افتتح المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، صباح الإثنين، فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي السنوي السادس للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة «دمج تمكين مشاركة»، الذي يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال يومي 8 و9 مايو الجاري، ضمن جهود الدولة لدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من استخدام أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جميع مجالات الحياة.
جاء المؤتمر بحضور وزراء التضامن الاجتماعي، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتنمية المحلية، ومحافظي القاهرة، والجيزة، والبحر الأحمر، والفيوم، وكل من سفراء الإمارات والجزائر والاتحاد الأوروبي بمصر، ونائب الممثل المقيم لمنظمة اليونيسيف، وأمين عام المجلس القومي لشؤون الإعاقة، بالإضافة إلى لفيف من الخبراء والشخصيات العامة، ومجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة.
وألقى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء كلمة جاء نصها كالتالي: «السادة الوزراء، السادة المحافظون، السيدات والسادة السادة الحضور، يُسعدني في البدايةِ أن أنقلَ لحضراتِكم جميعًا تحياتِ السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسِ الجمهورية راعى هذا المؤتمر، وتمنياتِه لمؤتمرِكم هذا بالتوفيق والنجاح. ويشرفُني حضوري معكم اليوم في المؤتمر والمعرض الدولي السنوي السادس للاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات لتمكينِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة».
وأضاف «لقد أصبح هذا المؤتمرُ أحدَ قنواتِ التواصلِ المستمرة مع أبناءِ الوطنِ من ذوي الإعاقة، لذا فقد حرصتُ على تواجُدي معكم ومشاركتِكم هذا الحدث، وهذا للسنةِ الثانيةِ على التوالي».
وتابع قائلا «لقد شرُفتُ في العام الماضي في الدورةِ الخامسةِ لهذا المؤتمر بإطلاقِ المبادرةِ الرئاسيةِ لدمجِ وتمكينِ متحدي الإعاقة من خلال الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات نيابةً عن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية».
وأردف «ولقد شَمِلتْ المبادرةُ مشروعاتٍ في مجالاتِ التعليمِ والتدريبِ والتوظيف وتيسيرِ تقديمِ الخدماتِ الصحيةِ للأشخاصِ ذوي الإعاقة ولقد سعدتُ اليومَ سعادةً بالغة بما شهدتُهُ من عرضٍ لمشروعاتٍ استطاعتْ أن تتخطى العديدَ من الحواجزِ والصعوبات لتحقيقِ أهدافِها في تحسينِ مستوى المعيشةِ للمواطنينَ من ذوي الإعاقة، ولقد أحدَثَ هذا فرقًا كبيرًا في حياةِ الكثيرين وهو ما يعكسُ اهتمامًا حقيقيًا وعملًا جادًا من قِبَل وزارةِ الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات من أجل استخدامِ التكنولوجيا لدمجِ وتمكينِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة».
وقال «أبنائي من ذوي الإعاقة، إن الاهتمامَ الكبيرَ الذي يوليه السيد رئيس الجمهورية والدولةُ لقضاياكم هو اهتمامٌ ٌ غير مسبوق تبلورَ في إعلانِ عام 2018 عامًا لذوي الاحتياجاتِ الخاصة، ولقد بدأنا بالفعلِ في الإعدادِ لذلك من خلالِ العملِ على تضافُرِ الجهود حتى نحققَ الاستفادةَ القصوى لصالِحِكم. ونعملُ على أن نخرجَ من هذا المؤتمر بآلياتٍ فاعلةٍ تضمنُ استدامةَ العمل في مختلفِ مؤسساتِ الدولة من أجل تمكينِكم وضمانِ مشاركتِكم الحقيقيةِ في تنميةِ المجتمع».
وأضاف «السادة الحضور، إن أحدَ مظاهرِ تقدمِ الأمم يقاسُ بمدى قدرتِها على دمجِ ورعايةِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة، لذا فقد جاء دستورُ مصر 2014 ليتعاملَ مع هذه القضية من منطلقٍ حقوقِي ليضمنَ للأشخاصِ ذوي الإعاقةِ حقوقَهم التي أصبحت واجبًا على الدولةِ بجميعِ مؤسساتِها. والدولةُ تسعى بصفةٍ مستمرة لتحسينِ مستوى الخدماتِ المقدمةِ لهم في مختلفِ القطاعات من خلال زيادةِ التنسيقِ بين جميعِ الجهاتِ المعنية وتقديمِ الدعمِ الكاملِ لمختلفِ القضايا المتعلقةِ بشؤون الإعاقة».
وتابع «ثم جاء البرلمانُ المصري ليشهدَ ولأولِ مرة تمثيلًا مشرفًا للأشخاصِ ذوي الإعاقة ونحنُ نتطلعُ قريبًا لصدور قانونِ حقوقِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة والذي يُعَدُّ تطبيقًا عمليًا لاتفاقيةِ الأممِ المتحدة لحقوقِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة والتي وقعت عليها مصر. إن هذا القانونَ سيكونُ قانونًا شاملًا يتعامل مع جميعِ حقوقِ ذوي الإعاقة من تعليمٍ وصحةٍ ونقل وطرق وإتاحةٍ مكانيةٍ وتكنولوجية ليصبحَ هذا القانونُ خطوةً انتقالية وصولًا إلى دمجِهم في المجتمع أفرادًا فاعلين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم من حقوق وواجبات».
