x

«ريد بول».. طموح شركة مشروبات غازية يهدد تاريخ بايرن ميونخ في ألمانيا

الإثنين 15-05-2017 17:38 | كتب: خالد وحيد |
فريق لايبزيج فريق لايبزيج تصوير : آخرون

جاء فوز فريق ريد بول سالزبورج المتوقع بلقب الدوري النمساوي للمرة العاشرة على التوالي، ليكون بمثابة التأكيد على الدور القوي الذي تقوم به شركة «ريد بول» للمشروبات الغازية في مسيرة هذا الفريق العريق.

وكان ريد بول سالزبورج يُسمى في الماضي، وتحديدًا قبل إبريل 2005، باسم إستوريا سالزبورج، قبل أن تقوم الشركة بشرائه، وتغيير اسمه وشعاره.. وتاريخه أيضًا!.

نتيجة بحث الصور عن ‪red bull salzburg logo‬‏

وعلى الموقع الرسمي الذي تأسس عقب عملية الاستيلاء التي قامت بها شركة المشروبات الغازية، أكدت إدارة النادي الجديدة أن الفريق تأسس في 2005، لتتجاهل بذلك التاريخ العريق للفريق الماضي، والذي تأسس في 1933، حيث أشارت إلى أن ريد بول سالزبورج سيكون «ناديًا جديدًا بلا تاريخ»، قبل أن تُجبر على حذف هذا التصريح من قبل الاتحاد النمساوي لكرة القدم.

وبدا أن شركة المشروبات الغازية قامت بشراء النادي لأغراض دعائية فقط من الناحية الأولى، خاصة بعدما قامت بشراء فريق جاغوار، الذي ينافس في «فورمولا-1»، وقامت بتحويل اسمه إلى «ريد بول» أيضًا، بنهاية عام 2004.

ولكن إدارة الشركة النمساوية يبدو أنه كان لها أغراض أخرى أيضًا، حيث ارتأت أن النجاح الدعائي الذي ترغب في تحقيقه من وراء شراء إستوريا سالزبورج لن يأتي إلا من خلال تحسن كبير في نتائج الفريق أيضًا.

وبدأت عملية التطوير في النادي بالمسمى الجديد بداية من مايو 2006، حينما أعلنت إدارة النادي تعيين الإيطالي المخضرم جيوفاني تراباتوني على رأس الجهاز الفني للفريق، وتعيين الألماني لوثر ماثيوس، أسطورة المنتخب الألماني، ليكون مساعدًا له، لتبدأ بذلك حقبة جديدة من النجاح للنادي.

وبعد غياب 10 أعوام عن التتويج بآخر لقب في الدوري النمساوي، وتحديدًا في موسم «1996-1997»، توج «ريد بول سالزبورج» بالدوري النمساوي للمرة الرابعة في تاريخه، حيث نجح في حسم اللقب قبل 5 جولات كاملة على نهاية البطولة.

وعلى مدار 10 أعوام تالية، مر على النادي الكثير من المدربين، من أمثال الهولندي هوب ستيفنز والألماني روجر شميت، لينجح الفريق في الفوز بـ7 ألقاب أخرى في الدوري النمساوي، كان آخرها لقب الموسم الحالي، بالإضافة للحلول في الوصافة في 4 مناسبات أخرى، كما فاز بـ4 ألقاب في كأس النمسا، ليفوز بإجمالي 12 لقبًا تحت عهد شركة المشروبات الغازية.

على الجانب الأخر، تفوق فريق ريد بول في «فورمولا-1»، حيث نجح في الفوز بلقب الصانعين وبطولة العالم للسائقين، مع الألماني سيباستيان فيتيل، لـ4 أعوام متتالية، من 2010 إلى 2013.

نتيجة بحث الصور عن ‪sebastian vettel f1‬‏

وبالتالي، فإن هذا النجاح الكبير لشركة «ريد بول» في الاستثمار في الرياضة، قد يجعل الجميع يتوقع مستقبلًا مبهرًا لفريق لايبزيج في الدوري الألماني والكرة الأوروبية بشكل عام، خلال السنوات القليلة المقبلة.

ونجح لايبزيج، خلال موسمه الأول بالدوري الألماني، بحسم الوصافة، عقب التألق الكبير الذي ظهر عليه على مدار الموسم الحالي، وتصدره للبطولة خلال فترة كبيرة من الدور الأول للموسم.

- نصيحة «بيكنباور»:

وفي الحقيقة، فإن شركة «ريد بول» لم تشترِ نادي لايبزيج، بل قامت بتأسيسه، وذلك في مايو 2009.

وتعود قصة تأسيس لايبزيج إلى عام 2006، عندما نصح فرانز بيكنباور، أسطورة الكرة الألمانية، الشركة بالاستثمار في الكرة الألمانية، وهو ما تم التعامل معه بشكل جدي، حيث عكفت الشركة لمدة تزيد على 3 سنوات على البحث عن مقر مناسب للنادي، قبل أن يتم الإعلان عن إنشاء النادي بشكل رسمي في مايو 2009.

