تراوحت ردود الأفعال العربية والإقليمية على قرار الرئيس السابق حسني مبارك التخلي عن منصبه كرئيس للجمهورية- ما بين الترحيب والارتياح والدعوة إلى نقل سريع للسلطة إلى مدنيين بطريقة ديمقراطية، وتفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد بعد ثورة شعبية استمرت 18 يومًا استطاع فيها ملايين المواطنين وضع حدٍّ لثلاثين عامًا من حكم مبارك.
ورحب الرئيس السوداني عمر البشير بـ«انتصار الثورة في مصر» معلنًا دعمه «غير المشروط» للانتفاضة الشعبية المصرية. وأفاد بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية أن «رئاسة الجمهورية تهنئ الشعب المصري الذي حقق تطلعاته وعلى انتصار الثورة».
وأعرب البيان عن الأمل في أن «تأتي الحكومة المصرية القادمة ملبيّة لتطلعات الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية وفي عودة مصر لمكانتها الريادية وقيادتها للأمتين العربية والإسلامية».
وفي رام الله قال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن «مصر أكثر ديمقراطية وأكثر وحدة وأكثر شبابًا هي أكثر دعمًا للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني»، مشددًا على أن فلسطين أحوج ما تكون إلى مصر قوية الآن.
أما في صنعاء فقد نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر رسمي احترامه خيارات الشعب المصري ودعمه في بحثه عن النهضة والتطور. كما أعرب المسؤول ذاته عن ثقته في أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيتمكن من إدارة شؤون البلاد في المرحلة المقبلة.
ونقلت الوكالة عن المصدر الذي لم تسمّه تأكيد حرص اليمن على تقوية العلاقات والوقوف «إلى جانب الشعب المصري الشقيق في كل ما يحقق له الخير والاستقرار والنهضة والتطور».
وقال بيان رسمي صادر عن الحكومة البحرينية إن المنامة تحترم «خيارات الشعب المصري». وأعربت البحرين عن مساندة «ما يصبو إليه (الشعب المصري) في مسيرته التاريخية من تطلعات وآمال نحو التقدم والتنمية والازدهار».
أما في طهران، فقد قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إن سقوط مبارك يؤكد «فشل الولايات المتحدة والصهيونية في المنطقة». وفي حوار نشرته وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا) أشار إلى «تزامن سقوط مبارك مع ذكرى الثورة الإسلامية في إيران»، معبّرًا عن رأيه بأن 11 فبراير «هو يوم النصر لشعوب المنطقة ويوم الفشل للولايات المتحدة والصهيونية».
بينما أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن «الأحداث في تونس ومصر جرس إنذار لجميع الديكتاتوريين الذين استمروا في السلطة عبر قمع شعوبهم وتجاهل مطالبهم الحقيقية».
فيما شاطر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الشعب المصري فرحه وهنّأه «على انتصاره». وأضاف صالحي «ننتظر أيضًا من الجيش المصري صاحب الماضي المجيد في النضال ضد الكيان الصهيوني، أن يضطلع بدور تاريخي في دعم مطالب شعب مصر العظيم».
ودعت تركيا الجيش المصري إلى تمهيد الطريق لإجراء انتخابات حتى يتسنى لحكومة جديدة تأسيس ديمقراطية دستورية، آملةً «أن يتحرك المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بفطرة سليمة وينقل السلطة لحكومة جديدة تتشكل إثر عملية انتخابية حرة ونزيهة وفي النهاية ستتجه مصر نحو ديمقراطية دستورية»- حسب بيان حكومي.
وجاء في البيان الصادر عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان: «منذ بدء الاحتجاجات الحاشدة في مصر ساندت تركيا المطالب المشروعة للشعب المصري من أجل الديمقراطية والحرية بل دعت لانتقال سلمي للسلطة نحو نظام تعددي يمثل فيه الجميع على أساس حقوق الإنسان».
فيما عبّرت الحكومة اليابانية عن رغبتها في استقرار الأوضاع في مصر ووجود حكومة ديمقراطية، على لسان وزير خارجيتها سيجي مايهارا الذي أعرب أيضًا عن آماله في استمرار العلاقات الجيدة بين مصر واليابان في المستقبل».