اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية ، في تقرير لها حول أول مائة يوم من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتوليه مهام منصبه ، أن أعلى منصب في البيت الأبيض أعيد تشكيله بالفعل على يد ترامب الذي تغير كثيرا أيضا منذ توليه مهام منصبه.
وقالت الصحيفة : إن ترامب استطاع إعادة تشكيل مفهوم الرئاسة الأمريكية منذ بدء مواجهته وصدامه مع القيود الشائعة في البيت الأبيض عبر تجاهله للبروتوكولات المتعارف عليها ليعيد تشكيل البيت الأبيض على طريقته الخاصة.
وأشارت في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني اليوم الأحد إلى أنه وفقا لمستشاري الرئيس الأمريكي ولمحللين أيضا فإن ترامب أعاد تشكيل الرئاسة الأمريكية ولكن منصب الرئيس غير أيضا الكثير في دونالد ترامب نفسه.
وفي الوقت الذي تقيم فيه واشنطن مرحلة المائة يوم الأولى لرئاسة ترامب ، فإن الشيء الوحيد الذي يبدو أن الجميع يتفقون عليه هو أن هذه المرحلة بمثابة تحول تام لجميع الثوابت المتعارف عليها داخل البيت الأبيض في إشارة إلى تصريحات وأفعال ترامب التي دفعت عدد من المؤرخين الرئاسيين والمهنيين محنكين داخل البيت الأبيض لاستخدام عبارة "للمرة الأولى" بكثرة.
واستشهدت الصحيفة بأن ترامب عمل على تعزيز الأوامر التنفيذية لتعويض عدم القدرة على تمرير التشريعات الرئيسية الضخمة وجعلها أكثر استقلالا على خلاف سلفه باراك أوباما ، كما أنه كان أكثر عدوانية من أي رئيس آخر في استخدام سلطته للقضاء عن إرث سابقه ولا سيما في قطاع التجارة وتنظيم الأعمال والبيئة.
ونقلت (نيويورك تايمز) عن جانيت مولينز جريسوم أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية في عهد جورج بوش قولها : "إن أول 100 يوم في حكم ترامب هي انعكاس لمدى تغير الرئاسة"..مضيفة :"إن أكبر فارق بين الرئيس ترامب وسلفيه هو أنه أول رئيس في حياتي السياسية يأتي إلى المكتب دون أن يعطي أية أهمية خاصة لنجاحه الانتخابي ، وبالتالي فهو محصن من الضغوط السياسية المعتادة".
ووفقا للتقرير فبينما يسيطر القلق على عدد من كبار المسؤولين في واشنطن إزاء انحرافات ترامب عن المعايير المتعارف عليها يرى أنصاره في شخصيته الرئيس الذي سيقاتل من أجلهم دون أي قيود.
وقد اكتشف ترامب ، بحسب الصحيفة ، مدى تعقيد بعض القضايا مثل قانون الرعاية الصحية وملف أسلحة كوريا الشمالية وذلك بعد إطلاعه على المزيد من جوانب هذه القضايا المهمة بعد توليه مهام منصبه فعليا وهو ما جعله يتراجع عن بعض وعوده الانتخابية الأكثر جذرية حيال هذه القضايا.
واعتبرت (نيويورك تايمز) أن ترامب أظهر بعض الإشارات على تعلمه أشياء هامة عن وظيفته الجديدة أبرزها تراجعه عن تعهدات خطيرة مثل إلغاء الاتفاق النووي مع إيران واتهام الصين بالتلاعب بالعملة.
ومن جانبه .. قال إتش.دبليو براندز الأستاذ بجامعة تكساس والذي كتب السير الذاتية لعدد من الرؤساء على رأسهم رونالد ريجان وروزفيلت : "إننى أكثر ميلا إلى القول أن الرئاسة غيرت ترامب أكثر من أن ترامب غير الرئاسة" ..مضيفا "لقد غير آراءه أو اعتدل فيها على الأقل وذلك في معظم المواقف التي كان متشددا بها إبان فترة ترشحه لمنصب الرئيس".