عرض الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، اليوم الخميس، على المسلحين المتواجدين في منطقة عرسال الحدودية في شرق لبنان، والذين تسللوا بمعظمهم من مناطق سورية محاذية، اتفاق إجلاء مشابها لما يحصل في سوريا مع مقاتلين معارضين.
وتوجه نصرالله، اليوم، إلى المسلحين في جرود عرسال بالقول «على ضوء كل التطورات في سوريا، في دمشق وفي الغوطة الشرقية (ريف دمشق) والمنطقة الحدودية (...) أنتم تخوضون معركة في الجرود (...) ليس لها مستقبل».
وأضاف في كلمة ألقاها عبر الشاشة خلال إحياء الذكرى الاولى لمقتل القيادي العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين في سوريا: «نحن جاهزون أن نضمن تسوية مثل كل التسويات التي تجري، ويمكن التفاوض على الأماكن التي يذهب إليها المسلحون بأسلحتهم الفردية وعائلاتهم».
وشهدت عرسال في أغسطس 2014 معارك عنيفة استمرت أياما بين الجيش اللبناني ومسلحين تابعين لجبهة النصرة، وتنظيم الدولة الاسلامية قدموا من سوريا، وانتهت بإخراج المسلحين من البلدة. لكن هؤلاء لجأوا إلى التلال الجرداء للبلدة الخالية من السكان والمعروفة بجرود عرسال. وانضمت إليهم مع تقدم القوات النظامية السورية في ريف دمشق، مجموعات مسلحة أخرى.
وخلال السنتين الماضيتين، تكررت المواجهات بين هذه المجموعات والجيش اللبناني. كما حصلت مواجهات أحيانا من الجهة السورية بينهم وبين حزب الله الذي يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام.
وقال نصرالله اليوم: «هذا الأمر يجري في الكثير من المناطق في سوريا، لماذا لا يجري هنا؟».
وشهدت سوريا خلال سنوات الحرب التي اندلعت في 2011 التي تخللها حصار الكثير من المناطق عمليات إجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة.
وكان آخر تلك العمليات إجلاء نحو ألف شخص بين مقاتلين ومدنيين الاثنين من حي برزة في شمال دمشق.
ولبلدة عرسال حدود طويلة ومتداخلة مع منطقة القلمون السورية غير مرسمة بوضوح وعليها العديد من المعابر غير الشرعية، ما يسمح بانتقال المسلحين بسهولة بين جهتي الحدود.
وأعلن نصرالله أن عناصر حزبه سيخلون مواقعهم في المنطقة الحدودية الشرقية من الجانب اللبناني، لأن المنطقة السورية المقابلة أصبحت آمنة.
وقال إن «الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، من المصنع إلى منطقة الزبداني ومضايا وسرغايا، (...) المنطقة كلها باتت خالية من المسلحين والجماعات المسلحة». ولأنها باتت «آمنة»، قال نصرالله «الآن على الحدود اللبنانية الشرقية، لم يعد هناك أي داع لتواجدنا». وأضاف: «نحن الآن فككنا وسنفكك بقية المواقع العسكرية على تلك الحدود من جهة الأراضي اللبنانية ونخليها»، مؤكدا أن «المهمة المتعلقة بالسلسلة الشرقية أنجزت».
وأوضح أن حزب الله سيحافظ على تواجده على الجهة السورية من الحدود. وقال: «على طول الحدود في المقلب الآخر في عدد متواضع من المواقع، سنحافظ على تواجد تنسيقي وحضور لمنع اختراق أي مسلح للحدود اللبنانية».
وفي 2013، كشف حزب الله عن مشاركته في القتال في سوريا، مؤكدا أن أحد أهدافها هو ضمان أمن الحدود اللبنانية، لكنه تحول إلى طرف أساسي على جبهات سورية عدة، وساهم في ترجيح الكفة لصالح الجيش السوري.