نظم المتظاهرون فى ميدان التحرير، الثلاثاء، المسيرة المليونية الثالثة، وشارك فيها العديد من ممثلى القوى السياسية والوطنية، مطالبين بإسقاط النظام وتنحى الرئيس مبارك عن منصبه ورحيله.
وقرر الثوار المعتصمون فى ميدان التحرير أن يجعلوا الثلاثاء من كل أسبوع عيداً للاحتفال بالثورة، التى انطلقت منذ يوم 25 يناير الماضى، وقاموا بتوزيع بيان طالبوا فيه بالحضور يوم الثلاثاء المقبل للاحتفال بعيد الثورة الشعبية.
وظهر فى المسيرة المليونية الإعلامى عمرو أديب، وقال: «لابد أن نضع أيدينا فى أيدى بعض حتى إسقاط النظام والبدء فى حياة كريمة لكل المصريين»، ولكن قام المتظاهرون بطرده من الميدان بسبب قوله فى برنامجه «مباشر مع عمرو أديب»، إن هؤلاء الشباب يتظاهرون من أجل الحصول على وجبة كنتاكى.
وظهرت فى المسيرة المليونية الثالثة، ولأول مرة، الداعية الإسلامية الدكتورة ملكة زرار، وخاطبت المتظاهرين قائلة: «على كل الشباب الذين أطلقوا ثورة 25 العظيمة، أن يعلموا أننا أمام نظام عنيد ولئيم ومكار يحاول إجهاض الثورة، لكى يعود ليفترس لحومنا من جديد، فلابد أن نصمد ونصبر حتى ننتصر».
فى السياق نفسه، قال محمد البلتاجى، أمين عام الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين فى مجلس الشعب السابق، إن الثورة العظيمة التى قام بها شباب مصر لم تحقق أهدافها حتى الآن، وعلينا أن نستكمل المشوار حتى يرحل الرئيس مبارك.
وأكد أن كل المفاوضات التى أجريت مع اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، لم تؤت بثمار حتى هذه اللحظة، ولكن كل التغييرات التى قام بها الرئيس مبارك مضطراً جاءت بفضل ربنا وجهود شباب الثورة المتواجدين فى ميدان التحرير.
وقام المتظاهرون بتنظيم مسيرة شارك فيها العشرات من الأطفال تحت مسمى «فى حب مصر»، طالبوا فيها برحيل النظام أيضاً رافعين لافتات صغيرة مكتوباً عليها «أطفال مصر عايزينك ترحل يا مبارك».
وحضر المئات من محافظة السويس إلى المسيرة المليونية، رافعين «نعش» ملفوفاً بعلم مصر رمزاً للشهداء الذين قتلوا فى الأحداث الماضية، مكتوب عليه، مش هنسيب حقك يا شهيد إلا لما ننتقم من النظام العنيد».
ومن الهتافات الجديدة التى رددها المتظاهرون فى المسيرة المليونية، أمس: «حكومة نظيف غلت السكر غلت الزيت.. لحد ما بعنا عفش البيت.. يا جمال يا أبوفريدة يا اللى سايبها على الحديدة.. هما بياكلوا حمام وفراخ.. واحنا الجوع دوخنا وداخ».
وحرص المتظاهرون على استخدام إذاعة الميدان، أمس الأول، لترديد أسماء شهداء الثورة الذين توفوا أثناء المصادمات مع الشرطة، وأعلنوا أسماء بعض المصابين الذين يقيمون الآن فى المستشفيات متأثرين بجراحهم التى تعرضوا لها أثناء مظاهرات 25 - 28 يناير، وأكد أحد المتظاهرين لـ«المصرى اليوم»، أن الأسبوع الحالى هو أسبوع الصمود، والأسبوع المقبل سيكون أسبوع العند والأسبوع الذى يليه سيكون أسبوع الوداع.
وشاركت جميلة إسماعيل فى التظاهر مع الشباب، مؤكدة أن قرارات الحكومة الأخيرة بعد اجتماع اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس، مع الشباب، ووعدهم بإجراء تغييرات غير مفيدة لعدم تحديد موعد لتنفيذ تلك الوعود، وبالتالى من الممكن أن تتحول إلى وعود فى الهواء.
من جانبهم، حرص بعض ضباط الجيش على الحديث مع المتظاهرين على غرار ما قام به قائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء حسن الروينى قبل أيام، مؤكدين للمتظاهرين أنهم إخوة للجيش ولن يتم الاعتداء عليهم وأنهم سيعملون سوياً على تأمين المنطقة لمنع أى شغب.
فيما قام عدد من الشباب والسيدات بعرض عدد من شكاواهم الشخصية على ضباط الجيش، وقال أحدهم: «كيف يمكننى أن أعيش وراتبى لم يتجاوز 400 جنيه شهرياً وأحصل على 200 جنيه إضافية من عمل آخر لا يوجد منزل فى مصر يمكنه الحياة بهذا المبلغ ولديه أسرة، فى حين أن رئيسى المباشر فى العمل يحصل على 90 ألف جنيه كراتب شهرى».
وقام عدد من شباب المتظاهرين بتكوين ما سمى «رابطة فنانى الثورة»، بالإضافة إلى رابطة للإعلاميين تحت مسمى «الكلمة الحرة»، وتقوم الرابطتان بجمع الأعمال الفنية للثورة من رسومات أو شعر أو قصائد أو قصص تمهيداً لوضعها فى معرض لتأريخها، كما تقوم اللجنة الإعلامية بحصر الفنانين والمثقفين المساندين للثورة وتوثيق مواقف البعض العدائية من الثورة حتى لا يعود أى فرد ويقول إنه كان مع الثورة منذ بدايتها، والإشادة بالآخرين الذين حرصوا على النزول لميدان التحرير والجلوس مع الشباب فى اعتصامهم مثل أحمد حلمى وعمرو واكد وخالد أبوالنجا وشريهان.
من جانبه، طالب المحامى عصام سلطان، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، أحد ممثلى وكلاء حزب الوسط - تحت التأسيس - شباب المتظاهرين فى ميدان التحرير بالثبات على موقفهم وعدم مغادرة الميدان إلى أن يرحل الرئيس حسنى مبارك عن الحكم، وحذر المتظاهرين من الانجراف لنغمة العودة إلى منازلهم حرصاً على مصلحة مصر والمخاطر التى تهددها نتيجة استمرار المظاهرات.