احتدم الخلاف بين نقابة الزبالين التى تضم حوالى 90 ألفا من جامعى القمامة من ناحية، وبين محافظة القاهرة ممثلة فى هيئة النظافة والتجميل من ناحية أخرى، بسبب مشروع أكشاك شراء القمامة الصلبة من المواطنين، حيث هدد شحاتة المقدس، نقيب الزبالين بالإضراب عن العمل، حال استمرار محافظة القاهرة فى إنشاء أكشاك شراء القمامة من المواطنين والتى بدأت بكشكين الأول فى شارع أسوان والثانى بميدان ابن سندر فى مصر الجديدة.
واعتبر نقيب الزبالين هذه الأكشاك بمثابة إعلان الحرب على أرزاقهم، مؤكدا أن الزبالين ليس لهم مصدر دخل من جمع القمامة سوى بيع المواد الصلبة، فيما أصرت محافظة القاهرة وهيئة النظافة والتجميل على استكمال منظومة النظافة الجديدة، وبدأت فى التوسع فى إنشاء أكشاك شراء القمامة، بإنشاء كشكين آخرين بمصر الجديدة، الأول بجوار وحدة الرقابة على أعمال السلامة البيئية والنظافة بشارع جسر السويس، والثانى بشارع المفتشين بمنطقة ألماظة، بالإضافة لكشكين آخرين فى منطقة المطرية، معتبرة أن هذه الأكشاك جزء من منظومة النظافة الجديدة التى ستبدأ مع انتهاء عقود الشركات الأجنبية فى إبريل من العام المقبل، وأنها قللت بشكل كبير من عمليات نبش القمامة فى الشوارع والميادين.
«المصرى اليوم» أجرت مواجهة بين نقيب الزبالين، وحافظ السعيد، رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، للوقوف على ملابسات أبعاد المشكلة المحتدمة بين الطرفين.
شحاتة المقدس نقيب الزبالين فى حوار لـ«المصرى اليوم»: منظومة النظافة فى مصر عشوائية وأطالب رسمياً بإنشاء وزارة للنظافة
قال شحاتة المقدس، نقيب الزبالين بالقاهرة، إن منظومة النظافة فى مصر عشوائية، وإنه عرض رؤية لملف النظافة على وزير البيئة ووعده بحملها لوزير التنمية المحلية ورئيس مجلس الوزراء، مؤكدا أنه يستطيع توفير 10 ملايين جنيه شهريا لخزانة الدولة، مع توفير الآلاف من فرص العمل. وأكد «المقدس» فى حواره مع «المصرى اليوم»، الذى أجرته معه داخل فيلته الشهيرة فى حى الزرائب، أن مشكلة أكشاك بيع القمامة الصلبة مع الزبالين مازالت قائمة، وأن المسؤولين وعدوه بحلها، وأنه فى حالة استمرارها سيضطر جامعو القمامة إلى الإضراب عن العمل، لافتا إلى أن النقابة تضم 93 ألف عضو جميعهم متضررون من مشروع الأكشاك، وأن تكلفة جمع الزبالة من المنزل بواقع 50 جنيها لكل شقة، وأن الزبال يعوض الفارق المادى من القمامة الصلبة بعد فرزها.. وإلى نص الحوار:
■ ما آخر تطورات أزمة جمع القمامة بينكم وبين أصحاب أكشاك الفرز؟
- تقابلنا مع وزير البيئة للمطالبة بوقف مشروع الأكشاك، رغم علمنا أنه لا يملك من الأمر شيئا، لأنه بحكم الدستور والوزير الذى يتحكم فى هذه المنظومة هو وزير التنمية المحلية، والمقابلة مع وزير البيئة كانت مجرد مسكنات.
■ ماذا تعنى أنها مسكنات؟
- يقول إنه سيعرض الملف على رئيس الوزراء وسيتم وقف الأكشاك عند هذا الحد، مع ضرورة أن يصبح لنا دور فى المنظومة، «وأنا شايف إنى ليس لنا أى دور فى المنظومة ولم يأت أى أحد بمشاركتنا أو أخذ رأينا من البداية، وموضوع الأكشاك عبارة عن تجارة بيزنس، ناس بتشترى مواد صلبة وتبيعهن بفرق سعر بيقولوا دى مبادرة، وأنا بوجهلهم سؤال: فرق السعر بيروح جيب مين؟».
■ لكن أنت تعلم أن مشروع الأكشاك مبادرة من الدولة وقد تعود بالنفع على المواطن وعلى منظومة النظافة فلماذا ترفضها؟
- هناك دراسة صدرت مؤخرا بالجامعات، تؤكد أن تكلفة خدمة المواطن بخصوص جمع القمامة فى الوحدة السكنية 50 جنيها شهريا تماشيا مع سياسة الغلاء فى الدولة، والمواطن يدفع 5 جنيهات فقط، وفى الأحياء الراقية يدفع المواطن 10 جنيهات، وجامعو القمامة يعوضون فارق السعر من بيع المواد الصلبة، وإذا كان المواطن سيبيع المواد الصلبة وفقا لمنظومة الأكشاك الحديثة، «حلال عليه البيعة كلها والزبال يدور على عمل آخر».
■ كم تنتج مصر من أطنان الزبالة يوميا؟
- فى القاهرة الكبرى بالنسبة للوحدات السكنية والمستشفيات والنوادى والفنادق 18 ألف طن يوميا، بينها 10 آلاف طن مواد صلبة، نقوم بإعادة تدويرها، و6 آلاف طن قمامة عضوية رخوة، و2000 طن غير قابلة للتدوير أو الاستفادة منها.
■ كم مصنعا فى مصر تعمل فى تدوير القمامة؟
- الحقيقة لا أعلم، لأن ما يوجد لدينا فى أماكن تجميع القمامة فى القاهرة الكبرى ورش صغيرة لمرحلة إعداد ما قبل التصنيع، أما المصانع الكبيرة ففى مدينة بدر والعاشر من رمضان و6 أكتوبر.
■ ما أهمية تجميع القمامة وفرزها من النواحى الاجتماعية؟
- توفر للدولة ملايين الدولارات وفرص العمل، لأن كل طن زبالة يوفر حوالى 11 فرصة عمل.
■ هل يوجد إقبال على فرص العمل فى جمع القمامة؟
- عدد كبير من الشباب يعمل بجمع القمامة، وأولادى تعليم عال ويعملون فى جمع وتدوير القمامة.
■ ما شروط عضوية نقابة الزبالين؟
- لابد أن يكون عاملا فى جمع وتدوير القمامة ومنتظما فى عمله، ولا نمنح أى أحد العضوية إلا بعد التأكد من هويته وعمله، خصوصا بعد أحداث الإرهاب الأخيرة التى تمر بها البلاد، خوفا من دس جماعات متطرفة بين أعضاء النقابة بهدف تنفيذ عمليات إرهابية فى منشآت حيوية، لأن الزبال يدخل كافة الأماكن دون أى شكوك حوله لذلك يتم التدقيق بخصوص ميول الشخص قبل انضمامه للنقابة.
■ ما أبرز الأزمات التى تواجهكم من خلال أعمالكم؟
- وجدنا قنابل فى أكوام القمامة التى تأتى من أماكن حيوية، واستشهد من بيننا أناس، ومنذ 6 أشهر استشهد طفل وأصيب آخر بإصابات بالغة بسبب قنبلة كانت مدسوسة فى قمامة مطعم شهير وجاءت إلى منطقة حى الزبالين بمنشأة ناصر وانفجرت، بخلاف الأمراض والفيروسات وغيرها من أمراض المهنة.
■ بالنسبة للأوضاع الاقتصادية إلى أى مدى تأثرت المهنة بارتفاع الدولار؟
- ارتفاع الدولار السبب الرئيسى فى فتح الأكشاك، لأن المصانع كانت تستورد المواد الصلبة من الخارج وعندما ارتقت أسعارها كانوا يستعينون بتجميعنا من المواد الصلبة.
■ هل الصين ما زالت تستورد القمامة الصلبة من مصر؟
- الصين كانت تستورد زجاجات المياه المعدنية فقط من مصر، وعندما قام وزير الصناعة بفرض 1000 جنيه رسم تصدير على كل طن توقفوا عن الاستيراد.
■ ما رأيك فى الشركات الأجنبية العامة بالنظافة والتى ستنتهى تعاقداتها نهاية هذا العام؟
- تجربة الشركات الأجنبية تساوى «صفر» والشارع يتحدث عن نفسه، هم يمتلكون «اليونى فورم» ورأس المال والسيارات، لكن لا يمتلكون أهم عنصر، الأيدى العاملة، بخلاف أنه يكلف الدولة ملايين الدولارات دون أن يعود على النظافة بشىء.
