أثارت خطة واشنطن لتسليح المقاتلين الأكراد فى سوريا غضب تركيا، التى تعتبرهم «إرهابيين»، فى وقت تراهن فيه وحدات حماية الشعب على هذا القرار «التاريخى»، من أجل تسريع معركة طرد «داعش» من معقلها بالرقة فى سوريا، ويجدد القرار التوتر بين واشنطن وأنقرة قبل أقل من أسبوع على لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره التركى رجب طيب أردوغان فى واشنطن.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن القرار الأمريكى بتسليح المقاتلين الأكراد سيؤدى إلى «تسريع عجلة القضاء» على الإرهابيين فى سوريا. ووصفت الوحدات الكردية القرار بـ«التاريخى»، مؤكدة أنه سيُمَكِّنها من لعب دور «أكثر تأثيراً» فى مواجهة «داعش». وقال المتحدث الرسمى باسم قوات سوريا الديمقراطية، طلال سلو، إنهم قدموا قائمة إلى واشنطن تتضمن صواريخ مضادة للدروع ودبابات ومدرعات، وأضاف أنه من المقرر أن تصل الأسلحة بشكل متتابع.
وقال مصدر فى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»: «إن التسليح سيتضمن ذخيرة وأسلحة خفيفة ورشاشات ثقيلة وبنادق آلية وجرافات وآليات عسكرية، وستستعيدها واشنطن بعد هزيمة (داعش)».
فى المقابل، قال رئيس الوزراء التركى، بن على يلدريم، إن القرار الأمريكى قد تكون له عواقب «ونتيجة سلبية» على واشنطن. وأضاف أنه لا يتخيل كيف يمكن أن تختار الولايات المتحدة بين الشراكة الاستراتيجية مع تركيا وتنظيم إرهابى.
وقال وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، أمس، إن كل سلاح يحصل عليه الأكراد يُعد تهديدا لتركيا، ورد وزير الدفاع الأمريكى، جيمس ماتيس، بأنه واثق من أن الولايات المتحدة ستتمكن من حل التوترات مع تركيا، قائلا: «سنتعامل مع أى مخاوف». وتعتبر واشنطن الوحدات الكردية التى تشارك فى قوات سوريا الديمقراطية شريكا رئيسيا فى مواجهة «داعش» فى سوريا، فيما تصنفها تركيا على أنها «منظمة إرهابية»، وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستانى، الذى يقود تمردا ضدها منذ ثمانينيات القرن الماضى على الأراضى التركية.