اختلفت ردود الفعل في ميدان التحرير قبل صلاة الجمعة إزاء البيان رقم 2 للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ما بين مرحب ورافض، فالفريق الأول رأى فيه ضمانة قوية لرحيل الرئيس محمد حسني مبارك في سبتمبر المقبل رغم تمسكهم بالتظاهر من أجل رحيله الفوري، بينما أصاب البيان الفريق الثاني بحالة من الإحباط الشديد بعد أن كانوا يتمنون أن يأتي البيان قوياً في صورة انقلاب عسكري لخلع الرئيس وبدء عهد جديد في تاريخ مصر يتولى فيه الجيش شؤون الدولة لحين عمل انتخابات حرة ونزيهة على منصب رئيس الدولة.
وتظاهر في قلب ميدان التحرير والشوارع المحيطة به وشارع مجلس الشعب ما يزيد على مليون مواطن؛ استجابة لدعوة المظاهرة المليونية الجديدة التي دعا إليها شباب 25 يناير.
ولجأ المتظاهرون بعد أن فاض بهم الكيل إلى سلاح جديد هو سلاح الدعاء والاستعانة بقوة الله لنصرهم وتحقيق مطالبهم؛ حيث جاءت خطبة الجمعة من قلب مسجد عمر مكرم قوية ومؤثرة من جانب خطيب المسجد الذي يساند المتظاهرين منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية، كما جاءت موحدة مع أغلب تجمعات المتظاهرين في قلب الميدان حيث صلوا وراء خطيب عمر مكرم الذي حرص خلال الخطبة على دعوة المتظاهرين للصمود وانتظار نصر الله تعالى.
وعقب الوقوف من الركوع في الركعة الثانية ظل الخطيب يدعو الله نحو نصف ساعة لنصرة المتظاهرين والحفاظ على أمن مصر وكشف الغمة التي تمر بها البلاد حالياً وسط هتافات رجت الميدان بكلمة «آمين».
وعقب نهاية الصلاة ردد الثوار كلمة الله أكبر في كل أرجاء ميدان التحرير ثم واصلوا هتافاتهم الداعية لإسقاط الرئيس محمد حسني مبارك، وأعلنوا أيضاً رفضهم اللواء عمر سليمان وردد المتظاهرون أنه أصبح «كارت محروق» وقضى عليه حسني مبارك بعد أن ظهر طوال الفترة الماضية موالياً له.