قال جيرالد فيرستاين، السفير الأمريكي السابق في اليمن ومدير وحدة الشؤون الخليجية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، إنه من المستبعد أن تقوم إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في الأجل الحالي على الأقل بنقل سفارتها إلى القدس لـ«إدراكها أن ذلك سيضر بشده عملية السلام».
وأضاف فيرستاين، في تصريحات للوفد الصحفي المصاحب لبعثة طرق الأبواب في واشنطن، أن السياسات الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط لم تتبلور بعد، وهناك اتصالات بين الإدارة الجديدة وعواصم المنطقة بما فيها مصر، وزيارات متابعة من وزير الدفاع ومسؤولين أمريكيين بهدف وضع أسس السياسة الجديدة للإدارة للتعامل في المنطقة.
واعتبر أن أبرز الملفات التي تهم الولايات المتحدة هي الإرهاب وإيران والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما كشف أن هناك توقعات بأن تتواجد قوات أمريكية في سوريا لضرب داعش، لدعم الجهود التي يقوم بها التحالف الدولي حاليا ضد الجماعات الإرهابية في كل من سوريا والعراق.
واشار إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع أطراف أخرى على إفساح المجال لإعادة توطين اللاجئين في المناطق، التي كانوا قد فروا منها بسبب الإرهاب والممارسات التي يقوم بها نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
وأوضح أنه يجرى حاليا العمل على بناء نمط جديد للعلاقة الأمريكية الروسية، بما يجعل بالإمكان الاتفاق على حد أدنى من المهام في المنطقة، وتفادي الخلاف الشديد بينهما وبصفة خاصة حول الملف الإيراني.
وقال السفير إن زيارات المسؤولين الأمريكيين التي تمت لدول الخليج مؤخرا، ناقشت معهم تطوير وتقوية دفاعاتهم «من أجل لجم أنشطة إيران في المنطقة، والوقوف ضد توسيع نفوذها في لبنان وسوريا والعراق واليمن».
وأشار أيضا إلى أن الكونجرس والإدارة لازالا يواصلان بناء استراتيجية جديدة للتعامل ضد إيران.
كما أعرب عن اعتقاده أن الجهود ستتواصل في الفترة المقبلة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، معتبرا أن المبادرة العربية للسلام مازالت على مائدة التفاوض، كما أن ملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي كان في قلب مقابلات ترامب مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وملك الأردن، عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس «بل إن ترامب سيزور الرياض ربما خلال شهر رمضان المقبل وبعدها إسرائيل لهذا الغرض».
وقال إن هناك فرقا واضحا بين علاقات إدارة ترامب بالقاهرة وإدارة اوباما حيث نشهد الآن مزيدا من التعاون في المجال الأمني، ودعما أكثر لجهود مصر في مكافحة الإرهاب في سيناء وإمداد الجيش المصري بالمعدات اللازمة، وهناك حوار مختلف حول كيفية تحقيق الاستقرار في ليبيا مع إهمية ذلك جدا لمصر واستقرارها.
واشار إلى أن «الكونجرس قد يختلف مع الإدارة في بعض الأمور بالنسبة لمصر، كما أنه يرى بعض السلبيات في مجال حقوق الانسان والمجتمع المدني، لكن بصفة عامة هناك اتفاق على أهمية تعزيز قدرات مصر ونظامها الأمني».
في الوقت نفسه، قال إن «منطقة البحر الأحمر غير مستقرة، لأنها محور مهم لتجارة السلع والخدمات العالمية والتي تمر عبر قناة السويس، مما ترتب عليه سعى قوى دولية للتواجد بقوات عسكرية في جيبوتي منها الولايات المتحدة».
وألمح إلى أن امريكا قد لا تكتفى بذلك وتبحث عن تسهيلات عسكرية في دول أخرى مثل أرض الصومال وأوغندا واليمن.
وشدد على أهمية مشاركة المعلومات والتعاون الأمني وتجفيف المنابع المالية والفكرية للجماعات الإرهابية، للسيطرة على احتمالات انتقال الإرهابيين من مناطق الصراع الحالية إلى دول أخرى.
وكشف أن الإدارة الامريكية تقوم بحوار مكثف مع الدوحة من فترة وتناقش مع قطر ما يجرى في سوريا، كما تناقش أيضا ذلك مع قادة تركيا، بهدف وقف أي دعم للإرهابيين.
وحول ليبيا، قال إن الموقف الامريكي تغير في الأشهر الأخيرة وأصبح هناك تركيز على العمل المشترك، الذي يضم كافة المجموعات والدول المؤثرة مثل مصر والإمارات لإيجاد مخرج من الأزمة هناك وبما يساعد على سد منافذ لجوء إرهابيين جدد إليها أو اتساع نطاق الهجرات منها.
وعن اليمن، قال إن هناك عدة سيناريوهات لحل الأزمة، قد يكون إحداها العودة مرة أخرى إلى ما قبل الوحدة أو تخفيف المركزية، بما يسمح للمناطق والجماعات المختلفة بقدر أوسع من الحرية في إدارة شؤونها.
ولفت إلى أنه يوجد جدل شديد داخل الولايات المتحدة الأمريكية حول تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، إلا أن هناك إشكالية تتعلق باختلاف وضع الإخوان في البلاد المختلفة، فهم في تونس غير وضعهم في اليمن وكذلك في الأردن، ولا يزال هناك خيارات ما بين اعتبار التنظيم العالمي للاخوان كيانًا إرهابيًا أو اعتبار أي جزء من جماعة الإخوان يدعم المجموعات الإرهابية إرهابيًا.
واعتبر أنه أمر ايجابي أن تزيد العلاقات بين مصر والسعودي قوة ومن شأن التعاون أو التحالف الثلاثي بين مصر وأمريكا والسعودية تسريع عملية مواجهة إيران وإيجاد حماية مستقرة لدول الخليج، وحل مشكلة اليمن.
وقال إن مايسمى بـ«صفقة القرن» قد تتشكل من مكونات مختلفة تشمل حماية الخليج وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وكبح إيران، وهناك حوارات دائرة بين الأطراف كافة لبلورة حل يقود إلى إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والدول العربية، غير أنه يجب أن نعرف أن الصراع الذي استمر لأكثر من نصف قرن لايمكن حله في يام أو أشهر معدودة.