أعرب الخبير العسكري الصيني سونغ زونغبينغ، عن اعتقاده بأن الصين أصابت عصفورين بحجر واحد، بنجاح اختبارها لنوع جديد من الصواريخ الموجهة، خلال تدريبات بالذخيرة الحية قامت بها في بحر بوهاى الأيام الماضية، حيث أظهر قدرتها على مهاجمة حاملات الطائرات، وكذا الدرع الصاروخي الأمريكي «ثاد» الذي تقوم الولايات المتحدة حاليا بإقامته في كوريا الجنوبية.
وقال سونغ زونغبينغ- الذي عمل سابقا بسلاح الصواريخ التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني، في تصريحات نشرت بصحيفة جلوبال تايمز الصينية الرسمية اليوم الأربعاء- «إن في اعتقاده وبالحكم على الصور المنشورة بوسائل الإعلام لبقايا الصواريخ التي تم تجربتها، فإنها تعود للطراز دي اف-26 (DF-26)، والمعروفة بالصواريخ المدمرة لحاملات الطائرات».
وأضاف «أنه وبالنظر إلى نوع الصواريخ التي استخدمتها الصين خلال التدريبات وموقع اختبارها، فمن الواضح أنه تم إجراء تجربة لإطلاق نار تستهدف ناقلات الطائرات، وأن الرأس الحربي للصواريخ المستخدمة يمتلك خاصية النبضات الكهرومغناطيسية التي يمكنها أن تدمر نظام القيادة بحاملات الطائرات، فضلا عن الدرع الصاروخي المتطور (ثاد).
وردا على سؤال حول ما إذا كان موقع الاختبار في بحر بوهاى بالقرب من شبه الجزيرة الكورية يعني أن الصين تستهدف تحديدا صواريخ «ثاد» في سول، قال سونج أن هذا غير مرجح حيث أن بحر بوهاى، يعد المنطقة المعتادة بالنسبة للصين لاختبار أسلحتها على عكس بحري الصين الجنوبي والشرقي، حيث أنه من الصعب إجراء تجارب على الأسلحة فيهما، لأن مياههما تضم المناطق الاقتصادية الخاصة بدول أخرى، فضلا عن طرق الملاحة الدولية.
وكانت وزارة الدفاع الصينية كشفت- أمس الثلاثاء- أن قوة الصواريخ التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني أجرت اختبارا على نوع جديد من الصواريخ خلال أجراءها لتدريباتها بالذخيرة الحية في بحر بوهاى بشمال شرقي البلاد.
وذكر بيان رسمي للوزارة أنه تم إجراء الاختبار وفقا للبرنامج السنوي الخاص بالتدريبات والمناورات العسكرية للجيش، والتي تهدف إلى تعزيز المهارات القتالية للقوات وقدرتها على التعامل مع التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي، مؤكدا على أن الاختبارات حققت النتيجة المتوقعة دون الكشف عن الوقت الذي تمت فيه تلك الاختبارات، وأن تلك التدريبات العسكرية، التي تمت في منطقة قريبة من شبه الجزيرة الكورية في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة على خلفية نشر الدرع الصاروخي الأمريكي «ثاد» في كوريا الجنوبية وتكرار كوريا الشمالية لتجاربها النووية والصاروخية الباليستية، تأتي متسقة مع ما كانت الصين صرحت به في أواخر شهر أبريل الماضي، عند تأكيدها لمعارضتها القوية لنشر «ثاد» حيث تعهدت بأنها ستقوم بمواصلة مناوراتها وتدريباتها العسكرية القتالية من اجل حماية امنها القومى.
ووقتها حذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية يانغ يو جون من تعقيد وحساسية الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية، منوها بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الصين من أجل تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين.
وقال إن الصين ستتخذ كافة الإجراءات التي تراها لازمة لحماية مصالحها وأمنها الوطني، والحفاظ على التوازن الإستراتيجي في المنطقة، وإن الجيش سيضطلع بمهامه ويقوم بتدريباته الموجهة للقتال ويجرى اختباراته على أسلحته الجديدة لحماية أمن البلاد والدفاع عن السلام والاستقرار الإقليميين.