اتهم حزب «الخُضر» في ألمانيا المستشارة أنجيلا ميركل بانتهاج سياسة ملتوية تجاه الأزمة في مصر.
ورأت رئيسة حزب الخُضر، كلاوديا روت، أن ميركل أعطت للمصريين «وصايا للثورة» من واقع تجربتها الخاصة في ألمانيا الشرقية إبان التحول من الحكم الشيوعي في أعقاب انهيار سور برلين عام 1989، ولكنها تتهرب من التبرؤ بشكل واضح من الرئيس المصري حسني مبارك، وقالت: «هذه الوصايا عرجاء إذا لم تقل في نفس الوقت إن على مبارك أن يرحل».
كما رأت «روت» أن وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيلله، يبدو فيما يتعلق بالتطورات المأسوية في الشرق الأوسط وكأنه «مُساقٌ»، وأنه من المروّع أن الاتحاد الأوروبي لم يلعب دورًا حقيقيًّا في الأزمة في مصر.
واعتمدت قيادات حزب الخُضر في برلين قرارًا «من أجل التحول الديمقراطي في الدول العربية»، جاء فيه أن التردد الطويل للحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أدى إلى توتر الوضع في مصر وتونس واليمن وغيرها من الدول العربية، وأن «التطور الحالي بمثابة صفعة لسياسة أوروبا الخارجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. الاستبداد لا يوفر استقرارًا».
وطالب «الخُضر» دول الاتحاد الأوروبي بالنظر في اتخاذ إجراءات من قبيل تجميد الحسابات الخارجية لأسرة مبارك.
واتهم الحزب في وقت سابق المستشارة أنجيلا ميركل باتباع «سياسة متأرجحة غير محتملة» تجاه الاضطرابات التي تشهدها مصر حاليًّا.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، يورجن تريتين، في تصريحات لصحيفة «هانوفرشه ألجماينه تسايتونج» الألمانية، الصادرة، الإثنين: «يتعين في هذا الوضع الانتقالي أن يتم دعم الشعب المصري بشكل واضح».
وطالب حكومة بلاده بوقف المساعدات العسكرية إلى مصر الآن كخطوة أولية في تحديد السياسة الألمانية تجاه الأوضاع الراهنة في مصر.
وفي تصريحات لصحيفة «برلينر تسايتونج» الألمانية، الصادرة الإثنين، قال «تريتين»: «يتعين على الحكومة الألمانية أن تقول الآن بوضوح: إننا نريد انتقال سلمي للسلطة في مصر؛ لذلك فإننا نريد أن يتنحى الرئيس مبارك».
ومن ناحية أخرى، رفض «تريتين» مقترحات بسفر مبارك إلى ألمانيا للخضوع لفحوص طبية طويلة الأمد، وهو الأمر الذي يكفل له نوعًا من المنفى لفترة انتقالية.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أوردت مطلع الأسبوع الجاري سيناريو محتملا حلا للأزمة، يفيد بخروج مبارك من السلطة لتلقي رعاية طبية في ألمانيا.
وقال «تريتين» لـ«هانوفرشه ألجماينه تسايتونج»: «يتعين علينا مساعدة الشعب المصري خلال عملية الانتقال إلى الديمقراطية، لكن ليس تقديم مساعدة للهروب.. ينبغي أن يكون ذلك آخر ما ينتظره منا المصريون».
يُذكر أن وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله، رفض، مساء الأحد، التعليق على هذا الأمر، وقال في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني: «لن نشارك كأعضاء في الحكومة الألمانية في تكهنات حول قضية حساسة ومهمة مثل هذه».
وفي المقابل أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، روبرشت بولنتس، عن تأييده لاستقبال مبارك في ألمانيا.
وقال «بولنتس»، في تصريحات لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسياتونج»، الصادرة الإثنين: «لأسباب إنسانية سيكون من البديهي أن نمكن مبارك من تلقي علاج في أحد المستشفيات الألمانية حال الضرورة».
وجاء في تقرير الصحيفة، استنادًا إلى مصادر في التحالف المسيحي، المنتمية إليه ميركل، أن الرئيس المصري بإمكانه أن يقضي فترة نقاهة في ألمانيا عقب خضوعه لفحوص طبية إذا رغب في ذلك.
ومن ناحية أخرى، قال «بولنتس»: «يتعين على المصريين أن يحددوا بأنفسهم المستقبل الذي يريدونه».
وذكر «بولنتس»، المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل، أن الاتحاد الأوروبي يمكنه المساعدة في عملية الانتقال إلى الديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان، إلا أنه أكد ضرورة أن يحدد المصريون بأنفسهم وليس جهة أخرى الطريق الذي يريدون السير فيه.
وكان وزير الخارجية، فيسترفيله، أدلى بتصريحات مشابهة في القناة الثانية في التليفزيون الألماني، حيث قال: «الشعب المصري هو الذي سيحدد من سيحكم مصر.. إذا كان التاريخ لصالحنا فإننا سنكون شاهدين على عولمة التنوير»، ورأى «فيسترفيلله» أن الديمقراطية لا بد أن تنتصر وليس «المتطرفون».