هتافات كثيرة أطلقها المتظاهرون فى ميدان التحرير تدعو إلى إسقاط النظام، ورحيل عناصره، ووسط زحام الأشخاص واللافتات، ظهر شيخ مسن ورجل أربعينى يمسك كل منهما بيد الآخر، لا يلتفتان إلى الهتافات التى يرددها مئات الآلاف، ويهتفان بعبارة خاصة بهما: «إيد واحدة»، كان أحدهما يرفع ورقة عليها صليب، فيما رفع الآخر القرآن الكريم.
للوهلة الأولى يعتقد المارة بالميدان أن ميشيل وليم وأمين محمد، جاران، وهو المشهد الذى رأيناه فى أكثر من صورة بعد أحداث كنيسة القديسين، ولدى سؤالهما يقولان: «إحنا عرفنا بعض فى مظاهرات ميدان التحرير منذ يومين فقط».
«أمين» و«ميشيل» لم يأتيا للتأكيد على فكرة أن المسلمين والأقباط فى مصر يد واحدة فقط، بل هناك هدف واحد يجمعهما: التغيير، ورغم معرفتهما التى لم يمر عليها سوى أيام بسيطة، فإنهما أرادا أن يخلقا شكلاً مختلفاً يردان به على المكائد التى حاول البعض أن يفتعلها لشق صف الأمة، كما يقول «أمين».
يقول ميشيل: «كل الناس تهتف ضد النظام والفساد وإحنا معاهم طبعا، لكننا قررنا أن نجوب الميدان بالقرآن والصليب، حتى يشاهدنا العالم ويتذكر الموجودون هنا أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى فى بلد يبحث عن حريته».