وعلى مدار 7 أعوام، ترقى لايبزيج للعب في مختلف درجات الدوريات الألمانية، حتى نجح، في الموسم الماضي، في احتلال وصافة دوري الدرجة الثانية، ليتأهل للعب في «بوندزليجا» للمرة الأولى في تاريخه.

وفي الصيف، تعاقد الفريق مع المدرب الألماني الموهوب رالف هازنهانتل، ليكون على رأس القيادة الفنية للفريق، ودعمه بالتعاقد مع عدد من أبرز المواهب في أوروبا خلال الموسم الحالي، من أمثال المهاجم الألماني تيمو فيرنير والغاني نابي كايتا.

وفرض لايبزيج نفسه سريعًا كأحد أبرز المنافسين القادمين لنادي بايرن ميونخ، خاصة مع الاستقرار الإداري والمادي والفني الذي تميز به على مدار الموسم الحالي، إضافة إلى الروح الكبيرة التي ظهر عليها لاعبوه، ورغبتهم في تحقيق الإنجاز.

وربما تُظهر مباراة لايبزيج أمام بايرن ميونخ، السبت، ضمن منافسات الجولة الـ33 من البطولة، كل هذه الأمور مجتمعة في مباراة واحدة.

وكان لايبزيج متقدمًا «4-2» في الدقيقة 84 من اللقاء، إلا أن بايرن ميونخ نجح في القيام بعودة كبيرة، بعدما سجل 3 أهداف في 10 دقائق، ليفوز في النهاية «5-4».

ورغم الخسارة، أشادت الصحف الألمانية بالإنجاز الذي حققه لايبزيج أمام بايرن ميونخ وطوال منافسات الموسم الحالي بشكل عام.

ومع انتظار الفريق للمشاركة الأولى في تاريخه بدوري أبطال أوروبا، فإنه من المنتظر أن تقوم إدارة النادي بالتعاقد مع عدد كبير من النجوم، لمنح مزيد من الخبرة لتشكيلة شابة، مازالت تتحسس خطاها في عالم كرة القدم.

خطر الغياب عن دوري أبطال أوروبا قبل المشاركة به:

نتيجة امتلاك شركة «رد بول» لناديي لايبزيج وسالزبورج، اللذين ضمن كلاهما المشاركة في دوري أبطال أوروبا، في الموسم المقبل، حيث يشارك سالزبرج في الدور التمهيدي، فيما يشارك لايبزيج في دور المجموعات مباشرة، فإن هذا الأمر قد يهدد مشاركة كليهما في دوري أبطال أوروبا.

وتمنع قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ناديين تابعين لإدارة واحدة من المشاركة في بطولة واحدة، وبالتالي فإنه يبدو أن إدارة «ريد بول» أصبحت مطالبة باختيار أحد الفريقين للمشاركة في البطولة، والذي من المرجح أن يكون لايبزيج.

وعلى مدار 10 سنوات، فشل سالزبورج في التأهل لدور المجموعات بالبطولة الأوروبية، فيما كان أبرز أداء له في بطولة أوروبية وصوله لدور الـ16 في بطولة الدوري الأوروبي، خلال موسم «2013-2014»، قبل الخروج على يد نادي بازل السويسري.

وبالتالي فإن إدارة «ريد بول» قد ترجح مشاركة لايبزيج على حساب سالزبرج، خاصة أن الفريق ضمن التأهل لدور المجموعات بالبطولة الأوروبية بشكل مباشر، وهو ما لا يتمتع به سالزبرج، الذي لم يسبق له التأهل للعب بدور المجموعات بالبطولة، منذ شراء شركة «رد بول» له.

طموح الفريق في الصيف الجديد:

نتيجة بحث الصور عن ‪timo werner and naby keita‬‏

يبدو أن إدارة لايبزيج تتطلع للحفاظ على نجوم الفريق، مثل «قيرنير» و«كايتا»، والذين تسعى العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة للحصول على خدماتهم في موسم الانتقالات الصيفية المقبلة.

وإذا نجح الفريق في تحقيق أهدافه خلال الفترة المقبلة، وتحديدًا خلال الصيف المقبل، والذي قد يعتبر أصعب موسم انتقالات بالنسبة له، فإنه قد يثبت أقدامه كأبرز منافسي بايرن ميونخ، الذي من المنتظر أن يمر بمرحلة تجديد كبيرة في دمائه.

وأعلن الإسباني تشابي ألونسو والألماني فيليب لام نيتهما الاعتزال بنهاية الموسم الحالي، كما يتواجد ببايرن عدد من النجوم المخضرمين، والذين يبدو أنهم يدخلون بالفعل في المرحلة الأخيرة من مسيرتهم الكروية، مثل الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي آريين روبن، وبالتالي فإن النادي البافاري أصبح مطالبًا بالبحث عن البدائل المناسبة، إذا ما أراد المحافظة على سيطرته المحلية، في مواجهة طموح لايبزيج وشركة «ريد بول».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية