قال رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى ريتشارد هاس إن «الفيتو» الأمريكى ضد إعلان الدولة الفلسطينية، لن يحظى بأى شعبية فى العالم العربى، ومن الممكن أن يزيد من احتمالية أن تكون الحكومة الجديدة فى مصر مناهضة للولايات المتحدة، كما أن الاحتجاجات الشعبية العربية ستكون مكلفة لإسرائيل، ومن الممكن أن تعرض معاهدة السلام مع مصر والأردن للخطر.
وأضاف هاس، فى مقال نشره السبت على موقع المجلس ومن المقرر نشره فى العدد المقبل من مجلة «تايم» الأمريكية: إن الإحباط واليأس هما السببان وراء سعى الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» لإعلان الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن أبومازن يحاول تجنب الضغوط الشعبية العربية التى قد تشكل تحديا لحكمه، على غرار الربيع العربى.
وتابع: إن الرئيس الفلسطينى ربما يحاول أيضا دفع الولايات المتحدة لفرض مزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية المتشددة، بهدف تقديم تنازلات فى مفاوضات السلام.
وأكد هاس أن النتيجة الواقعية التى سيحصل عليها أبومازن من خطابه فى الأمم المتحدة، هىأن تصبح فلسطين دولة مراقب، وهذا لن يجعل الدولة الفلسطينية واقعية، وعلى الأرجح فإن أى انتصار فى الأمم المتحدة سيكون ثمنه باهظا، حيث من الممكن أن تزيد إسرائيل من صعوبة الحياة فى هذه الدولة، من خلال زيادة الإجراءات الأمنية، وتوسيع المستوطنات، ومصادرة التمويل، وكذلك فإن القرار سيعرض المعونة الأمريكية لفلسطين للخطر، مشيرا إلى أن رد الفعل الأمريكى والإسرائيلى سيهدد استمرار نجاح الاقتصاد الفلسطينى، الذى يتوقع أن ينمو بنسبة 7%.
وقال هاس: إن الوقت لم يفت بعد لتجنب هذه النتائج «الوخيمة»، حيث سيستغرق مجلس الأمن أسابيع للنظر فى طلب أبومازن، وهنا يمكن أن تعمل الرباعية الدولية على استئناف المفاوضات، وينبغى على إسرائيل أن تستخدم هذا الوقت لإعادة تقييم استراتيجيتها الحالية، لأن حسم الصراع مع الفلسطينيين يسمح لإسرائيل بأن تركز على التهديد الأكثر إلحاحا، وهو برامج إيران النووية. وأكد هاس أن المفاوضات ستكون صعبة للغاية، لأنها يجب أن تحل القضايا المحورية للنزاع، لكنها تستحق المحاولة، مشيرا إلى أن الدولة الفلسطينية ليست جميلا تقدمه إسرائيل لفلسطين، بل جميل تقدمه لنفسها، لتبقى آمنة ويهودية وديمقراطية وتنعم بالرخاء.