أثارت تصريحات سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، بشأن تصريحاته المتعلقة بالعقيدة المسيحية، حالة من الجدل فى المجتمع، إذ رفض عدد من علماء الأزهر تصريحات «عبدالجليل»، مؤكدين أن الاختلاف يجب ألا يكون حواراً بالميدان العام، خاصة فى ظل مجتمع يعانى الإرهاب والجهل والتخلف والفقر.
وقالت وزارة الأوقاف إن «عبدالجليل» مستقيل ولا علاقة له بالأوقاف، وإنها قررت منعه من صعود المنبر ما لم يصحح ما أثارته تصريحاته من قلق وتوتر، ويتعهد صراحة بعدم التعرض لعقائد الآخرين.
وأضافت فى بيان، أمس، أن الحديث عن مثل هذه القضايا لا يخدم ترسيخ أسس المواطنة والتعايش السلمى والسلام المجتمعى، وأنه على مديرى المديريات والإدارات متابعة تنفيذ قرار منع «عبدالجليل» من صعود المنبر.
كان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قرر منع «عبدالجليل» من صعود المنابر حتى يعتذر عما قاله.
وقال فى مداخلة هاتفية ببرنامج «كل يوم»، الذى يقدمه الإعلامى عمرو أديب على قناة «ON E»، مساء الأربعاء، إن تصريحات وكيل الوزارة السابق حول تكفير الأقباط جعلته يشعر بأنه فى قمة الأسى والانزعاج، مؤكدًا أن «عبدالجليل» إن لم يعتذر عن تصريحاته فلن يصعد أى منبر مجددا.
وأضاف «جمعة» أن عبدالجليل ليس له علاقة بالأوقاف من قريب أو من بعيد: «سالم عبدالجليل يثير الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، ويجب على القنوات الفضائية ألا تستضيفه ويتم التعتيم عليه، حتى يفكر مليون مرة من يبحثون عن الظهور ويغلق عليهم الباب».
ورد عبدالجليل على قرار وزير الأوقاف بمنعه من صعود المنابر حتى يعتذر، قائلًا: «عن أى شىء أعتذر؟ هل أعتذر عن قول الله تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين؟)».
وقال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه ينبغى أن يعلم كل من يتصدى للدعوة أن أهل الكتاب سواء الإسلام والمسيحية واليهودية من منبع واحد، ويطلق عليها الملل الإبراهيمية، ولا يصح أن نرمى أصحاب الديانات بأن عقيدتهم فاسدة، والمأثور عن الرسول أنه لم يقل لأحد إن عقيدته فاسدة، وعقد معاهدة مع نصارى نجران، وقال «لهم ما لنا وعليهم ما علينا» ولم يقل بفساد عقيدتهم.
وتساءل الجندى: «لماذا نصدر الآن تلك التصريحات، والوطن والمجتمع يمر بمرحلة صعبة وظرف طارئ ومشكلتنا الفرقة والطائفية الموجودة الآن؟ ونحن الآن فى مرحلة تحتاج منا لم الشمل، وهذا الكلام لا يخدم لا الدين ولا المصلحة العامة ولا الوطن».
وأضاف: «تصريحات (عبدالجليل) لا تصح، وليست هناك ضرورة ليقول هذا الكلام، وبالتالى عليه أن يتناول موضوعات تدعو إلى وحدة الصف والحوار وعدم الإقصاء، فما جدوى هذا الكلام الذى يقوله؟ خاصة أنه يشجع أناسا لديها أمية دينية على القتل ورفض التعايش مع الآخر».
وأكد جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أن موقف الوزارة واضح تماما فى هذا الشأن، وأن من يثير فتنة وبلبلة لن يسمح له بصعود المنبر، وأنه ليس من الحكمة تناول عقائد الآخرين أياً كانت، مشيرا إلى أن هناك تعليمات واضحة لوزير الأوقاف بمنع صعود عبدالجليل للمنبر، مشددا على مديرى المديريات والإدارات بمتابعة تنفيذ القرار.
يذكر أن الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، كان قد فجّر حالة من الجدل، بعد تداول مقطع فيديو من حلقته الأخيرة لبرنامجه التلفزيونى بإحدى القنوات الفضائية «المحور»، بسبب تناوله للأديان الأخرى أثناء تفسير القرآن الكريم، حيث تعرض للدين المسيحى، بأقوال اعتبرها كثيرون ازدراء للأديان.