x

.. وهكذا أتى على المصريين حين من الدهر غنوا لـ«الهباب ووجع القلب»: «كنتى فين يا لمبة.. لما كنا منورين»

الجمعة 27-08-2010 00:00 |
تصوير : other

50 عاما مرت على المكان، احتفظ فيها بكل تفاصيله، منذ أن كان أهم محل يبيع وابور ولمبات الجاز فى زمن لا يخلو منزل منهما، ومنذ أن كان لوكيشن لتصوير مشاهد من فيلم «لعبة الست»، الذى أدى فيه الراحل نجيب الريحانى شخصية حسن وابور الجاز.. منذ هذه السنوات لم يتغير فى المحل الكائن فى منطقة العتبة شىء، ورغم اختلاف الزمن وطبيعة الناس، فإن الشىء الوحيد المتكرر هو ذلك الحرص على شراء لمبة الجاز، حرص كان مبررا وقتها بعدم وجود كهرباء فى البيوت، ومبرراً أيضا حاليا بانقطاع الكهرباء ساعات طويلة، فى إطار سياسة تخفيف الأحمال التى تتبعها وزارة الكهرباء، ذلك رغم حالة التكنولوجيا التى اجتاحت كل المجالات.

فى المحل نفسه يقف ياسر عبدالفتاح 26 عاما ليعيد إلى الأذهان مشهد حسن وابور الجاز، باختلافات بسيطة، أهمها أن الكوميديا تخاصم حال ياسر، ويروى: بقالى كام يوم مش ملاحق على الزبائن، يظهر أن انقطاع الكهرباء من وقت للتانى خلى الناس هتتجنن على لمبات الجاز والحمد لله إنها مش موجودة فى السوق غير فى محلنا، أصل إحنا المحل الوحيد المتخصص فى منتجات النحاس منذ أكثر من 50 عام، نبيع لمبات الجاز وكل الأوانى التى يتم استخدام الجاز فيها كوقود حتى وابور الجاز، خاصة أن أغلب المحال التى كانت تبيع لمبات الجاز توقفت عن بيعها، لكن محلنا هو الوحيد الذى حافظ على صنعته، لأننا بنحافظ على التراث المصرى ولمبة الجاز من هذا التراث».

عبدالفتاح يبرر إقبال المواطنين على شراء لمبات الجاز: النور بيقطع كتير، والشمع غلى، حتى الكشافات غليت وبطارياتها بتاكل شحن كتير، ده غير أن لمبة الجاز أحسن وأرخص وما بتخلصش، وكلنا اتربينا عليها.

ورغم الإقبال على بضاعته، فإنه يؤكد أنه إقبال أغلبه من الطبقة الفقيرة، سواء على اللمبات السهارى الصغيرة أو «الوناسة»، ويبرر: أصل الأغنياء مش بيقطعوا عليهم النور، وحتى لو قطعوه عندهم حلول غير اللمبات الجاز.

وتختلف أسعار لمبات الجاز النحاس حسب حجمها، فرقم 10 يصل سعرها إلى 31 جنيها بغطائها الزجاجى، أما اللمبة السهارى الصغيرة فيصل سعرها إلى 16 جينها بغطائها الزجاجى، وأغلى هذه الأنواع كولب الجاز الذى يصل إلى 130 جينها، ويصل كلوب الغاز إلى 118 جنيها، وهذه النوعية تقبل عليها الطبقات المتوسطة والغنية، لكن كديكور.

ياسر أكد أن لمبات الجاز الزجاجية تقريبا انقرضت اللهم إلا من بعض المحافظات، وقال: أصل لمبات الجاز النحاسية أفضل من الزجاجية عشان القعدة النحاسية بتاعتها قوية ومتينة.

زينب على 20 سنة بائعة لمبات جاز أكدت أن الإقبال على شراء اللمبة أغلبه من مندوبى الفنادق الراقية خاصة فنادق شرم الشيخ، وقالت: بياخدوا منها كميات كبيرة مع أن الكهرباء مش بتقطع هناك، لكنهم بيستعملوها كزينة وديكور فى المطاعم وكنوع من التراث.

وتقول: لنا زبائن فى كل الدول العربية، حيث يتعاملون مع اللمبة الجاز باعتبارها كرنفالاً وتراثاً، ولإضفاء لمسة رومانسية على المطاعم والفنادق الفاخرة، وأعادت أزمة انقطاع الكهرباء إلى البيوت فكرة شراء لمبة الجاز كاحتياطى فى حالات الطوارئ.

أمام المحل وقفت أم عبده، التى جاءت من شبرا خصيصا لشراء لمبة جاز، وقالت: من فات قديمه تاه.. مالها اللمبة الجاز، ماهى بتأدى الغرض، وأهى أرحم وأحسن من الضلمة».. وأضافت: «مافيش أحلى منها هى صحيح بتهبب الدنيا وتتعب الصدر بس هنعمل إيه فى الحكومة بتاعتنا بندفع فواتير كهربا ومش عاجب وبيقطعوا النور كل يوم ساعتين وتلاته حتى ساعة الفطار وكمان فى الصلاة والسحور حرام والله».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية