انتقد الدبلوماسى الأمريكى المتقاعد دانيال كيرتزر، الذى عمل سفيراً لبلاده فى القاهرة وتل أبيب، المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قائلاً إنه المسؤول عن تصعيد النقد اللاذع ضد إسرائيل فى الأسابيع الأخيرة، وطالب المجلس بإصدار بيانات تنتقد عنف الشارع المصرى وتعيد فرض سيادة القانون، وأضاف أن المجلس العسكرى سمح بظهور «جماعة الإخوان المسلمين» على الساحة السياسية، ليس فقط كطرف من القوى الموجودة، ولكنها ظهرت كـ«العنصر المفضل».
واعتبر «كيرتزر» الذى شغل منصب سفير الولايات المتحدة فى مصر فى عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، أن التصعيد فى الخطاب المناهض لإسرائيل لن يهدد العلاقات المصرية - الإسرائيلية فحسب، ولكنه قد يؤثر على مصداقية ونجاح عملية التحول الديمقراطى فى مصر، وقال إن مطالبة فئة «الغوغاء» فى مصر، حسب وصفه، بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل قد تثير«السياسة الشعبوية المتطرفة». وأوضح «كيرتزر»، فى مقاله بمجلة «فورين آفيرز» الأمريكية فى عددها الشهرى، أن هناك «فجوة بين وجهات نظر وسياسات القادة فى المنطقة وبين مواقف الشارع العربى»، قائلاً إن الأنظمة الاستبدادية فى الشرق الأوسط تخاف من مواطنيها أكثر من عدوهم المفترض.
ورأى «كيرتزر»، الذى شغل منصب السفير الأمريكى فى تل أبيب منذ عام 2001 وحتى 2005، أن الدافع وراء الكراهية اللاعقلانية فى الشارع المصرى يرجع إلى 30 عاماً من حكم قانون الطوارئ والاعتقالات التعسفية وانتهاكات حقوق الإنسان، والفساد الذى تفشى فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، موضحاً أن حكام مصر ساعدوا على انحراف هذا الغضب بعيداً ليصل إلى معاداة إسرائيل وانتشار الأفكار البغيضة عن اليهود أيضاً. وتابع: «السؤال الرئيسى الآن: هل السياسات المختلفة التى يتبعها المجلس العسكرى مع أمريكا وإسرائيل يمكن أن تعيد تشكيل آراء الشارع العام المصرى تجاه إسرائيل أم لا؟».
وشدد السفير الأمريكى على أهمية معاهدة السلام مع إسرائيل بما يخدم مصالح الأمن القومى لمصر، قائلاً: «إن قادة مصر لا يستطيعون العودة إلى توترات ما قبل معاهدة السلام مع إسرائيل»، وقال: «يمكنهم اتباع نهج مختلف مع إسرائيل ولكنه لن يكون سهلاً».
ودعا «كيرتزر» السلطات المصرية إلى استعادة السيطرة على شبه جزيرة سيناء وضمان الأمن الداخلى وحماية الحدود ببن البلدين، مضيفاً أن التعاون الأمنى بين القاهرة وتل أبيب يقتضى منع وقوع عمليات عبر الحدود من سيناء ووقف التهريب عبر الأنفاق إلى غزة وحماية خط أنابيب الغاز إلى إسرائيل وخارجها.