السكان الأصليون الذين يشكلون 13.4% من إجمالى 687 ألف نسمة يعيشون في «أرض شمال منتصف الليل» التي يطلق عليها البعض اسم «الحدود الأخيرة»، بينما تسميها الخرائط «ألاسكا»، كان بوسعهم أن يحتفلوا، الخميس الماضى، بعد توقيع وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون تعهدا يدعو إلى التصدى للتغيُّر المناخى خلال اجتماع دول القطب الشمالى (الأركتيك).
أما سبب الاحتفال، فهو أن ضغوط السكان الأصليين وبقية الأعضاء أتت بثمارها، ودفعت واشنطن لتوقيع هذا التعهد، الذي يطلق عليه إعلان فيربانكس، خلال الاجتماع العشرين لمجلس القطب الشمالى، وهو شبكة تضم 8 دول لها أراضٍ في المنطقة بما فيها روسيا وكندا، فنلندا، السويد، الدنمارك، النرويج، أيسلاندا، وتضم أيضاً 6 منظمات تمثل السكان الأصليين رسميا.
كان توقيع الولايات المتحدة على الوثيقة مفاجئا للكثيرين في ظل تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التي كانت تقلل من شأن اتفاقيات المناخ وقضايا البيئة.
ويعد مجلس القطب الشمالى «الأركتيك» صيغة فريدة من نوعها في العلاقات الدولية التي يجلس فيها السكان الأصليون على قدم المساواة مع الدول الأعضاء، ويجتمع مرة كل سنتين، واستلمت فنلندا رئاسة دورة جديدة كانت ترأسها الولايات المتحدة.
وتحث «وثيقة فيربانكس» مختلف الهيئات على التصديق بأن تراقب بحذر التأثير واسع النطاق للتغيُّر المناخى على القطب الشمالى، وتدعو إلى تنفيذ اتفاق المناخ في باريس.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية لـ«المصرى اليوم» إنهم عملوا كثيرا على إخراج هذه الوثيقة بشكل يقر بالأخطار البيئية، وبالتالى كانت مظاهرات اليوم السابق لحوالى مائتين من سكان ألاسكا «محبطة» لمن عمل شخصيا على التعاطى مع تلك القضايا وإقرارها بالفعل في الوثيقة.
ورحب مصدر من إحدى دول الشمال الأخرى، رفض الإفصاح عن اسمه، بالتظاهرات قائلا: «التظاهرات كانت مفيدة، هذه الضغوط تدفعنا لإيجاد حلول أفضل».
هذا وقد كانت هناك مسيرة الأربعاء اشترك فيها سكان ألاسكا لينادوا بالحفاظ على الجليد من مخاطر الاحتباس الحرارى في مسيرة أطلقوا عليه «حماية المقدس.. حماية الأرض».
وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارجو وولستروم لـ«المصرى اليوم»: «الأركتيك دراسة حالة للعالم كله. عندكم في مصر دراسة حالة أخرى، مثل الشعب المرجانية، فلو تقلصت الرقعة البيضاء للجليد، وهى مساحة عاكسة لأشعة الشمس، فهذا سيؤثر في العالم كله ومدى امتصاصه الحرارة، وستشعرون بذلك في الشرق الأوسط، إذن يجب التوعية الدولية بالأركتيك».
مروى مزيد