قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الإثنين، إن تفشى الكوليرا في اليمن أودى بحياة 25 شخصًا هذا الأسبوع، في الوقت الذي مازالت فيه الحرب الدائرة في البلاد منذ عامين تدمر القطاع الصحي في البلاد.
والوفيات الناتجة عن هذا المرض، الذي يسبب الإسهال وينتج عن تناول مياه أو أطعمة ملوثة بفضلات بشرية، ضمن 1360 حالة إصابة رصدتها المنظمة التابعة للأمم المتحدة منذ 27 إبريل.
وبعض الحالات تكون خطيرة بحيث تؤدي إلى الوفاة خلال بضع ساعات لو لم تعالج بحقن المحاليل في الوريد والمضادات الحيوية.
وتعاني المستشفيات من ضغوط بسبب ضعف الإمدادات، ولا يتقاضى عاملوها أجورا حتى أن بعضهم لا يجدون أجرة الوصول إلى المستشفى للعمل.
وتتلوى مجموعة من النساء والأطفال من الألم بسبب الإسهال على حشايا وضعت في أروقة مستشفى مزدحم بصنعاء.
وقال مريض يدعى على الحمزي: «لي من الساعه سبع ونصف مستلقي هنا وأنا أشاهد الموت (أعاني) ما قد أحد ضرب لي إبرة (لم أتلق حتى حقنة دواء)». وقال مريض آخر يدعى أمين الشايف: «صحيح أنا مش فوق سرير، أنا فوق كرسي شوفه، لكن العناية بالذي فوق الكرسي أو الذي فوق الصالة (على الأرض) واحد، جزاهم الله خيرا».
وقال نيفيو زاجاريا ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن لـ«رويترز»، إن الحالات الجديدة «مقلقة للغاية» مشيرا إلى عودة نشاط وباء الكوليرا. وأضاف «السبب هو الحرب الدائرة منذ عامين في اليمن. هناك أثر كبير على البنية الأساسية، والتيار الكهربائي كثيرا ما ينقطع، ومحطات ضخ المياه لا تعمل بانتظام ولها أثر على جودة المياه وبالتالي هناك تلوث.. تلوث بفضلات بشرية في المياه التي يستخدمها السكان».
وقال زاجاريا إن تفشيا سابقا انحسر في الشتاء الماضي، وشهدت البلاد إجمالا 27 ألف حالة إصابة منها 130 حالة وفاة خلال الصراع.
وتدور الحرب في اليمن بين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، وعناصر من الجيش من ناحية، وتحالف عسكري تقوده السعودية يدعم الحكومة المعترف بها دوليا.
وأدخلت الحرب الملايين في حالة فقر وشردت الملايين، وقتلت أكثر من عشرة آلاف شخص. وقالت الأمم المتحدة إن طفلا دون الخامسة يموت بأسباب يمكن الوقاية منها كل عشر دقائق في اليمن.
كما أن خلافا على قيادة البنك المركزي ترك أغلب العاملين بالحكومة والقطاع العام دون أجور في صنعاء ومناطق أخرى تسيطر عليها جماعة الحوثي منذ أكتوبر.
وأضرب عمال النظافة في الشوارع عن العمل بسبب وقف أجورهم فتراكمت أكوام من القمامة في الشوارع الرئيسية.