x

سالم عبدالجليل لـ«المصرى اليوم»: المسيحيون ليسوا «أهل ذمة».. ولهم جميع الحقوق

الخميس 11-05-2017 23:32 | كتب: أحمد البحيري |
تصوير : آخرون

قال الدكتور سالم عبدالجليل، الداعية الإسلامى، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إنه يرفض وصف المسيحيين بـ«أهل الذمة»، لأنهم مواطنون لهم كل الحقوق والواجبات كشركاء فى الوطن.

وأضاف «عبدالجليل»، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، رداً على قرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمنعه من اعتلاء المنابر، أن هذا حقه وله مطلق الحرية فى اتخاذ ما يرى من قرارات. وتابع أن ما صدر منه خلال إحدى حلقات برنامجه اليومى المذاع على قناة (المحور) الفضائية جاء فى سياق تفسيره لسورة (آل عمران)، وأن كلمة كفر الواردة فى القرآن تعنى المغايرة والتغطية، وليس مقصوداً بها من قريب أو بعيد المعنى المتداول حديثاً من إساءة.

وعن قرار الدكتور حسن راتب، مالك القناة، إنهاء تعاقده مع القناة، قال «عبدالجليل» إنه يُكن لـ«راتب» كل الاحترام والتقدير، وإنه يلتمس له العذر التام فى هذا القرار.. وإلى نص الحوار:

■ فى البداية.. ما تعليقك على قرار وزير الأوقاف منعك من اعتلاء المنابر وإلقاء خطب الجمعة على خلفية الإساءة للمسيحيين؟

- الوزير له مطلق الحرية فى اتخاذ ما يرى من قرارات، فهذه مؤسسته وهو حر فيها وفى إدارتها، وله الحق فى اختيار من يراه مناسباً لاعتلاء المنابر وإلقاء خطب الجمعة.

■ هل تؤيد وصف المسيحيين بـ«أهل الذمة»؟

- لا نقول على المسيحيين إنهم من «أهل الذمة»، لأنهم مواطنون مثلنا تماماً، وإخواننا، ولهم كل الحقوق والواجبات.

■ أثار وصفك للمسيحيين بالكفر جدلاً شديداً وموجة كبيرة من الغضب والجدل؟

- ما أود توضيحه هنا أن كلمة كفر الواردة فى القرآن الكريم تعنى هنا «المغايرة والتغطية»، ولا تعنى من قريب أو بعيد المعنى المتداوَل حديثا من كون كلمة «كافر» وصفا مهيناً لاحتقار الشخص أو الفاجر فى الظلم، وهذا المعنى لهذه الكلمة ليس فى اللغة العربية، بل لم يكن حتى فى زمن نزول الوحى.

■ لكن القرآن الكريم يرفض إهانة غير المسلمين أو الإساءة إليهم.

- بالفعل، يرفض القرآن الكريم ذلك، وكيف يكون فى القرآن الكريم إهانة لغير المسلمين وهو يجرّم سب أصنام المشركين، فكيف بالعقل والمنطق سيستخدم كلمة فيها إهانة وسب لإنسان؟!، فضلا عن أنه من أهل الكتاب مصداقا لقول المولى عز وجل «وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ».

■ ما حقيقة تصريحاتك الأخيرة عن العقيدة المسيحية؟ وهل فعلا قصدت الإساءة لها؟

- ما أود التأكيد عليه أن كل ما ذكرته جاء فى إطار تناولى للعقيدة المسيحية فى سياق تفسيرى لسورة (آل عمران) ضمن تفسيرى لآيات القرآن الكريم الذى بدأته منذ أكثر من عام، وتحديداً فى قوله تعالى: «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الآخرة مِنَ الخاسرين».

■ لكن ماذا عن وصفك للديانة المسيحية بالفاسدة؟

- الحكم الشرعى بفساد عقيدة غير المسلمين لا يعنى مطلقاً استحلال الدم أو العِرض أو المال بأى حال من الأحوال، وأكدتُ هذا المعنى على الهواء وفى أكثر من مناسبة، ومنذ أسابيع، قمت بواجب العزاء على الهواء مباشرة يوم التفجيرات الإرهابية الآثمة التى استهدفت كنيستى الإسكندرية وطنطا.

■ لكن الشريعة الإسلامية ترفض رفضاً قاطعاً إجبار وإكراه غير المسلمين على اعتناق الدين.

- بالتأكيد ولم أقل غير ذلك، فلكل إنسان فى ديننا حريته فى اعتناق ما يشاء، ولا يجوز إكراه أحد على تغيير معتقده لقوله تعالى «لا إكراه فى الدين»، وقوله تعالى أيضا «لكم دينكم ولى دين»، فحساب أى إنسان على الله تعالى، والذى يحاسب على العقائد الله تعالى.

ويأمرنا الدين الإسلامى الحنيف بحماية كنائس المسيحيين ومعابد اليهود، كما أن الشريعة الإسلامية الغراء تبيح لنا أن نأكل من ذبائح أهل الكتاب ونتزوج من نسائهم إذا توافق الأهل، كما يأمرنا الإسلام بالإحسان والبر مع غير المسلمين، لقول الله تعالى فى سورة الممتحنة: «لَّا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الذينلَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى الدينوَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِياَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»، وقوله تعالى أيضا فى سورة الحجرات: «يا أيها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا

وقبائل لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير».

■ ما تعليقك على موقف الدكتور حسن راتب من إنهاء تعاقدك مع قناة المحور؟

- أتوجه بكل الشكر والتقدير للدكتور حسن راتب على استضافته لى على قناة (المحور) على مدى عام وبضعة أشهر، وألتمس له كامل العذر وأشكر جميع العاملين فى القناة، ومسألة إنهاء التعاقد مع القناة ترجع لرؤية صاحب القناة، لأنه يوجد بها مئات العاملين، وأعذره تماماً فى قراره وأدعو الله تعالى له بالتوفيق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية