وقفت غالبية شرائح الفرنسيين من سياسيين ورجال دين مسلمين، وأغلبهم عرب، وحتى الملحدين وشريحة كبيرة من مسيحيى فرنسا، وأغلب المرشحين الرئاسيين الذين خسروا الجولة الأولى، والأحزاب اليسارية واليمينية المحافظة، مع مرشح اليمين الوسطى، إيمانويل ماكرون فى الجولة الثانية، لقطع الطريق أمام زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.
وأوصى 7 من المرشحين الخاسرين، من أصل 9، أبرزهم اليمينى المحافظ، فرنسوا فيون، واليسارى بنوا هامون، بدعم ماكرون، فيما لم تحظ منافسته سوى بدعم المرشح اليسارى نيكولا ديبون.
وقال رئيس أئمة فرنسا، حسن شلجومى، لـ«المصرى اليوم»، إن المسلمين سينتخبون ماكرون، مشيرًا إلى أن تطرف لوبان وموقفها من الإرهاب ليس مبرراً لانتخابها، وأضاف: «لن نعلق أحزاننا بسبب الإرهاب على يد يمين متطرف»، مؤكدًا أن الإرهاب والتطرف هما حطب اليمين المتطرف، وأضاف «أن المسلمين سيصوتون لماكرون ولكنهم سيبدأون حال فوزه بمطالبته بتحديد موقفة بشأن الإخوان المسلمين، خاصة أن طارق رمضان وهانى رمضان حفيدى حسن البنا مؤسس الإخوان، قدما الدعم له»، موضحا أن لوبان سألت منافسها عن موقفة من منظمة اتحاد مسلمى فرنسا، التى تتبع الإخوان، إلا أن رده كان غير واضح.
وأكد شلجومى أن لوبان عرضت عليه العمل معه، إلا أنه رفض فهاجمته فى برنامج «جراند جورنال»، وبعد رفضه للانضمام إليهم وصلته رسائل تهديد بالسب والشتيمة على هاتفه، وكان محتوى إحدى الرسائل: «اخرجوا يا مسلمين من بلادنا.. أنتم سبب الإرهاب».
وكشف شلجومى أن هناك مسلمين جزائريين انتخبوا لوبان لأنهم يرون أنفسهم فرنسيين وهم من الحركيين الذين حاربوا فى الجزائر ضمن صفوف الفرنسيين.
وأوضح أنه دعم فيون فى الجولة الأولى، لكنه سيدعم ماكرون لقطع الطريق على لوبان، ولأن ماكرون شاب يحمل طموحات وأفكارا جديدة فضلا عن خبرته فى مجال الاقتصاد وتسامحه مع الأديان واحترامة للعلمانية، وقال إن ماكرون «استطاع أن يحظى بدعم القضاة والإعلام ورجال الأعمال، لذلك نراه رجلا ناجحا»، مؤكدًا ضرورة قطع الطريق على لوبان لأنها ستستحوذ على البرلمان وهو مؤشر خطير خاصة لأنها ستحصل على 40% من أصوات الناخبين، مؤكدًا أن ماكرون لن يملك غالبية برلمانية ولا يوجد له حزب سياسى قوى، إلا أنه ذكى وسيحتوى كل الفرنسيين.
من جانبه، قال رئيس جمعية «الملحدين» الفرنسيين، وليد الحسينى، إنه سيدعم ماكرون، موضحاً لـ«المصرى اليوم» أن صعود أسهم لوبان يعد مؤشراً خطيراً ضد حرية الاعتناق والإلحاد وضد العلمانية وتقبل الآخر.
وقال رئيس جمعية «مصر فرنسا- 2000»، أحد أبناء الجالية المصرية، خالد شقير، لـ«المصرى اليوم»، إنه دعم فيون، وإنه فى البداية قرر الامتناع عن التصويت، لأنه غير مقتنع ببرنامج ماكرون الذى سيزيد الضرائب، واعتبره بأنه خليفة الرئيس الحالى فرنسوا هولاند، إلا أنه عاد وقال: «هعصر على نفسى لمونة» وأنتخب ماكرون حتى لا تصل لوبان للرئاسة.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة السوربون، إيريك أنسو، إنه قرر الامتناع عن التصويت، لافتقار المرشحين للديمقراطية، وإن لديهما حالة من الإفلاس فى التعاطى مع مجريات الساحة، وأكد لـ«المصرى اليوم» أن ما حدث فى المناظرة الأخيرة عبارة عن كارثة، وأن ماكرون يتبع سياسة مدمرة ويستغل التاريخ الفرنسى بطريقة مهينة، قائلاً: «للأسف المؤرخون ليس لديهم الشجاعة للتنديد بما يفعله»، وقال إن الجمهورية الخامسة لم تمت حتى مجىء ماكرون أو لوبان إذ يقولان: سنحيى الجمهورية الفرنسية على طريقتنا. لافتا إلى أن لوبان فقيرة الأفكار، وحملتها سيئة للغاية، وأن هولاند عبقرى لأنه أستطاع أن يؤهل ماكرون للرئاسة وإعادة تدوير حزبه بطريقة ذكية للغاية من خلال ماكرون، حتى ساعد الجمهوريين على الانتحار سياسيا وقتل اليسار الراديكالى.