وقال «السيداتُ والسادةُ الحضور، لا يمكنُ أن ننكرَ أننا نشهدُ تزايدًا مستمرًا في مستوى الوعيِ بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وأهميةِ دمجِهم في المجتمع بما يعودُ بالنفع علينا جميعًا. ولقد حرصتْ الدولةُ على العمل الجادِ من أجلِ تغييرِ الثقافةِ السائدةِ في المجتمع تجاهَ الأشخاص ذوي الإعاقة، وهذا يُعَدُّ خطوةً هامةً على هذا الطريق، والذي مازال طويلًا للوصول إلى مجتمع مصري دامج فالكلُّ يعاني عندما تنقسمُ المجتمعات والكلُّ يستفيدُ بالتأكيد عندما تَتَّحدُ المجتمعات».
ويضيف «إن عَقدَ هذا المؤتمر للعام السادس على التوالي خيرُ دليل على مجهوداتِ الحكومة من أجلِ الوصول إلى مجتمعً دامج فقطاعُ الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات بما يمتلكُهُ من أدواتٍ هو أحدُ أهمِّ القطاعات ليس فقط في دعم التنميةِ الاقتصادية والاجتماعيةِ بل أيضًا في دمج وتمكين أبنائِنا من ذوي الإعاقة».
وتابع «ومن أجل هذا فإنني أتوجهُ بالشكر للمهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على ما يُبذَلُ من جهدٍ مخلص في هذا السياق، وأكررُ دعوتي للعاملينَ بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكل الوزاراتِ المعنيةِ بالأمر لمواصلةِ تلك المجهودات».
وقال «أبنائي من ذوي الإعاقة، أنتم أهلُ عزيمةٍ وأصحابُ إرادةٍ لا تلين، وإن ما تحققونه في مختلفِ المجالات، يجعلُنا نرى وجهًا مختلفًا للتحدي والقدراتِ والإنجازات، فأنتم المتفوقون رياضيًا على المستوى الدولي... وأنتم المبدعون فنيًا خلال الملتقياتِ الدوليةِ لفنون ذوي القدراتِ الخاصة.... وأنتم من أثبتم قدرتَكُم على الاندماج في سوق العمل من خلال البرامجَ التي تتيحُ لكم فرصةَ عمل لائقة فأصبحتم أفرادًا فاعلينَ ومنتجين ومثالًا يُحتذى للشبابِ المصري، مع أطيبِ تمنياتي لكم ولمؤتمرِكم بالنجاح الدائم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
من ناحية أخرى، عرض المهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال المؤتمر المجهودات التي تقوم بها الوزارة بالتعاون مع العديد من الشركاء، لتطويع التكنولوجيا لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات التعليم والتدريب والخدمات الصحية، وذلك تنفيذًا للمبادرة الرئاسية لدمج وتمكين متحدي الإعاقة من خلال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما أعلن الوزير عن دعم وتمويل الوزارة لـ50 تكنولوجيا جديدة باللغة العربية تم تطويرها بعقول الشباب المصري من خلال مسابقة «تمكين» للابتكار في مجال تطوير البرمجيات وتطبيقات الهواتف المحمولة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وخلال فعاليات المؤتمر، قام المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بإطلاق سياسة مصر للنفاذ إلى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تم تطويرها من قبل وزارة الاتصالات بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات، وذلك من خلال منهجية اعتمدت على مشاركة جميع الأطراف المعنية من الخبراء والجهات المتعلقة بشؤون الإعاقة والإتاحة التكنولوجية، حيث ستتولى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تقديم الدعم والإرشاد للدول العربية الشقيقة لتطوير سياساتها لنفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما قام رئيس مجلس الوزراء أيضًا بتسليم عدد من شهادات تخرج منحة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتدريب والتوظيف للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث شهد المشروع هذا العام توسعًا ليخدم أبناء محافظات: أسيوط وقنا وأسوان والوادي الجديد.
وعقب الجلسة الافتتاحية، قام رئيس مجلس الوزراء بافتتاح معرض التكنولوجيات المساعدة المقام على هامش المؤتمر، والذي يهدف إلى تعزيز صناعة هذه التكنولوجيات التي تساهم بقدر كبير في تيسير حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
ويشارك في المعرض 30 شركة من الشركات العاملة في مجال تصنيع تكنولوجيات الأدوات المساعدة، والتي فازت في مسابقات «تمكين» على مدار السنوات الماضية، حيث تهدف هذه المسابقة إلى المساهمة في تحقيق الاستقلالية وتحسين جودة الحياة للمواطنين من ذوي الإعاقة، وتقوم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدعم هذه المسابقة سنويًا لدفع الأفكار المبتكرة في مجال تصنيع تكنولوجيات الأدوات المساعدة للبرمجيات وتطبيقات الهواتف المحمولة.