■ ما البديل أو الحل الأمثل الذى سيعود على النظافة بعد انتهاء عقود الشركات الأجنبية؟
- اقترحت عمل وزارة للنظافة، لأن المنظومة الحالية فاشلة، وتتحكم فيها 6 جهات، بداية من وزير البيئة والمحافظ ورئيس هيئة النظافة ورئيس المدينة ورئيس الحى، كل جهة تصدر قرارا، وتتضارب القرارات دون أن يتم عمل أى شىء إيجابى.
وأقتراح على الدولة عمل ملف واحد للنظافة، وزارة، لا تكلف الدولة مليما واحدا، بل بالعكس ستوفر 10 ملايين جنيه لخزانة الدولة شهريا، وسنضع الأموال التى تجمعها الحكومة من إيصال الكهرباء فى صندوق الوزارة الجديدة، وسأعيد هيكلة المعدات فى الأحياء والمدن، حيث إن بعض المعدات سرقت وحرقت أثناء الثورات والانفلات الأمنى، فضلا عن تشغيل 3 ملايين «كناس، وارجع الزبال أبومقطف، مقابل 10 جنيهات لكل شقة»، إضافة إلى وجود شرطة متخصصة لإلقاء القبض على المقاولين الذين يلقون مخلفات البناء فى الشارع، وعمل محطات وسيطة فى كل حى لإلقاء القمامة بها.
■ هل قدمت هذه الرؤية لأحد من المسؤولين؟
- نعم قدمتها لوزير البيئة وأعجب بها، لكن أكد أنه لا يملك من الأمر شيئا، وليس صاحب القرار، وتم عرض الأمر على وزير التنمية المحلية ورئيس مجلس الوزراء دون أى استجابة.
■ لماذا لم تستعن بنواب الدائرة لمساندتك فى تقديم الاقتراح؟
- نواب الدائرة منى جاب الله وهانى مرجان، يساندوننا، لكن مجلس النواب رفض مقابلتى بعدما قلت إن النائبة نادية هنرى عرضت عليا رشوة، مقابل ترك مشروع الأكشاك.
■ هل توجد استراتيجية لجمع القمامة فى مصر؟
- لا توجد أى استراتيجية لجمع القمامة فى مصر، والمنظومة تدار بطريقة عشوائية، وأنا مستعد حال تسليمى ملف النظافة لمدة شهر واحد، أن أحول مصر لتصبح أنظف من باريس، وإن لم يحدث يتم إيداعى فى سجن طرة على الفور وهذا تعهد منى بذلك.
■ كم عدد أعضاء نقابة الزبالين؟
- عددنا حتى الآن 93 ألف عضو، قابل للزيادة، لأن هذا العدد يضم زبالين القاهرة الكبرى ووجه بحرى ولا يوجد أعضاء فى الصعيد.
■ لماذا لا يوجد أعضاء للقمامة فى الصعيد؟
- لأن أعدادهم قليلة، والصعيد معظمهم يحملون قمامتهم ويلقونها فى الجبال، نظرا لوجود أماكن متسعة لديهم، لكن نحن بصدد ضم أعضاء من الصعيد.
المهندس حافظ السعيد رئيس هيئة النظافة بالقاهرة : تجربة الشركات الأجنبية الأسوأ فى تاريخ النظافة والهيئة تتولى المسؤولية بعد إنهاء العقود
قال المهندس حافظ السعيد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالقاهرة، إن الهيئة ستكون المسؤولة عن ملف النظافة بالكامل بعد رحيل الشركات الأجنبية فى شهر إبريل العام المقبل، وإن التعاقد سيكون مع شركات مصرية وطنية صغيرة لعملية جمع القمامة من المنازل والمحلات. وأوضح «السعيد»، خلال حواره لـ«المصرى اليوم»، أن حجم تجارة الزبالة فى مصر يقدر بحوالى 15 مليار جنيه، وأنه يوجد 53 مصنعا لتدوير القمامة فى مصر، من بينها 3 فقط بالقاهرة، وأن فترة الشركات الأجنبية التى استمرت لمدة 15 عاما هى الأسوأ فى تاريخ النظافة بالقاهرة.
