أكد عبدالعزيز مخيون أنه يرفض المشاركة فى أى حزب أو ائتلاف سياسى مشدداً على أهمية أن يظل مستقلاً وعلى مسافة متساوية من كل التيارات الموجودة على الساحة.
وقال مخيون لـ«المصرى اليوم» إن النظام السابق لعب دوراً مؤثراً فى تغييب عقل المواطن عبر وسائل الإعلام الرسمية موضحاً أنه يفكر كثيراً قبل الموافقة على المشاركة فى بطولة أى عمل جديد.
■ كيف ترى المشهد السياسى حالياً؟
- بعد فترة من سقوط نظام الرئيس المخلوع لم يتواجد الشعب فى أماكن اتخاذ القرار، وكان ينبغى بعد هذه الثورة العظيمة أن يمثل الشعب بشكل مباشر لكنه الآن مبعد، وعلى الجانب الآخر كان لابد أن يولد من رحم الثورة التنظيم أو الحزب أو الحركة التى تحمل أهدافها، وما نشاهده الآن هو الانقسام والانشقاق وبلغت درجة الحساسية بين الرفقاء درجة أن يختلفوا على تعريفات سياسية، ويخطئ البعض فى فهم مضمون المسمى أو التعريف السياسى، وبناء على حالة سوء الفهم هذه تحدث حركة فى الشارع، ويسيطر على الإعلام العراك والضجيج، وكان لهذا الخلاف أثر سيئ على وعى المواطن العادى الذى أصيب باليأس وفقدان الثقة.
■ ألا تمثل الأحزاب والائتلافات الموجودة على الساحة الشعب المصرى؟
- هذه الأحزاب والائتلافات تمثل الشعب عندما يكون لها قواعد، لكن الموجودين ليس لهم قواعد، والناس لا ترى كيانات سياسية قوية، وكل ما نسمعه مجرد «مانشيتات»، بينما على أرض الواقع لا نرى شيئاً.
■ هل تؤيد إجراء الانتخابات البرلمانية فى هذه المرحلة أم أن الأحداث التى تمر بها البلاد من أعمال شغب تحول دون وجود انتخابات نزيهة؟
- ما يسمونهم بالبلطجية معروفون بالاسم ومن الممكن القبض عليهم، فلماذا نتركهم، فهذا الوضع يدعو إلى الشك، وهناك أمثلة كثيرة للشغب تستدعى اتخاذ قرارات حاسمة مثل السيطرة على محطة كهرباء الكريمات ومحطة كهرباء أبو يوسف بدمياط، والسبب رغبة بعض الأهالى فى توظيف أبنائهم ليتقاضوا مرتبات من الدولة دون عمل حقيقى، فضلاً عن قطع الطريق الصحراوى بين القاهرة والإسكندرية والبناء على الأراضى الزراعية، كل هذا يؤكد أن هناك مستفيدين من إشاعة الفوضى فى البلاد، ورغم كل ذلك أرى ضرورة إجراء الانتخابات فى موعدها، حتى يتم تقصير المرحلة الانتقالية، ولكى نتخلص من الفوضى بعد وجود حكومة منتخبة ورئيس منتخب يتحملان المسؤولية أمام الشعب.
■ وما هى الضمانات التى تضمن وجود انتخابات نزيهة؟
- أخشى من أعمال العنف والفوضى وسطوة المال فى الانتخابات القادمة والتى أعتبرها أهم انتخابات فى تاريخ مصر الحديث، لأننا ننتظر منها الكثير لذلك يجب توفير الضمانات الكافية لانتخاب مجلس نيابى لا طعن عليه أو تشكيك فيه، وحتى لا نكون أضحوكة العالم وموضع لشماتة العدو، لذلك يجب أن تعود هيبةالدولة بالاحترام وبالخوف من تطبيق القانون بشدة إذا لزم الأمر، ولتكن اللجان الانتخابية كالمحراب ويكون لكل لجنة حرم لا يتعداه أحد، لكن ما الذى تستطيع وزارة الداخلية أن تفعله فى ظل هذه الظروف لذلك أقترح تشكيل لجنة شعبية عليا لإدارة العملية الانتخابية تتكون من رموز القضاء المستقل ورموز الحركة الوطنية والجيش ويكون لها فروع ومندوبون فى كل المحافظات والمراكز، بمعنى أن تكون لجنة شعبية تمثل فيها القوات المسلحة حتى تستطيع إصدار أوامرها إلى العسكريين الذين يقومون بالحفاظ على أمن اللجان الانتخابية.
■ وماذا عن موقفك من قانون الطوارئ؟
- سبق أن أعلن المجلس العسكرى أنه سيطبق الأحكام العسكرية على البلطجية، وفى جرائم الخطف والسرقة بالإكراه والهجوم على مرافق الدولة، ولم يكن هناك جديد فى تطبيق القانون، فلماذا لا يأخذ المجلس العسكرى بالشرعية الثورية ويطبق قانون للثورة يحميها ويحمى المجتمع من أعداء الثورة وأعمال الفوضى، لماذا يترك الأمر طوال هذه الشهور ثم يلجأ إلى هذا القانون سيئ السمعة، وأرجو أن يؤمن المجلس العسكرى الثورة، .
