أطلق وزير الثقافة حلمي النمنم، ووزير التنمية المحلية د. هشام الشريف، صباح اليوم الخميس، مبادرة ومشروع التنمية المحلية الثقافية، في جلسة عُقدت في المجلس الأعلى للثقافة، بحضور عدد كبير من المثقفين، يتم وضع ورقة عمل على أساسها وإنشاء لجان عمل.
وقال حلمي النمنم وزير الثقافة إن الوزارة وقعت في 2014 ممثلة في الوزير جابر عصفور حينها، بروتوكولًا مع وزارة التنمية المحلية ممثلة في الوزير عادل لبيب، ورغم الجهد الذي ذهبنا به إلى المحافظات في العام الماضي بمائة معرض للكتاب وفعاليّات الثقافة الجماهيرية، إلا أننا لا نستطيع الوصول إلى عمق كل القرى دون مساعدة وزارة التنمية المحلية بأذرعها المنتشرة بأنحاء الجمهورية.
وقال د. هشام الشريف وزير التنمية المحلية، إنه يلتزم بعقد عمل يهدف إلى الإسراع بإتمام التنمية في كل مكان ولا يمكن أن يتم دون الفكر والثقافة، ونستطيع مع وزارة الثقافة والقطاعات الأخرى الإسراع بالتنمية في محافظات مصر، وقراها، لتحويلها من مستهلكة إلى مكتفية ثم منتجة.
وقال مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن التنمية تبدأ من المشروعات الصغيرة في كل قرية، واقترح إنشاء بنك مسؤول عن كل مجموعة من القرى لتمويل مشروعاتها الصغيرة ويكون بالانتخاب من أهل تلك القرى. فيما أكد المخرج محمد فاضل على سعادته بسماع عبارة مثل أن «الثقافة هي قاطرة التقدم» بعد 4 سنوات من دولة 30 يونيو، بعد ما وصفها بـ«الكارثة» فيما يخص الثقافة، ثورة يناير.
وقال الكاتب محمد سلماوي إن الثقافة لم تكن مطروحة في الأربعين عام الماضي وليس الأربع سنوات فقط، طول حكم الحزب الوطني، مؤكدًا اختلاف الدولة الآن بعد الثورة وتوجهها الجديد والذي علينا أن نستثمره، ودستوره الذي يضم فصلا كاملا عن المكونات الثقافية للمجتمع والحق في الثقافة، ضاربًا مثلًا بمجلس القوى الناعمة في الإمارات المكون من عدّة وزارات، ومقترحًا إضافة ذراعين هما الإعلام والمنظمات المدنية لوزارتي الثقافة والتنمية المحلية لتشكيل مثل هذا المجلس.
وقال الموسيقار حلمي بكر، إنه استقال من عمله بالمجلس الأعلى للثقافة منذ سنوات بسبب التوصيات التي كانت تصدر عن كل اجتماع ومؤتمر دون عملٍ فعلي، مُشيرًا إلى أهمية الثقافة الجماهيرية بالوصول إلى القرى المختلفة، وأنه كان يعمل على مشروع يتعلق بمسارح تلك القصور والفرق الشابة، لكنه فوجئ قريبًا أن كل الوجوه القائمة عليه تغيرت، وهو ما عطّل عمله، مستنكرًا ما يجري الآن في الساحة الغنائية ووجود ما يقرب من 12 مطربا أميين ونصفهم في السجون، والمفردات التي يروجون لها في أغنياتهم.
وقال المخرج عصام السيد، إنه يمكن الرجوع إلى توصيات مؤتمر المثقفين الذي عُقد عقب «30 يونيو» كورقة استرشادية في المبادرة، مؤكدًا أن التعاون لا يجب أن يكون بين الوزارات والمثقفين فقط، ولكن مع الأمن الوطني أيضًا لأنه– كما قال- يمنع الثقافة من باب أنها «وجع دماغ»
وقال الشاعر جمال بخيت إن هذه المبادرة كالضوء الأخير لإنقاذ العقل المصري مما وصل إليه من التخلف وإلا سنصل إلى حال الدول المجاورة، مؤكدًا دور الثقافة والقوى الناعمة في حماية مصر مما حدث في دول مثل سوريا والعراق، مُشيرًا إلى أننا نحتاج تأهيلا ثقافيا حتى في وزارة الثقافة نفسها.
وقال د. مراد وهبة إن المبادرة ذكرت لفظ «نقلة نوعية» وهو جوهر معنى الثورة بإسقاط نسق وإقامة جديد، لذا علينا التفكير في نسق ثقافي مغاير ويكون مضادًا للإخوان المسلمين، تلافيًا لإشكالية الثورتين اللتين قامتا على هدم نظام قديم دون رؤية للنظام الجديد.