توصل العقيد الليبى معمر القذافى فى عالم التمويه إلى ما لم يسبقه إليه سواه، فحول الدبابة الموصوفة بأنها «ذئب الصحراء» إلى حمل مسالم وألبسها جلود الغنم ليتغير شكلها وتبدو بلون البادية، فيصعب رصدها بالمناظير والعين المجردة، حتى بأجهزة الاستشعار التقليدية، وفق صورة بثتها، الجمعة، وكالة «أسوشيتدبرس» لدبابة سيطر عليها الثوار.
كما لجأت كتائب القذافى لتمويهات أخرى جديدة، منها ما كشف عنه بعض العسكريين فى «الناتو» من أن الكتائب تخفى دباباتها داخل خيم بجانبها بعض الخراف والإبل ليبدو المشهد لطائرات الحلف طبيعيا ويمكن تصور أنه لبدو من الرعاة، فيمتنع الحلف عن قصفها.
وطبقا لما اطلعت عليه «العربية. نت» عن أساليب التمويه بحرب البوادى والصحارى، فإن أخطر نقاط الضعف فى الدبابة هو شكلها الخارجى وهيكلها المصنوع من الصلب، فهو يجعلها تبث درجة من الحرارة حين تتحرك، كما أن هديرها وشكلها معروفان، لذلك يسهل رصدها بسهولة.
وبعد رصدها يستخدمون استشعارات ليزر تحدد شكلها بدقة وقياس وتحديد مسافتها بالسنتيمتر قبل قصفها، وهى مجموعة استخدامات يسمونها «حيز الطيف الكهرومغناطيسى»، إلى جانب أن هديرها أو صوت دوى مدفعها يمكن رصده لمعرفة مكانها، لذلك فتغطيتها بجلد الحيوان تغير من شكلها وتعزل معدنها عن موجات الرصد الحرارى الاستشعارى وتجعلها مموهة تماما.. الدبابة تصبح مثل التلة بجلد الخروف.
وهذه التقنية الجديدة فى التمويه هى من الأفضل، على ما يبدو، فالناتو لم يتمكن سوى من تدمير عدد قليل من دبابات القذافى، ويبدو أنها فاتت حتى على قادة عسكريين كبار فى القتال البرى، وأشهرهم الجنرال الألمانى بزمن الحرب العالمية الثانية، إرفين رومل، أول مستخدم للتمويه بالمحاكيات لردع العدو وإيهامه بجحافله المدرعة فى مسرح «معركة العلمين».
ورغم تمويهاته وعبقريته فى التخفى، فإن رومل خسر معركة العلمين تماما، كما خسر القذافى الحرب أمام الثوار الليبيين، لكنه يسقط بنظامه دون أن يكتسب أى لقب من ابتكاره لتمويهات جعلت «ذئب الصحراء» يرتدى لباس الحمل الوديع.