■ كيف ترى دور الإعلام فى هذه المرحلة؟
- الإعلام دوره سلبى وأصبح ضاراً ولا يبحث عن الحقيقة بقدر ما يسعى للإثارة، و كفانا برامج مكالمات تنزل عليها إعلانات، فنحن نحتاج إعلاما يؤدى حق الوطن ويفسح المجال لبرامج تربوية و تعليمية تساهم فى تغيير عادات الناس وتؤهلهم للمشاركة فى المجتمع الجديد بعد الثورة.
■ هل انضممت إلى حزب سياسى بعد الثورة؟
- أفضل أن أكون مستقلاً وأن أقف على مسافة متساوية من الجميع، فقد دعيت إلى مؤتمرات شعبية كثيرة فى محافظتى البحيرة وكفر الشيخ، بعضها نظمه الإخوان المسلمين وكنت أعتبرها فرصة للإحساس بالناس والالتقاء بهم والتعلم منهم ومعرفة أحلامهم وكنت أقول فيها ما ينبع من ضميرى، لكننى لم أنضم لحزب وإن كنت أشجع الجميع على الانخراط فى الأحزاب أو الفصائل السياسية المعبرة عنهم، أما أنا فلا طاقة لى بالالتزام الحزبى لذلك أرعى حركة «يا بلادى» التى تهتم بتربية النشء وتعلمهم الجغرافيا والتاريخ وتذوق الفنون وقراءة الأعمال الأدبية وممارسة النشاط الفنى.
■ ما سبب تفضيلك لحضور مؤتمرات الإخوان تحديداً؟
- عندنا فى محافظة البحيرة كنا نعمل بالتنسيق مع كل القوى الوطنية ومنهم بالطبع الإخوان، وبعد 11 فبراير لم ينظم أى فصيل سياسى أى مؤتمر شعبى باستثناء الإخوان المسلمين، وللحق نظم حزب الغد مع الجمعية الوطنية للتغيير مؤتمراً واحداً فى ميدان الإستاد لتكريم الشهداء ودعيت له.
■ لكن ذلك قد يحسبك على الإخوان؟
- أنا فوق التصنيف وأعتز بحريتى واستقلاليتى، والجماهير هى التى تقودنى، وأحترم أى فصيل سياسى يحشد الجماهير، ولست ممن يخشون الإخوان وليست لدى أى حساسية تجاههم وأحترم اختيار الشعب.
■ ماذا عن آخر أعمالك الفنية؟
- شاركت هذا العام فى المسلسل السورى «الفاروق عمر» وتم التصوير فى المغرب وخرجت بانطباع إيجابى لدرجة أننى خشيت أن يتبدد هذا الانطباع بعد المشاركة فى أى عمل فنى آخر عقب عودتى من المغرب، لأن المهن المساعدة فى فن التمثيل عندنا أصابها عطب، والعملية الفنية أصبحت «بهدلة» وفيها كثير من المشقة، فأنا الآن أتردد كثيراً قبل الموافقة على أى عمل، لأن الفن يجب أن يتغير وكفانا ما فات، ولابد من ظهور فن جديد يعبر عن مصر الجديدة، ويواكب الثورة ويلعب دوراً إيجابياً فى تربية الناس وتغيير سلوكهم للأفضل، خاصة أن كثيراً من الأعمال السينمائية فى العهد السابق أثارت استياء قطاعات كثيرة من المجتمع واستفزتها وصنعت خصومة مع الفن.
■ وكيف يتم هذا التغيير؟
- فى البداية يجب أن نحافظ على الهوية القومية، فالفن كالطعام والشراب، وأنت لا تستطيع أن ترغم أحداً أن يأكل طعاماً لا يشتهيه لذلك نحتاج إلى طرق مختلفة فى التعبير بما يتناسب مع الهوية والذوق العام، لقد كرروا علينا مراراً مصطلح «الجمهور عايز كده»، وثبت أن الجمهور «مش عايز كده»، فيجب أن نتعاون سويا فى صناعة الفن الجديد وأن نضع أعيننا على المجتمع والأسر لكى نكسب أصدقاء لا أعداء للفن.
■ هل كان للنظام السابق دور فى تغييب عقل المواطنين؟
- بالتأكيد، وهذا الدور لعبه صفوت الشريف فهو الذى أدخل الفن ضمن المنظومة الإعلامية، وكرس الإعلام لخدمة النظام، فكان يعمل على إلهاء الناس وشغلهم بقضايا غير حقيقية لتغييب وعيهم، وجعل الفن وسيلة رخيصة للتسلية.