دعا المتظاهرون بميدان التحرير إلى تنظيم مسيرة تضم 10 ملايين مواطن، الجمعة، تحت مسمى «جمعة الحسم»، مطالبين الشعب المصرى بتنظيم المسيرة الحاشدة بعد صلاة الجمعة، والتجمع أمام المساجد، والتوجه إلى ميدان التحرير لكى يظهروا للنظام، أن أغلبية الشعب المصرى يريد إسقاطه ورحيل الرئيس مبارك، قبل انتهاء المدة التى حددها له الدستور. واتفق المتظاهرون على تأسيس «نصب تذكارى» للشهداء وسط ميدان التحرير، داعين الفنانين التشكيليين إلى البدء فى تصميم ماكيتات، وكان الفنان التشكيلى محمد عبلة اقترح هذه الفكرة. وقال عبلة لـ«المصرى اليوم» إنه بدأ المشروع منذ الثلاثاء ، وكون ورشة عمل لرسومات الأطفال، كنوع للدعاية لتلك الفكرة، وأضاف: بعض الفنانين التشكيليين سيساهمون فى تصميم النصب التذكارى الذى خصص لشهداء ثورة 25 يناير. وأعلن المتظاهرون الذين احتشدواالأربعاء فى ميدان التحرير، ووصلت أعدادهم إلى مئات الآلاف أن أى تفاوض سيكون داخل ميدان التحرير، وأن أى تفاوض يتم خارج الميدان باسمهم لن يكون مقبولاً، وقالوا إن العالم المصرى الدكتور أحمد زويل سيلقى بياناً مهماً غداً من داخل الميدان، رافضين فى الوقت نفسه أن يتفاوض «زويل» باسمهم.
وأحيا عدد من الأقباط ذكرى الأربعين لضحايا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، متهمين النظام المصرى وفى المقدمة منه اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية السابق، بالتسبب فى ذلك الحادث. وشن بعض المتظاهرين هجوماً شرساً على الدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، بسبب الدستور الحالى، متهمين إياه بالاتفاق مع مبارك ضد مصالح الشعب، وحرصت بعض عربات الجيش على الطواف حول مجلسى الشعب والشورى.
وأوضح المتظاهرون أنهم سيقيمون غداً صلاة الغائب على أرواح الشهداء عقب الانتهاء من صلاة الجمعة وتنظيم «جنازة رمزية» لهم داخل الميدان، ووضع مقابر رمزية بالميدان.
وفى سياق متصل، وضعت جمعية «روح الشباب» عدداً من صناديق القمامة وعدداً من سيارات نقل القمامة خارج الميدان لتنظيفه فى حين لم تظهر أى معدات تابعة لمحافظة القاهرة.
ووزعت بعض الفتيات صوراً للناشط وائل غنيم، مطالبين المتظاهرين بكتابة كلمة له عبر موقع «فيس بوك»، وحول المتظاهرون أوبريت «الليلة الكبيرة» إلى «الخيبة الكبيرة»، ورددوا العديد من الهتافات منها «قالوا علينا شباب كنتاكى.. واحنا يامصر بنحمى حماكى».
وكان محمد عبدالقدوس، رئيس لجنة الحريات بمجلس نقابة الصحفيين، بميكرفونه الشهير لتحفيظ الشباب العديد من الهتافات، وتجمع العديد من أمهات الشهداء على المنصة، لسرد قصص استشهاد أبنائهن، وسط دموع المتظاهرين من الذين هتفوا «حضرات السادة الضباط.. بإيدكم كام واحد مات». وطالبت أمهات الشهداء بإعدام وزير الداخلية السابق حبيب العادلى، وسط ميدان التحرير، ومحاكمة الرئيس مبارك الذى عينه وزيراً للداخلية، وفى ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء ، طرد المتظاهرون المطرب تامر حسنى من الميدان، وقامت مجموعة أخرى بالتعدى عليه، وتدخل بعض المتظاهرين لإنقاذه، وكان تامر حسنى أيد الرئيس مبارك وطالب بفترة رئاسية جديدة له.
على جانب آخر، شهد مجلسا الشعب والشورىالأربعاء ، حصاراً مكثفاً من أفراد القوات المسلحة، الذين دخلوا المجلس للمرة الأولى منذ اندفاع ثورة 25 يناير، لحماية المبنيين من أى اقتحام من قبل المتظاهرين، الذين توافدوا على الشوارع المحيطة، وأقاموا المتاريس والكمائن لتفتيش كل من يريد السير فى الشارع، ومنع المتظاهرون النواب وموظفى المجلس من دخوله، وهو ما تسبب فى تأجيل اجتماع لجنة القوى العاملة التى كان مقرراً لها أن تعقدالأربعاء لمناقشة مشروع قانون منح العاملين بالدولة علاوة تقدر بـ15٪، وترددت أنباء عن منح العاملين فى مجلسى الشعب والشورى إجازة مفتوحة لحين استقرار الأوضاع.
وشهدت جميع الشوارع المؤدية إلى مقار مجالس الشعب والشورى والوزراء ووزارة الداخلية وأمن الدولة ووزارتى العدل والمالية حصاراً شديداً من مدرعات الجيش لحمايتها، التى تركت للتظاهرين حرية التحرك، وافترش المتظاهرون شارع مجلس الشعب ونصبوا الخيام وأعلنوا الاعتصام حتى يستجيب النظام لمطالبهم.
من ناحية أخرى، عقدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداسات الأربعين لشهداء كنيسة القديسين بالإسكندرية فى جميع المحافظات، بالإضافة إلى العديد من الكنائس القبطية فى المهجر التى تتبع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأربعاء الأربعاء. وأوفد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مجموعة من الأساقفة للصلاة بقيادة الأنبا باخوميوس، أسقف البحيرة وتوابعها بدير مارمينا بكنج مريوط بمحافظة الإسكندرية.
وصرح الأنباء مرقس، أسقف شبرا الخيمة، رئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس، بأن الصلاة كانت جماعية فى دير مارمينا، حيث رقد جثامين الشهداء الذين سقطوا نتيجة العمل الإرهابى الغادر، وأشار مرقس فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» إلى أن البابا أصر رغم الظروف التى تمر بها البلاد على إقامة القداسات فى أنحاء الجمهورية، تكريماً لهم.
من جهة أخرى، نظم الشباب القبطى المعتصم بميدان التحرير صلاة قداس رمزية لضحايا حادث القديسين، خاصة بعد ظهور أدلة تفيد بتورط الداخلية فى المذبحة، وتقدم عدد من الأقباط ببلاغ للنائب العام يتهم فيه اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، المقال، بالتورط فى تفجير كنيسة القديسين.