم خطابا معتدلاً للإيرانيين المتعطشين للتغيير والتحرر، في مقابل منافس مُحافظ مدعوم من المؤسسة الدينية «إبراهيم رئيسي».

وحسب المحلل في الشأن الإيراني، على نوري زادة، فإن الشعب الإيراني اختار روحاني بسبب أفكاره المعتدله مقارنة بمنافسه الأقوى «رئيسي»، موضحاً: «روحاني يتحدث عن الانفتاح، ويدين الهجوم على السفارة السعودية في طهران، بينما يتحدث رئيسي عن الانغلاق، ويعتبر السعودية العدو الأول. الشعب الإيراني يختار دائما الأقرب إلى الاعتدال».

ويضيف «زادة»، أن فوز روحاني يُنقذ إيران من سيناريو كارثي، متابعا: «لو فاز الحرس الثوري بالرئاسة متمثلاً في إبراهيم رئيسي، سيعرّض طهران لخطر مواجهة مع الولايات المتحدة، ودول المنطقة، وتتعرض أيضاً للتفكك».

بدوره، قال إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الذي انسحب من الانتخابات قبل أسبوع واحد من التصويت، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أهنئ الأمة الإيرانية بهذا الفوز العظيم والملحمة الكبيرة التي لا تُنسى التي سطرها هذا الشعب، والتي أثبتت أنه ماض على الدرب الصحيح إلى الحكمة والأمل»، فيما تجاهل المرشد الإيراني، فوز روحاني، وقال: «الفائز في الانتخابات هو الشعب الايراني ونظام الجمهورية الإسلامية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية