x

وزارات مصر تحتل قصور الخديو إسماعيل

السبت 13-05-2017 21:10 | كتب: مصطفى السيد |
مبنى وزارة التربية والتعليم مبنى وزارة التربية والتعليم تصوير : اخبار

دائماً ما نسمع عن المبانى الجميلة التى يوجد بها عدد من الوزارات داخل مصر، وتحديداً فى منطقة المنيرة، وتراودنا أسئلة كثيرة مثل تاريخ بنائها، وهل تم بناؤها فى الأصل كى تكون مقار لهذه الوزارات أم لا، ولكن كثيرا منا لا يعلم أن بعض هذه المبانى، فى الأصل كان قصوراً لملوك فى عهد الخديو إسماعيل، صادرتها الدولة، وتم تسكين هذه الوزارات بها.

«المصرى اليوم» بحثت عن أصل هذه المبانى والقصور، وتحديداً فى منطقة المنيرة، واسمها قديماً «الإنشاء»، فى بداية أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فى عهد الخديو إسماعيل، واشتهرت هذه المنطقة فى ذلك الوقت بوجود عدد من القصور الجميلة الفخمة، والتى بها ما يكفى لانبهار من يراها، حيث تتميز بطرازها المعمارى الفريد.

بنى الخديو إسماعيل 3 قصور منها لبناته، وكان كل قصر منها على مساحة 9 أفدنة، الأول لابنته بالتبنى «فائقة»، والتى تزوجت من مصطفى باشا بن إسماعيل صديق المعروف بالمفتش وتشغله حاليا وزارة التعليم، والثانى لابنته «الأميرة جميلة»، زوجة محرم باشا بن كينج شاهين، ناظر الجهادية عام 1879، وتشغله الآن بموقعه 3 وزارات هى الإسكان فى مبنى القصر نفسه، ووزارتا البحث العلمى والتموين على أرض حديقته، أما القصر الثالث فكان لـ«الأميرة توحيدة»، زوجة منصور باشا، وشغلته لفترة وزارة الحربية.

ولكن بعد نهاية فترة حكمه، صادرت الدولة هذه القصور، وأجرتها إلى وزارات «التربية والتعليم والبحث العلمى والتموين والإنتاج الحربى».

ويعود تاريخ قصر الأميرة فائقة، إلى عام 1874 عندما أمر الخديو إسماعيل بإنشائه لابنته المتبناة «للزوجة الثالثة للخديو إسماعيل» «جشم آفت هانم»، لتقيم فيه عندما تزوجت من مصطفى باشا ابن إسماعيل المفتش، واستخدمته الحكومة المصرية فيما بعد فى عام 1931 عندما استأجرته نظارة المعارف ليكون مقراً لها، ثم وزارة التربية والتعليم ليستمر حتى اليوم مقرا لها.

ويتكون القصر من طابقين يربط بينهما سلم رخامى كبير ذو فرعين ويضم العديد من القاعات منها قاعة بالطابق الأرضى يطلق عليها القاعة العربية، لأن الزخارف متأثرة بالطراز الأندلسى، والجدران تحتوى على زخارف نباتية وهندسية منفذة على الخشب، أما السقف فهو عبارة عن براطيم خشبية تتخللها أيضاً زخارف نباتية وهندسية ملونة ويحيط بالسقف إزار يشتمل على زخارف كتابية تتخللها آيات قرآنية.

ويوجد بالطابق الأول فوق الأرضى قاعة فخمة بالجهة الشمالية لها ثلاثة أبواب خشبية وعلى جانبيها بابان خشبيان صغيران ويوجد بسقف القاعة زخارف نباتية وهندسية مذهبة ويجرى حالياً ترميم هذه القاعة على نفقة وزارة التربية والتعليم وتحت إشراف وزارة الآثار.

وتحيط القصر حديقة وله مدخلان رئيسيان ومدخل صغير فرعى ويعتبر المدخل الشرقى هو أبرز هذه المداخل، حيث تتقدمه فرندة «شرفة» ترتكز على اثنتى عشر عمودا، أما المدخل الغربى فتتقدمه أيضاً شرفة ولكنها محمولة على ستة أعمدة فقط.

كما يضم هذا الحى ثلاثة قصور لإسماعيل المفتش الأول والذى توجد بموقعه الآن وزارة الداخلية والثانى المبنى السابق لوزارة العدل أما الثالث فيطل على ميدان لاظوغلى وكانت تشغله لفترة رئاسة الوزراء ووزارة المالية والآن يتم ترميمه وتجديده.

ويرجع تاريخ هذه القصور إلى أنه أثناء تولى إسماعيل صديق نظارة المالية (1868 -1876 م) ظل حائزا على رضا الخديو وعطفه لدرجة أنه قد أنعم عليه فى 25 أغسطس 1871م بأربعة منازل بمنطقة عابدين قيمتها 30000 جنيه كانت مشتراة لإعادة تخطيط منطقة عابدين.

ويقول الدكتور عصام ضياء الدين، أستاذ فى التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة بنى سويف، إن هذه القصور تمت مصادرتها من الدولة بعد انتهاء فترة حكم الخديو إسماعيل مباشرة، وتم تخصيصها كمبان لهذه الوزارات.

وتابع: «هذه الوزارات مثلها مثل قصر الأمير محمد على الموجود فى المنيل، والذى يعتبر تحفة فنية فى إنشائه، يأتيه الزوار والسياح العرب والأجانب من كل مكان، ويجب استغلال هذه القصور فى السياحة، لأنها تعتبر خسارة كبيرة إذا لم تستغل».

وأوضح «ضياء الدين» أنه فى حالة إعادة ترميم واستعادة جمال هذه القصور، ستبدأ على الفور فى إدخال عائد كبير للدولة من الزوار، وحتى المدارس ستخصص لها رحلات مدرسية، لفخامة وروعة هذه القصور التاريخية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية