x

«شومان» من ماليزيا: حالة الانقسام داخل بعض الدول أفقدتها الأمن والاستقرار

الثلاثاء 02-05-2017 16:21 | كتب: أحمد البحيري |
الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر - صورة أرشيفية الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

شدد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، الثلاثاء، على ضرورة أن يعتبر شباب الأمة الإسلامية ما حدث ويحدث في بعض الدول الإسلامية التي فقدت الاستقرار والأمان نتيجة انقسام بعض الشعوب على نفسها والوصول إلى الاقتتال فيما بينهم.

وقال «شومان»، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب إلقاء كلمته الافتتاحية بالمؤتمر العالمي للوسطية والذي يعقد بماليزيا، إن حالة الانقسام التي شهدتها تلك الدول لم ينتج عنها أي خير، بل تحولت إلى أسوأ مما كانت عليه ففقدت الأمن وفقدت معه كل شيء.

وأوضح أن أعداء الأمة قاموا باستغلال الشباب من خلال توجيه فكرهم نحو المشاكل الداخلية على أنها خلاف مع نظام الحكم ومحاولة توجيه تلك الأفكار الخلافية على أنها خلاف ديني وإصلاحه واجب ديني أيضًا من أجل زعزعة استقرار الدول وزوال أمنها وسقوط أنظمتها ليسهل لهم القضاء والانقضاض عليها، مشددًا على ضرورة أخذ العبرة من الدول التي خرجت منها الجماعات المسلحة على حكامها، متسائلاً: «هل حلت مشاكلهم ؟! بل تراجعت هذه البلاد ودمرت مبانيها وتم تهجير أبنائها»، مؤكدًا أن علماء الأمة عليهم واجب كبير في تحذير الشباب وحمايتهم من هذه الأفكار.

وعن وحدة الأمة الإسلامية وكيفية تحقيقها، أشار إلى أنه تحدث في هذا الموضوع منذ ما يقرب من عام في المؤتمر الذي عقدته رابطة خريجي الأزهر بماليزيا، و«قد أكدت خلاله أن ديننا دين السلام لا يحمل عداءً لأحد، وإنما أمرنا بالدفاع عن أنفسنا ورد الاعتداء، وأن هذه الوحدة هي الضمانة لتحقيق التعايش السلمي ونبذ التطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله»، موضحًا أنه من الممكن تحقيق الوحدة اليوم وفقًا لما يناسب الزمان والمكان بأن تكون وحدة فكرية ويراد بها الاتفاق على معايير ومنطلقات محددة تضبط حركة الفكر الإسلامي ليبني خطابًا غير متنافر ولا متضارب ينطلق من ثوابت الدين مستفيدًا من تراثنا ومناسبًا لزماننا، وهذا يقتضي تبني مناهج تعليمية متوازنة تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتراعي التفاوت الثقافي بين الدول والشعوب، مع تبادل الخبرات بين المؤسسات التعليمية والدعوية والثقافية في الدول الإسلامية.

ودعا وكيل الأزهر إلى ضرورة تحقيق وحدة اقتصادية بين دول العالم الإسلامي، قائلاً: «هذه الوحدة لا تعني بالضرورة انتقال ثروات الدول الإسلامية الغنية إلى الدول الفقيرة، ولكنها تعني إقامة الأسواق المشتركة التي تحقق التكامل بين الدول الإسلامية وتغني إلى حد كبير عن الاعتماد على الأسواق الأوروبية والغربية التي تتأثر بالاختلافات السياسية وتستخدم في كثير من الأحيان للتأثير على قرارات وتوجهات الدول الإسلامية وأن يكون هناك استثمار إسلامي مشترك من الدول الغنية في البلاد الفقيرة لتعم المنفعة على الجميع، أما الوحدة العسكرية وتحقيق التكامل العسكري بين الدول الإسلامية فهو أمر في غاية الأهمية، وليس بالضرورة أن يكون للمسلمين جيش واحد وقيادة واحدة، ولكن توقيع اتفاقات بين الدول الإسلامية للدفاع المشترك ضد أي اعتداء يقع على أي دولة إسلامية، ولا مانع من تكوين تحالف على غرار حلف الناتو مثلًا تشارك فيه جميع الدول الإسلامية وتحدد اتفاقياته كيفية تعامله وتدخله عند حدوث الأزمات دون تعقيدات ومفاوضات قد لا يحتملها الوقت عند حدوث الأزمة».

وتابع: «إننا اليوم في حاجة ماسة إلى إزالة كل أسباب الاحتقان بين مكونات وأنسجة الشعوب في دولنا الإسلامية لنتوحد جميعًا ضد هجمات ومؤامرات تحاك لبلادنا وتسعى لإيقاع الفتن بيننا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية