أكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الإثنين، تضامنه مع الحركة الاحتجاجية في مصر، التي «ستغير وجه المنطقة»، معتبرًا أن الولايات المتحدة تحاول «تحسين صورتها البشعة» عبر «احتواء الثورة المصرية».
وقال نصرالله، في كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة ضمن مهرجان، دعت إليه أحزاب وطنية ويسارية وإسلامية دعمًا لعروبة مصر وتعزيزًا لنهج المقاومة، متوجهًا إلى شباب مصر بحديثه: «يشهد الله أني أتلهف لو أستطيع أن أكون معكم لأقدم دمي وروحي من أجل هذه الأهداف الشريفة للثورة».
وأضاف، وسط تصفيق المئات من المناصرين والقيادات، الذين تجمعوا في صالة مقفلة في حديقة الغبيري جنوب بيروت: «باسم حزب الله وفصائل المقاومة والتيارات السياسية الوطنية اللبنانية والمحتشدين في مهرجان اليوم، نضع كل إمكاناتنا بتصرف شعب مصر وشبابها، وكلنا دعاء وأمل أن ينصركم الله».
ووصف نصرالله ما يجري في مصر بأنه «مفصل من أهم مفاصل هذه الأمة والمنطقة»، مضيفًا: «حركتكم ستغير وجه منطقتنا لمصلحة شعوبها كافة خاصة في فلسطين».
وأوضح: «لطالما قيل إن مصر أم الدنيا، وأنتم شعبها العظيم الذي يستطيع بإرادته وإيمانه وصلابته أن يغير وجه الدنيا».
وتقدم نصرالله بالاعتذار لشعبي تونس ومصر على التأخير في تنظيم مهرجان التضامن، مبررًا ذلك بحماية «الثورة الكاملة» من الاتهامات.
وقال إنه لو عقد المهرجان من قبل سيقال «إن المعتصمين في ميدان التحرير والمتظاهرين في مدن مصر العديدة تحركهم خلايا تابعة لحزب الله أو لحماس أو للحرس الثوري الإيراني، وسيتحول هذا التحرك الوطني الأصيل الحقيقي إلى متهم بخدمة أجندة خارجية».
وحمل الأمين العام لحزب الله على الموقف الاميركي من الحركة الاحتجاجية.
ورأى نصرالله أن أسوأ التهم القول بأن هذه الثورة صنيعة الولايات المتحدة، مضيفًا: «من يصدق أن أمريكا تعمدت إسقاط نظام يؤدي لها كل ما تريد من خدمات ويعمل في خدمة مصالحها ومشروعها في المنطقة؟».
وقال: «الأمريكيون يحاولون ركوب الموجة واستيعاب الثورة واحتواءها وتحسين صورتهم البشعة في عالمنا العربي والإسلامي».
وعن الموقف الاسرائيلي، قال: «انظروا إلى ما أحدثه 14 يومًا من تحرك الشعب المصري والشباب المصري السلمي.. هناك هلع إسرائيلي حقيقي ودعوات إلى المراجعة الاستراتيجية».
مشيرًا إلى أن إسرائيل تتحدث عن خسارتها آخر حليف استراتيجي قوي في المنطقة وتندب حظها.
وقال: «هناك نظام تريد إسرائيل، بالإجماع وتضغط على دوائر القرار السياسي في العالم، من أجل حمايته والدفاع عنه..».
وتوجه إلى «المرجعيات الدينية في كل العالم الإسلامي والعربي والأحرار في العالم»، قائلا: «في أي جبهة يجب أن تقفوا؟.. في جبهة إسرائيل أم في جبهة الشعب المصري، الذي يريد إسقاط هذا النظام؟».
وتابع: «أقول لعلماء الدين والمشايخ والمتدينين.. غدًا سيسألنا الله تعالى عن هذا الموقف وسيكون الحساب عسيرًا جدًّا».