مارين لوبان، من الوهلة الأولى تشعر وكأنك أمام امرأة ينفر منها الجميع، فهناك من يراها امرأة قوية لذلك يخشاها الرجال ومنهم من يراها عنصرية، إلا أن لويس أليوت، هو شريك حياتها، يظهر في الإعلام تارة كونه مساعدا لها في البرلمان الأوروبى، ونائب رئيس حزبها «الجبهة الوطنية»، ومدير مشروعها السياسى في أوروبا، وتارة أخرة، يختفى رغم توهج نجمها بعد وصولها للجولة النهائية.
وهو من مواليد سبتمبر 1969، في تولوز، ويمكن أن يصبح أول رجل يحمل لقب زوج أول سيدة تحكم فرنسا، لكنها تحوم حولها الشكوك في البرلمان الأوروبى، الذي طالب مؤخرًا برفع الحصانة عن لوبان، بسبب 5 آلاف يورو شهريًا كانت تدفع من مال الاتحاد لوظيفة وهمية، وهى الفضيحة التي كشفها الصحفى في «لوفيجارو»، مارك دى بونى، بالتزامن مع بروز فضيحة فساد المرشح المحافظ فرانسوا فيون، عندما وجه سؤالا في الصحيفة إلى لوبان قائلا: «لماذا يقال إنك دائما تنتظرين فضائح للخصوم حتى تستفيدى ليعلو سهمك في سماء السياسة والانتخابات والآن تصمتين؟».
وأكدت مجلة «لوبوان» الفرنسية، أن أليوت لديه لقب «لوبوانى» نسبة لعائلة لوبان، وهو صاحب فكرة عدم ازدواجية الجنسية الأوروبية، ونقلت عنه قوله «هل يعقل أن يحصل الشخص على جنسية فرنسية وهو يتمتع بجنسية إسبانية مثلا»، متسائلاً: «ماذا لو وقعت حرب بين فرنسا وإسبانيا مع من سيكون ذلك الشخص الذي يحمل الجنسيتين؟»، وحذرت المجلة من أن «آل لوبان» لا يستبعدون نشوب أي حروب مع شركائهم في أوروبا.
وقالت مجلة «جالا» الفرنسية، إن أليوت ابن سياسية فرنسية تدعى «تيراز أليوت» ولكن المجلة كشفت أن والدته أصلها جزائرى وتدعى تيريز سلطان، من مدينة باب الوادى بالعاصمة الجزائرية، وإنها هاجرت وعائلتها إلى فرنسا بعدما تخلوا عن الفكر اليسارى، وانضموا لليمين، إبان الحرب الفرنسية في الجزائر، ما أثر على الوعى السياسى لزوج لوبان منذ صغره. واندمج أليوت في الحياة السياسية الفرنسية، وحصل على دبلومة في العلوم السياسية في جامعة تولوز، ودكتوراه في القانون العام من نفس الجامعة، قبل زواجه من لوبان عام 2009، ولديه طفلان من زواجه الأول، وأوضحت المجلة أنه التقى لوبان لأول مرة في مقر الحزب.
بعد أن انضم للجبهة الوطنية عام 1988، وكان ملتزما جدًا حتى أصبح مسؤول الشباب في الجبهة عام 1991، وفى 1997 شغل أول منصب له رسمى في الحزب كمندوب إقليمى للشباب، في منطقة لانجدروك-روسيون في مونبلييه جنوب وسط فرنسا.
وفى مايو 2001، بعدما ودع جان مارى لوبان الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2002، أصبح لويس أليوت ذا شأن حينما كان مسؤولا بارزا في الحملة رغم خسارة جان مارى لوبان أمام جاك شيراك، وفى 2004 بدأ يتقابل مع مارين وأصبح مساعدا برلمانيا لها، وفى 2005 أصبح أمينا عاما للجبهة، ولكنه غادر منصبه في الجبهة في 2010، بعد ترشح مارين لقيادة الحزب وأصبح مسؤول مشروعها السياسى في الحملة الرئاسية عام 2012 حتى الآن.