وكشف رئيس هيئة النظافة، أن تجربة شراء المواد الصلبة من المواطنين نجحت بنسبة 100%، وأنه جارٍ التوسع وتعميمها فى جميع أنحاء مدن وأحياء القاهرة، وأن المعترضين على هذه المنظومة هم أصحاب مصالح خاصة.. وإلى نص الحوار:
■ ما تقييمك لتجربة أكشاك شراء القمامة من المواطنين التى بدأت فى مصر الجديدة؟
- التجربة نجحت بنسبة 100%، ويكفى أنها قللت من عملية فرز ونبش القمامة فى الشوارع، والقاهرة ستتوسع فى إنشاء أكشاك شراء القمامة الصلبة من المواطنين، خلال الأيام المقبلة، بعد نجاحها وتأثيرها الإيجابى على منظومة النظافة، كما أنه جارٍ تعميمها بمناطق القاهرة، حيث تم افتتاح كشكين فى ميدان المطرية، بخلاف كشكى مصر الجديدة، وهناك تعليمات من المحافظ لرؤساء الأحياء بتوفير الأماكن وإعطاء التراخيص اللازمة لمن يرغب فى الدخول فى المنظومة، سواء من جامعى القمامة أو الشباب أو الجمعيات الأهلية.
■ ما دامت التجربة ناجحة لماذا يعترض معظم الزبالين عليها ويصفونها بالفاشلة؟
- من يعترض على هذه المنظومة هم أصحاب مصلحة خاصة، وهم الذين يتربحون من عملية نبش القمامة فى الشوارع، ونحن دعونا الجميع للدخول فى المنظومة وعمل أكشاك لشراء القمامة الصلبة من المواطنين، لكن كان لسان حالهم «إحنا زى الفريك ما بنحبش شريك»، ونحن لا نعترض على أى أحد صاحب رؤية ما دامت ستصب فى النهاية فى مصلحة البلد والنظافة والتجميل، كما ندعو الجميل لطرح ما عنده لتنفيذ ما يمكن تنفيذه ما دام هو فى مصلحة النظافة، ولم تكن تجربة شراء القمامة فى مصر الجديدة هى الأولى من نوعها، فقد سبقها عدة تجارب بالمحافظات، حيث شهدت محافظة الفيوم أول تجربة لمشروع شراء القمامة من المواطنين فى منتصف عام 2016 الماضى، والتى كانت تهدف لتنظيف الشوارع، وتوفير فرص عمل للشباب، والتخلص من القمامة نظير عائد مادى للمواطنين، وأعلن محافظ الفيوم وقتها أنه سيتم توفير ما يقرب من 1000 كشك نموذجى فى جميع القرى، على أن يتم البدء بـ200 كشك، ووقتها طرحت المحافظة نحو 12 كشكا فقط كبداية داخل مدينة الفيوم، إلا أن التجربة لم يكتب لها النجاح نتيجة عدم وجود مصانع لتدوير القمامة فى المحافظة، وليست محافظة الفيوم هى الوحيدة التى طبقت تجربة أكشاك القمامة، حيث طبقت التجربة نفسها فى محافظة كفرالشيخ أيضا، وتم افتتاح 4 أكشاك كبداية للمشروع فى شهر أغسطس الماضى، واعتمد المشروع على جمع المخلفات وشرائها من المواطنين بالتروسيكل، وتلك التجربة لاقت نجاحاً كبيراً بالمحافظة لوجود مصانع لتدوير المخلفات بكفر الشيخ، كما لاقت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، ووصل سعر طن المخلفات إلى 3 آلاف جنيه.
■ لماذا لم يتم الاستفادة من القمامة فى مصر بإعادة تدويرها بنسبة 100% كما يحدث فى بعض الدول؟
- يوجد الآن تنسيق مع وزارة البيئة للاستفادة من عملية تدوير القمامة بالقاهرة، بنسبة 100%، خلال السنوات المقبلة، خصوصا أن حجم تجارة القمامة فى مصر تقدر بـ15 مليار جنيه سنويا، وأن مصر تنتج 70 مليون طن سنويا، تنتج القاهرة الكبرى، منها 19 ألف طن يوميا، ونصيب محافظة القاهرة وحدها منهم 17 ألف طن يوميا، ويقدر سعر طن القمامة الصلبة بـ6 آلاف جنيه، فى حين لا يتعدى عدد مصانع تدوير القمامة فى مصر 53 مصنعا فقط من بينهم 3 مصانع فقط فى القاهرة لتدوير وتصنيع القمامة إحدها فى القطامية وتصل قدرته الاستيعابية 640 طن يوميا، والثانى فى المنطقة الجنوبية بحلوان وتصل قوته الاستيعابية حوالى 1600 طن يوميا، والثالث بمدينة السلام بطاقة استيعابية نحو 260 طن يوميا، وأن المصانع الثلاثة تستقبل 2500 طن من القمامة يوميا لتدويرها وإنتاج الأسمدة وبدائل الطاقة بها.
