قال الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الشعب المصرى «لا يريد القصاص من النظام ولكن يريد التخلص من حالة القمع التى يمارسها النظام منذ 30 عاما»، مضيفاً أن حصوله على قلادة النيل جاء نتيجة «أعماله الجليلة للوطن»، متسائلاً: «فكيف يصوروننى الآن على أننى خائن؟».
وأضاف البرادعى، فى حواره مع الإعلامى يسرى فودة، على قناة أون تى فى، مساء الأحد، أن الترويج لحالة الفراغ الدستورى فى حال عدم وجود مبارك «أمر غير سليم»، مشيرا إلى أن التغيير سيتم بأيدى المصريين أيا كان موقف الإدارة الأمريكية.
وأكد البرادعى أن اللواء السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية لم يتصل به حتى الآن، ودعا لوجود وزارة وطنيه لتيسير الأعمال والانتقال السلمى للإعداد للانتخابات، مضيفاً أن الحصول على موافقة الغرب على الرئيس فى مصر إهانة كبيرة، وأن الرئيس مبارك كرمنى ومنحنى قلادة النيل ولكننى أتكلم عن رئيس دولة أختلف مع سياساته.
ورأى البرادعى أن النظام فقد شرعيته ومصداقيته، وأنه «نظام فرعونى»، مبنى على شخص واحد، مضيفاً أن الشباب يرى أن «الخروج الآمن للرئيس مبارك سيحل الكثير من مشاكل مصر، لأن عليه مسؤولية سياسية وعليه أن يغادر بأسلوب كريم».
وأشار البرادعى إلى أن مبارك رئيس جمهورية مصر وعليه أن يخرج بأسلوب لائق وكريم يحفظ كرامته، معتبراًَ أن عليه حل الأزمة بالتقاعد «لأن النظام يتآكل ويتبخر خاصة بعد أن استقال كبار قيادات الحزب الوطنى، وتقديم كثير من الوزراء للمحاكمة».
وفيما يخص الموقف الأمريكى من الثورة الشعبية، قال البرادعى إن الموقف الأمريكى تأرجح خلال الأيام الماضية ويجب ألا نعول عليه كثيرا، فالتغيير سيحدث بأيدى الشعب المصرى، وإن كان الموقف الأمريكى أحد أسباب تسارع الأحداث.
وأكد البرادعى أن أكثر ما تخشاه الولايات المتحدة والدول الغربية، هو استقلال الدول العربية وليس الأصولية الإسلامية كما يرددون، فإسرائيل والغرب يخشون من أن تتحول مصر إلى دولة ديمقراطية.
وتابع: لا أعتقد أن الإخوان المسلمين سيصعدون للحكم، فهم ذكروا لى أنهم لن يرشحوا أحداً للرئاسة ولن ينافسوا على أكثر من 30% من مقاعد مجلس الشعب، فالإخوان ليسوا أكثرية فى هذا الشعب.
وعبر البرادعى عن دهشته من طريقة تعامل الإعلام المصرى معه، قائلا: «فى عام 2006 عندما حصلت على قلادة النيل، لما قدمته من جليل الأعمال للوطن بحسب ما جاء فى خطاب التكريم، وفى عام 2009 عندما قلت لا أود ألا أرى بلدى فى الوضع الذى هو فيه هاجمنى الإعلام المصرى واتهمنى بالعمالة لإيران وأمريكا وبأنى ضد الإسلام.. وأؤكد أننى لم أتحالف مع الإخوان فإننى أقف على المسافة نفسها مع جميع القوى السياسية».
وأشار البرادعى إلى أنه يجب ألا يكون التغيير من المؤسسة العسكرية، بل يجب أن تكون هناك مشاركة مدنية ومشاركة من الشعب المصرى، واقترح البرادعى أن يكون هناك مجلس رئاسة من 3 شخصيات أحدهم مدنى وآخر يمثل المؤسسة العسكرية، ووزارة تصريف أعمال من شخصيات محايدة، على أن تنتقل البلاد خلال عام عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية، وأن يتم إعلان دستور مؤقت يضمن الحرية والديمقراطية.
كما أبدى البرادعى، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، رغبته فى عدم السماح بإجراء انتخابات برلمانية فى مصر قبل مرور عام من الآن، مضيفاً، فى لقاء أجرته معه شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية، أمس الأول، أنه من الضرورى أن تمر مرحلة انتقالية فى مصر مدتها عام تحت قيادة «حكومة انتقالية معبرة عن وحدة وطنية» لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وأكد البرادعى أن إشراف نظام الحكم الحالى على انتخابات تجرى خلال الأشهر المقبلة لن يفرز إلا «ديمقراطية مزيفة»، مطالباً بتكوين مجلس رئاسى من ثلاثة أعضاء، مشيرا إلى أن مثل هذا المجلس يمكن أن يتشكل من عضوين مدنيين إلى جانب نائب الرئيس عمر سليمان أو أى ممثل آخر للحكم الحالى.
وذكر البرادعى أن الدستور الحالى يجب إلغاؤه كما يجب حل البرلمان القائم، معتبرا أن «جميع هذه المؤسسات القائمة هى آليات الحكم الديكتاتورى الموجود حاليا، ولا أعتقد أننا يمكن أن نحول الدستور الديكتاتورى الحالى إلى ديمقراطية حقيقية».