قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المقررة للمملكة ستعزز التعاون بين الولايات المتحدة والدول الإسلامية في سبيل مكافحة التطرف.
وفي تصريحات للصحفيين من واشنطن، الخميس، بعد إعلان الإدارة الأمريكية أن ترامب سيزور الرياض وكذلك إسرائيل هذا الشهر قال الجبير إن فرص نجاح ترامب في التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين جيدة لأنه يتبع نهجا «جديدًا».
وستكون المملكة أول دولة يزورها ترامب في أولى جولاته الخارجية منذ تولي الرئاسة، وتشير الخطوة إلى عزم الإدارة تعزيز العلاقة مع حليف كبير بالشرق الأوسط حيث تقود الولايات المتحدة تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية يسعى أيضا لمواجهة النفوذ الإيراني. والسعودية جزء من هذا التحالف.
ووصف الجبير زيارة ترامب المقررة بأنها تاريخية وقال إنها ستشمل قمة ثنائية واجتماعا مع زعماء خليجيين عرب ولقاء آخر مع زعماء دول عربية وإسلامية.
وقال «إنها رسالة واضحة وقوية بأن الولايات المتحدة لا تحمل أي نوايا سيئة» تجاه العالم العربي والإسلامي. وتابع «كما تضع حدا لتصور أن الولايات المتحدة مناهضة للإسلام ... إنها رسالة واضحة للغاية للعالم بأنه يمكن للولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية تكوين شراكة».
وأضاف «نرى أنها ستؤدي إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب والتطرف وستحدث تغييرا في علاقة الولايات المتحدة بالعالم العربي والإسلامي».
وأشار إلى أن إدارة ترامب اتخذت خطوات لإحراز تقدم في صفقة بيع قنابل موجهة كانت الإدارة السابقة قد علقتها بسبب مخاوف من سقوط قتلى مدنيين في الصراع اليمني، وقال «إنها الآن في مرحلة العمل على إخطار الكونجرس الأمريكي».
وذكرت مصادر على دراية بالمحادثات أنه يُتوقع أن تشمل الصفقة ذخيرة بأكثر من مليار دولار من إنتاج شركة رايثيون وتشمل رؤوسا حربية من طراز (بنتريتور) وقنابل موجهة بالليزر من طراز (بيفواي)، وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية إن الصفقة المقترحة «تخضع لمراجعة بين الوكالات».
وأضاف «نتمنى أن نمضي قدما في المستقبل القريب لكنها لم تتقدم حتى الآن صوب إخطار الكونجرس»، ولم يصدر تعليق فوري عن البيت الأبيض.
وتشكل التحالف بقيادة الرياض في 2015 لمحاربة الحوثيين وقوات موالية للرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح بعد إطلاق صواريخ على السعودية عبر الحدود.
وقال الجبير «إدارة ترامب كما سمعتم من (وزير الدفاع الأمريكي جيمس) ماتيس تريد أن تدعم التحالف في اليمن لأنها تدرك أنه ... صراع يشمل إيران»، وتعهد ترامب أيضا ببذل «كل ما هو ضروري» للتوسط في سبيل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وهو هدف استعصى على رؤساء أمريكيين سابقين.
وقال الجبير إن الدبلوماسية التقليدية فشلت في التوسط من أجل السلام وإن فرص نجاح «نهج جديد» يتبعه ترامب قد تكون كبيرة، وأضاف «أعتقد أنه وفي ضوء تفكيره المبتكر ونهجه غير التقليدي إزاء هذا الصراع فإن احتمال نجاحه كبير للغاية»، وتابع «نحن ملتزمون بفعل كل ما بوسعنا في سبيل تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أساس مبادرة السلام العربية وحل الدولتين».
وأحجم ترامب عن إلزام إدارته بحل الدولتين الذي ظل لفترة طويلة أحد دعائم السياسة الأمريكية، وأثنى الجبير على موقف إدارة ترامب الأكثر صرامة إزاء إيران.
وقال «لا أعتقد أن هذه الإدارة تعنى بالأقوال. أعتقد أن الإدارة اتخذت خطوات ثابتة لتوضيح الأمر أمام إيران بأن سلوكها يجب أن يتغير»