■ من سيكون المسؤول عن نظافة القاهرة بعد انتهاء عقود الشركات الأجنبية؟
- هيئة النظافة والتجميل ستكون هى المسؤولة عن النظافة فى العاصمة بعد انتهاء عقود الشركات الأجنبية فى إبريل من العام المقبل.
■ هل هيئة النظافة والتجميل استعدت للمهمة، خصوصا أن النظافة أوكلت مسؤوليتها لشركات أجنبية، خلال الـ15 عاما الماضية؟
- نعم الهيئة استعدت، وتم حصر جميع المعدات والأيدى العاملة، وتم عرض احتياجات الأحياء من المعدات والأجهزة، سواء كانت سيارات أو أوناش وغيرها على محافظ القاهرة، ووعد المحافظ بتوفيرها بعد عرض المنظومة الجديدة على المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، واعتماد وتوفير التمويل اللازم لها سواء للأوناش والسيارات أو الأيدى العاملة.
■ ما تقييمك لعمل الشركات الأجنبية خلال الـ15 عاما الماضية؟
- تجربة الشركات الأجنبية التى استمر عقدها لمدة 15 عاما بالمحافظة كانت هى الأسوأ فى تاريخ منظومة النظافة بالقاهرة، والمؤكد أن الوضع قبل تولى هذه الشركات منظومة النظافة بالقاهرة أفضل، كما أن مستوى النظافة فى الأماكن التى لا تؤول مسؤوليتها لهذه الشركات هى الأفضل أيضا، ولكن نستطيع أن نقول إن القاهرة أفادت من التجربة بعدم الوقوع فى مثل هذه الأخطاء الموجودة فى العقود مرة أخرى.
■ ما طبيعة المنظومة الجديدة للنظافة بالقاهرة بعد انتهاء عقود الشركات الأجنبية؟
- المنظومة الجديدة تتمثل فى الاعتماد أولاً على الجمع السكنى للمخلفات من المنازل والمحلات من خلال التعاقد مع شركات محلية صغيرة تكون كل شركة مسؤولة عن حى واحد أو عدد من المربعات داخل الحى، مع وضع منظومة متابعة ومراقبة صارمة للتأكد من عمل المنظومة بكفاءة وطبقاً لاشتراطات التعاقد، وتكون هذه الشركات مكونة من المتخصصين فى مجال النظافة والبيئة أو بمتعهدى جمع القمامة أو العاملين فى هذا المجال يقومون بتكوين الشركات وإعداد إجراءاتها الإدارية والمالية والمشاركة فى إدارة المنظومة.
■ ما دام هناك تعاقد مع شركات للجمع القمامة من المساكن والمحلات، ما دور هيئة النظافة؟
- تتولى هيئة نظافة وتجميل القاهرة الإشراف الكامل على أداء وعمل هذه الشركات ومتابعة وتقييم أدائها وتقرير الغرامات فى حالة التقصير وإمكانية فسخ العقود، بالإضافة لمسؤولية الهيئة عن نظافة وتجميل وإنارة الشوارع، وأن هذه الشركات ستكون شركات وطنية بعقود وبنود واضحة، خصوصا بعد الأزمات القانونية التى وضعت فيها القاهرة، بسبب استغلال الشركات الأجنبية للثغرات الموجودة فى العقود الحالية.
■ ماذا عن شكل المنظومة بعد عملية الجمع من المنازل والمحلات؟
- بعدها سيتم إنشاء عدد من المحطات الوسيطة ثابتة ومتحركة للتسهيل على الشركات لنقل المخلفات إليها على أن يتم نقلها بعد فرزها بمعرفة أسطول الهيئة إلى المقالب العامة، كما سيتم بدء تشغيل المنظومة برفع كافة الصناديق من الشوارع والتى أكدت التجربة السابقة على مدار 15 عاماً بعدم جدواها مع طبيعة المواطن المصرى وبذلك سيتم القضاء على ظاهرة الفريزة التى تقوم بفرز القمامة فى الشارع من الصناديق وترك المخلفات المتناثرة فى الشارع، كما أنه تقرر غلق مقالب القمامة الواقعة بمناطق الوفاء والأمل والقطامية والطوب الرملى تزامناً مع بدء المنظومة الجديدة لعدم ملائمتهم الآن نظراً للامتداد العمرانى المجاور لهذه المناطق مع توفير أماكن بديلة للمقالب بالتنسيق مع وزارت الإسكان والبيئة والدفاع بعيداً عن العمران، وأنه سيتم استخدام مقلب بطريق بلبيس بصفة مؤقتة لحين إيجاد البدائل من قبل الوزارات الهيئات المعنية.