أكد جمال الغندور، رئيس لجنة الحكام السابق، أنه ساند خلال الفترة الماضية الحكام بكل قوة ووقف إلى جانبهم ضد الهجوم الضارى عليهم، وأوضح أن اتحاد الكرة لا يحمى الحكام من الهجوم عليهم، ولم يتحرك إلا بعدما بدأ الهجوم على أفراده، وشدد على أن مصر تفتقد حالياً المواهب في التحكيم، وهذا ما أدى لتراجع مستوى التحكيم في مصر وغيابه عن الساحة الدولية.
أخبار متعلقة
وأوضح «الغندور» أن إبراهيم نورالدين أفضل حكم في مصر، وأن أحمد الغندور ظُلم بسبب قرابته له، وقال إنه الأحق بعضوية لجنة الحكام في الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، كما أشار إلى أن اتحاد الكرة لابد أن يفرض عقوبات رادعة على المديرين الفنيين والمدربين الذين يتطاولون على الحكام حتى لا يتكرر منهم ذلك، كما كشف عن الكثير في حواره مع «المصرى اليوم».. وإلى نص الحوار:
■ بداية كيف ترى أزمة التحكيم الحالية والاعتراضات المستمرة على الحكام؟
- يجب أن نقر أولاً بأن الأمور بدأت تستقر، وأخطاء الحكام قلت نسبياً، ولم نشهد في الجولات الأخيرة أي اعتراضات حادة أو أخطاء كبيرة من الحكام، ولكن ما يحدث حالياً هو تراكمات إهمال الحكام في مواجهة اعتراضات المدربين.
■ لكن ألا يوجد حكام يخشون المدربين الكبار ويتأخرون في طردهم؟
- لا، والطرد لابد أن يستوفى كل الشروط، وهو ما قام به أحمد الغندور مع ميدو أمام دجلة، وإبراهيم نورالدين في مباراة أسوان والتعدين حينما طرد أحد أعضاء الجهاز الفنى للتعدين، ويجب أن تكون للجنة المسابقات قرارات رادعة تحمى بها الحكام، لأن الشيء الوحيد اللى «هيخوف» المدربين أنهم يعاقبون عقوبات رادعة.
■ هل الحكام يخشون الأندية الكبيرة؟
- لا، ولو بيخافوا ماكانش محمود عاشور طرد حسام البدرى وسيد معوض وحسام عاشور.
■ عصام عبدالفتاح رئيس لجنة الحكام قال إنه تسلم تركة مهملة والحكام كانوا في عهدك يخشون الأهلى والزمالك ولم يكن لهم هيبة.. ما ردك؟
- أولاً، الفترة الماضية شهدت كمية كبيرة من أخطاء الحكام ولم يُشهد لها مثيل في السابق، وكل رموز الحكام تجمعوا ووقفوا في صف الحكام لمساندتهم ومؤازرتهم في محنتهم، وكنت أول من قام بذلك، وأعطيت للحكام- وأنا «مش مسؤول»- أكثر مما أعطيتهم وأنا رئيس للجنة الحكام، والكلام حول أن الحكام يتعرضون للهجوم من حكام سابقين وبيتحاربوا من بنى جلدتهم اختفى ولم يكن له أساس، وقد اعتذر عنه عصام عبدالفتاح، حيث ظهرت معه في برنامج بإحدى القنوات الفضائية واعتذر وقال إنه لم يقصدنى.
■ كحكم سابق، ما رأيك في أزمة مباراة الزمالك والمقاصة التي فتحت النار على التحكيم؟
- أولاً- وهذا لا علاقة له بالتحكيم- في أزمة تأجيل المباراة الأخيرة أقول إن عامر حسين أفضل من أدار لجنة المسابقات، أما بخصوص المباراة الأزمة وتصدى مدافع المقاصة للكرة بيده، فهذا خطأ «مش طبيعى»، حتى لو هناك حكم مغرض فلن يترك كرة بهذا الشكل دون أن يحتسبها، وجهاد جريشة لم يتعمد، ولا يوجد لدينا حكم مغرض أو يتحيز لفريق على حساب آخر.
■ هل يتحمل اتحاد الكرة مسؤولية تراجع التحكيم؟
- اتحاد الكرة قائم بدوره مع الحكام من حيث الدعم المادى، أما الدعم المعنوى فلا يقوم به ولا يحمى الحكام، وحينما كنت رئيساً للجنة الحكام قدمت 3 شكاوى ضد رؤساء أندية و«محدش عمل معاهم حاجة»، الحكام في مصر يحتاجون للحماية، و«شايف إن الدنيا بدأت تندع» في البيان الأخير الذي صدر من الجبلاية رداً على رئيس الزمالك، ورأينا اللهجة تغيرت، ولكن أتمنى أن يصبح ذلك منهجاً ولا يكون شيئاً بالصدفة «مش اتحركوا عشان حصل هجوم عليهم بس».
■ لماذا هذا التطاول على الحكام لا نراه في أوروبا؟
- ولماذا في أوروبا الشهر الماضى قام الاتحاد التونسى بشطب رئيس الصفاقسى، منصف خماخم، مدى الحياة بسبب هجومه على الحكام، كما قام الاتحاد السعودى بتغريم 3 رؤساء أندية 100 ألف ريال لانتقادهم الحكام؟!، أما في مصر فالاتحاد يده مرتعشة مع رؤساء الأندية، ويجب أن يكون له دور، ولوائحه تشمل كل عناصر اللعبة، ويجب أن يكون رؤساء الأندية تحت مظلة «الجبلاية».
■ ما رأيك في أزمة رفض أندية حكاما بأعينهم لإدارة مبارياتها؟
- «للأسف الناس بتقلد»، فعندما رأوا مرتضى منصور «عمل كده وكلامه اتنفذ، قالوا ده حق طبيعى لينا»، وهذا الأمر تهريج ويجب الرد عليه بكل قوة، والنادى الذي يرفض حكماً بعينه تقوم لجنة الحكام بتعيينه له.
■ وهل حدث هذا الأمر في عهدك؟
- نعم وتصديت له بكل حسم، في موسم 2007/ 2008 كان لدى الأهلى مباراة مع طنطا، وتم تعيين ياسر عبدالرؤوف، وطلب الأهلى تغييره، ووقتها كان يعلن حكام الجولة قبلها بأسبوع، وتحدث معى سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة ونائبه أحمد شوبير، ومورست علىّ ضغوط قوية جداً خاصة من زاهر الذي قال لى: «بلاش مشاكل وعين واحد غيره وخلاص»، ولكننى رفضت تماماً وقلت لهما «على جثتى».
■ وما دور لجنة الحكام هنا؟
- مهما كانت لجنة الحكام قوية وتضم شخصيات محترمة، فلن يستطيعوا عمل أي شيء إذا كان اتحاد الكرة لا يستطيع حمايتهم، وأقصى ما تستطيع اللجنة عمله هو تقديم استقالتها، لأنها في النهاية لجنة تابعة لاتحاد الكرة.
■ وما الذي ينقص التحكيم المصرى حالياً؟
- شيئان مهمان: الأول اكتشاف المواهب الواعدة، وإعطاء فرص للحكام في سن صغيرة، لتنمية موهبته وصقلها مبكراً حتى يتميز الحكم ويتقدم على الصعيدين القارى والدولى.
■ هل فرص الحكام حالياً أفضل من الماضى.. وما سبب تراجع التحكيم المصرى خارجياً؟
- بالطبع فرصهم أفضل، والإمكانيات المتاحة لهم أفضل، وسبب التراجع حالياً هو «ندرة المواهب» بين الحكام المصريين، وحكامنا ليسوا على مستوى التمثيل القارى والدولى الذي ننتظره منهم.
■ وهل سيعود الحكام المصريون لكأس العالم من جديد؟
- منذ عام 2006 ونحن غياب في كأس العالم، وكان آخر مصرى هو عصام عبدالفتاح، ولكننى واثق بأنه بنسبة 99 في المائة سيكون جهاد جريشة متواجداً في كأس العالم 2018 في روسيا.
■ هل أنت الأحق بعضوية لجنة الحكام في الاتحاد العربى أم عصام عبدالفتاح؟
- لقد كنت عضواً في اللجنة بالاتحاد العربى لفترة طويلة، والأمر ليس في يدى، وإنما وفقاً للوائح الاتحاد الجديدة فإن الاتحاد المحلى هو من يرشح ويختار الشخصيات القادرة على رفع اسم بلدها في الاتحاد العربى، ولو رشح الاتحاد عبدالفتاح فهو حر فيما يراه.
■ وماذا عن عضوية لجنة الحكام في الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف»؟
- حقى أكون موجوداً بعضوية لجنة الحكام بالاتحاد الأفريقى، خاصة أنه لا يوجد بند يقول إن من يترشح يجب أن يكون عضواً باتحاد الكرة ببلده، وهما بيبعتوا لمصر دائماً لترشيح الحكام، وجمال الغندور الأحق بهذا المنصب، العقل بيقول كده، وأنا أترك هذا الموضوع للاتحاد المصرى لكرة القدم، ويجب أن يكون مسؤولو الجبلاية راضيين عن اختياراتهم أمام الجماهير وقبلها أمام الله عز وجل، لأن هذه الأمور حساسة وتؤثر على حقوق أشخاص وأحقيتهم في تمثيل بلدهم، ويجب اختيار الكفاءات أولاً وأخيراً دون النظر لمنصب في اتحاد الكرة.
■ من هو أفضل حكم في تاريخ مصر؟
- مصطفى كامل محمود.
■ وحالياً على الساحة، من هو الأفضل؟
- إبراهيم نور الدين.
■ رغم أن نادى الزمالك دائماً ما يعترض عليه؟
- ثورات الزمالك ضد كل الحكام، ورئيس النادى لم يترك حكما لم يعترض عليه.
■ ما رأيك في أحمد الغندور.. وهل تمت مجاملته بسبب قرابته لك؟
- على العكس، أحمد الغندور حكم مميز جداً، وكان يستحق التواجد في القائمة الدولية منذ أكثر من عامين، ولكنه ظلم بسبب قرابته لى، وكانوا يخشون أن يعطوه حقه في لجنة الحكام حتى لا يقول الناس إنها مجاملة لى.
