x

«الرباعية الدولية» تطالب باستئناف المفاوضات.. وتتجاهل الاستيطان

السبت 24-09-2011 19:15 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

بعد الخطاب التاريخى الذى ألقاه الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» فى الأمم المتحدة وتقديمه طلب الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية فى الأمم المتحدة، دعت اللجنة الرباعية الدولية إلى استئناف مفاوضات السلام فى غضون شهر بهدف التوصل إلى اتفاق سلام بنهاية 2012، لكن تلك الدعوة خلت من تحديد المرجعية التى ستجرى على أساسها المفاوضات وتجاهلت حدود الدولة الفلسطينية المقبلة على حدود 1967، كما تجاهلت قضية الاستيطان فى الأراضى المحتلة، فيما أحال الأمين العام للأمم المتحدة الطلب الفلسطينى إلى مجلس الأمن لبحثه غدا الاثنين.

وبعد أشهر من الصمت لم تستغرق اللجنة الرباعية للشرق الأوسط أكثر من 4 ساعات لترد على طلب عضوية دولة فلسطين فى الأمم المتحدة الذى قدمه «أبومازن» أمس الأول، فى تحد للضغوط الأمريكية والرفض الإسرائيلى، وقدمت اقتراحا مفصلا لاستئناف التفاوض خلال جدول زمنى وتحديد هدف بالتوصل إلى اتفاق نهائى خلال مدة أقصاها نهاية 2012. وطالب بيان اللجنة بأن يلتقى الطرفان الفلسطينى والإسرائيلى فى أول مرة فى غضون شهر لوضع «جدول زمنى ومنهج تفاوضى»، كما دعا إلى الالتزام خلال هذا الاجتماع «التحضيرى» بالتوصل إلى اتفاق نهائى بحلول نهاية 2012 «على أبعد تقدير». وطالبت اللجنة الطرفين بتقديم «اقتراحات متكاملة بحلول 3 أشهر بشأن الأمن والحدود، على أن يحرزا تقدما جوهريا خلال 6 أشهر». وسيتم - بحسب البيان - عقد مؤتمر دولى فى موسكو «فى الوقت المناسب» لتقييم مدى التقدم فى المفاوضات، كما سينظم مؤتمر للجهات المانحة لفلسطين فى تاريخ غير محدد، ودعت اللجنة الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى إلى الامتناع عن «الأعمال الاستفزازية»، لكن «الرباعية» لم تتطرق إلى قضايا الوضع النهائى الشائكة ومنها الحدود واللاجئين والمستوطنات اليهودية الشائكة، ولا إلى طلب إسرائيل أن تكون دولة يهودية.

وبينما تدرس إسرائيل بيان الرباعية امتدحه وزراء فى حكومة بنيامين نتنياهو لأنه لم يضع شروطا مسبقة ووصفوه بأنه متوازن وقال دانى أيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلى، إن الجدول الزمنى الذى اقترحته اللجنة ليس مقدسا، موضحا أن المهم أنه لم يطرح شروطا مسبقة. واستبعد وزير البيئة الإسرائيلى «جلعاد أردان» استئناف المفاوضات، موضحا أن «نتنياهو» من المستحيل أن يقبل بدولة فلسطينية على حدود 67.

وعلى الجانب الفلسطينى، دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إسرائيل إلى اغتنام الفرصة التى أتاحتها اللجنة الرباعية لاستئناف مفاوضات السلام، وحضها على تجميد الاستيطان. وقال إن القيادة الفلسطينية ستدرس بيان الرباعية، بينما أعلن وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى أن واشنطن تشن «حربا شعواء» ضد الطلب الفلسطينى وتمارس ضغوطا وعمليات ابتزاز لأعضاء مجلس الأمن والجمعية العامة. وأكد أن المعركة لم تبدأ بعد، وأنها ستكون طويلة. ونفى وجود ضغوط عربية لإثناء «أبومازن» عن تقديم الطلب. ووصف «المالكى» بيان الرباعية الدولية بأنه «منقوص».

وأحال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الطلب الفلسطينى إلى مجلس الأمن، الذى من المقرر أن يبحث غدا «الاثنين» عضوية فلسطين الكاملة، ومن المتوقع أن يستغرق التصويت على الطلب أسابيع فيما تأمل الولايات المتحدة تجنب الفيتو، بينما يأمل الفلسطينيون الحصول على 9 أصوات على الأقل من أصل 15 فى مجلس الأمن، وهو الحد الأدنى المطلوب ليتم إصدار «توصية» بطلبهم للجمعية العامة ما يسمح لها بدورها بطرح الطلب على أعضائها للتصويت.

وتباينت الردود الفلسطينية على خطاب الرئيس «أبومازن»، رحب الفلسطينيون به فى الضفة الغربية وسط احتفالات عديدة فى الداخل والشتات. وأشادت الصحف الفلسطينية به ووصفته بـ«التاريخى». وذكرت صحيفة «الأيام» الفلسطينية أن «أبومازن» هو صقر الدورة الحالية فى الجمعية العامة. وقالت صحيفة «الحياة الجديدة» إن النجم الفلسطينى سطع فى نيويورك ومنها فى العالم. بينما كتبت صحيفة القدس «فجر جديد لفلسطين».

واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه خطاب أبومازن الذى أعلن فيه أن «ساعة الربيع العربى قد دقت» بداية لمرحلة سياسية جديدة شاقة وصعبة، فى مقدمتها الاعتراف بأن فلسطين شعب ودولة.

وفى المقابل، اعتبرت أوساط حكومية إسرائيلية ما جاء فى خطاب أبومازن من مواقف تجاوزاً «الشريك» الإسرائيلى، وتغيب نتنياهو عن الخطاب، بينما غادر القاعة وزير الخارجية الإسرائيلية أفيجدور ليبرمان بشكل تظاهرى. وقال إن خطاب عباس تحريض لم يصدر منه من قبل. وقالت زعيمة المعارضة تسيبى ليفنى إن «أبومازن يحاول تجنيد العالم كله ضد إسرائيل، وقد وضع الموضوع كله على الطاولة ونحن فى وضع لا نحسد عليه». وقال الوزير عوزى لانداو: «إن الخطاب لا يستهدف إلا تحريض الشارع الفلسطينى على العنف». وأكد مصدر فى مكتب نتنياهو أن الخطاب كان متطرفا وأغلق الأبواب أمام التفاوض واتهم «أبومازن» بأنه أصبح قائدا كبيرا فى معسكر التطرف وأخطر من متطرفى حماس والجهاد ولكن «بقفازات دبلوماسية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية