x

«المصرى اليوم» تكشف ارتفاع حجم مبيعات «بوابات التأمين الإلكترونية» بعد تفجيرات «أحد الشعانين»

السبت 29-04-2017 22:57 | كتب: محمود الحبشي |
أحد مديرى الأمن أثناء تفقده إحدى البوابات أحد مديرى الأمن أثناء تفقده إحدى البوابات تصوير : اخبار

كشفت كاميرات المراقبة بكنيسة مارى مرقص التي شهدت الحادث الإرهابى الأخير بالإسكندرية عن تدخل مدير أمن الإسكندرية، اللواء مصطفى النمر، في إجراءات التأمين قبل التفجير مباشرة، وتكليفه لأفراد الأمن بنقل البوابة الإلكترونية المتخصصة في الكشف عن المواد المعدنية من داخل الكنيسة إلى خارجها، وذلك خلال جولة تفقدية للخدمات الأمنية، ما أنقذ رواد الكنيسة من كارثة محققة.

ثلاثة حوادث استهدفت الكنائس منذ ديسمبر الماضى، بدأت بتفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، والذى أسفر عن مقتل 29 شخصًا وإصابة 31 آخرين. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مسؤوليته عن التفجير، وكشف تنفيذ العملية عن طريق انتحارى يرتدى حزامًا ناسفًا. وأوضحت كاميرات المراقبة مرور منفذ التفجير بسهولة من البوابات الإلكترونية دون تفتيش.

تفتيش طلاب فى مدخل جامعة الأزهر

التفجيران الآخران استهدفا بشكل متزامن كنيستى مارى جرجس بطنطا، والكنيسة المرقسية بالإسكندرية خلال قداس «أحد السعف»، ما أسفر عن استشهاد 45 شخصًا وإصابة 126 آخرين، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته كذلك عن التفجير.

في كنيسة مارى جرجس بطنطا كانت البوابات الإلكترونية الخاصة بالكشف عن المعادن والمتفجرات مُعطلة، ما سهل مرور الانتحارى بالقنبلة عبر بوابات التأمين، على عكس كنيسة مارى مرقس بالإسكندرية، إذ كشفت كاميرات المراقبة أن الانتحارى خضع لتفتيش أمنى ولم يدخل من البوابات الإلكترونية، ما أدى لوقوع الانفجار أمام البوابة الخارجية.

وقرر الرئيس عبدالفتاح السيسى إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور، على خلفية التفجيرين الآخرين، وشهدت محطات المترو والقطارات والمنشآت الحكومية كثافة عددية من قوات الأمن، وتشديدات أمنية في التفتيش تعتمد بشكل رئيسى على البوابات الإلكترونية للكشف عن المعادن.

تنتشر البوابات الإلكترونية في مداخل المنشآت والمصالح الحكومية ومحطات المترو والقطارات، وتعمل عن طريق أشعة إكس المعروفة بـ backscatter X-rays والتى تكشف الأشياء التي قد يخفيها الشخص أسفل ملابسه، مثل المتفجرات والأسلحة وأى مواد معدنية.

تعمل البوابات الأمنية عن طريق الأشعة التي ترتطم بالأجسام المعدنية الموجودة في جسم الإنسان وتحددها، فتُصدر البوابة صوت تحذير يقوم على إثره فرد الأمن المسؤول عن البوابة بتفتيشه بشكل دقيق. ويحدد فرد الأمن مصدر الإنذار من خلال شريطين يتخللهما عدد من اللمبات الحمراء الصغيرة، والتى تشير إلى المنطقة التي اكتشف الجهاز المعدن بها، فمثلاً لو كان الشخص يضع نقودا معدنية في جيبه تصدر الأنوار الحمراء على منطقة المنتصف فيعرف من خلالها فرد الأمن أن هذه المنطقة يوجد بها شىء معدنى، وتمتلك هذه البوابات كثافة يتم ضبطها على وضع معين عن طريق الفنى المتخصص بحيث يتم الكشف عن المواد المعدنية الكبيرة والتى يُشتبه بها.

وتوجد 4 أنواع منتشرة في مصر من بوابات الكشف عن المعادن منها الأمريكية والأوروبية والكورية والصينية، وتعد شركتا «آى بى سى» و«هاى تك نور»، أكبر الشركات المستوردة لهذه البوابات. وقال المهندس محمد عبدالمنعم، الخبير المتخصص في الشؤون الأمنية، إن أفضل الأنواع المستخدمة أمريكية الصنع، لقدرتها العالية على الكشف، وتليها الأنواع الأوروبية في المرتبة الثانية، ويأتى بعدهما الكورى والصينى، وقال إن الهيئات الحكومية تستخدم النوع الثانى من البوابات وهو النوع الأوروبى. وأكد عبدالمنعم أن من السهل المرور بأى مواد معدنية من خلال البوابات الأوروبية، لكنه من المستحيل أن تمر بأى مواد معدنية من خلال البوابات الأمريكية دون إطلاق الإنذار.

وأشار الخبير الأمنى إلى أن هناك بعض الخدع التي يمكن من خلالها تجنب إطلاق صافرة الإنذار في البوابات الأوروبية والكورية والصينية، منها تغليف المواد المعدنية بطبقة من المطاط أو الكاوتشوك. وقال إنه من الممكن أن تكون البوابة الأمنية التي كانت موجودة أمام كنيسة مارى مرقس بالإسكندرية هي السبب وراء التفجير، معللاً هذا الافتراض بأن الانتحارى كان يستطيع أن يهرول داخل الكنيسة ويفجر نفسه مع أكبر قدر من الخسائر، لكن البوابة الأمنية هي السبب في تفجره لأنها تصدر موجات ارتدادية ترتد على القنابل والمتفجرات فتفجرها. وحذر من استخدام هواتف المحمول في المناطق التي يشتبه في وجود مواد متفجرة بها، لأنها قد تكون وسيلة تفجيرها عن الطريق الموجات الصادرة عنها.

المواصفات العامة للبوابات الإلكترونية

من جانبها، أكدت حنان نجيب، المهندسة بشركة «واى تك» لأنظمة الاتصالات والأنظمة الأمنية، أن مخازن الشركة أصبحت فارغة تماماً من البوابات الإلكترونية، «مفيش ولا بوابة في المخزن ولأول مرة الطلب عليها يكون بالشكل الهستيرى ده». وقالت إنه خلال الفترة الأخيرة وبعد تفجير كنيستى مارى جرجس ومارى مرقس، زاد الطلب على البوابات من قبل مسؤولى الكنائس. وأشارت إلى أن الكنائس استخدمت أقل أنواع البوابات كفاءة وأقلها كشفاً عن المعادن وهى البوابات الصينية. وعللت ذلك بقولها: «المسؤول لما يعرف إن البوابة سعرها غالٍ بيصرف نظر عن الشراء أو بيضطر يشترى أرخص الأنواع وهو الصينى»، وأشارت إلى أن حجم تجارة واستيراد البوابات منخفض مقارنة بكاميرات المراقبة والأنظمة الأمنية الأخرى.

وتتراوح أسعار البوابات الأمريكية والأوروبية، وهى أعلى الأنواع كفاءة، بين 38 و58 ألف جنيه للبوابة الواحدة، على حد قول مسؤول المبيعات في إحدى شركات التأمين. أما البوابات الكورية فتتراوح أسعارها بين 21 و28 ألف جنيه. ويوجد 3 فئات من البوابات الصينية، الأولى والثانية يتم تصديرهما للدول المتقدمة ويصل سعر البوابة منها إلى نحو 48 ألف جنيه، أما عن الدرجة الثالثة فهى الأقل جودة وكفاءة، وتستخدم في مصر ولا يزيد سعرها على 20 ألف جنيه، لذلك هي أكثر انتشارًا.

وأكدت المهندسة حنان نجيب أن تجارة البوابات شهدت رواجًا كبيرًا بعد انفجار كنيستى مارى جرجس ومارى مرقس، فأصبحت الشركة تبيع أكثر من أربع بوابات يومياً حتى نفد مخزونها. وقالت إن نسبة البيع الطبيعية كانت بمعدل بوابة أو بوابتين في الشهر، وأشارت إلى أن بعض الشركات استغلت حادث التفجير الأخير وزيادة الطلب، لترفع سعر البوابات إلى الضعف، وأضافت: «حاليًا لو طلب أي شخص بوابة إلكترونية مش هيستلمها قبل عشرة أيام».

وقال 6 مندوبين مبيعات بتلك الشركات لـ«المصرى اليوم» إن حجم مبيعات الشركات التي يعملون بها تضاعف 4 مرات بعد تفجير كنيستى مارجرجس ومارمرقس، وأكدوا أن المخازن أصبحت خاوية وينتظرون استيراد كميات كبيرة خلال الفترة المقبلة. وأشاروا إلى أن أسعار البوابات ارتفعت مع الإقبال الشديد على الشراء.

وقال أحد أفراد الأمن المسؤولين عن أجهزة الكشف عن المعادن في مترو الأنفاق، طلب عدم ذكر اسمه، إنه لم يتلق أي تدريبات على كيفية عمل البوابات الإلكترونية. وأشار إلى أن الشىء الوحيد الذي تعرفوا عليه من متخصصين كان كيفية التعرف على المواد المعدنية داخل الحقائب عن طريق أجهزة الكشف عن الحقائب: «أول لما اشتغلنا جالنا فنى من الشركة شرحلنا إزاى نتعرف على المعادن اللى الموجودة في الشنط، وإحنا بعدها علمنا بعض».

«لا يتلقون أي تدريبات على العمل على تلك البوابات»، هذا ما قاله مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، مشيرا إلى أن الأمر لا يحتاج إلى تدريب ولكنه يحتاج إلى يقظة وعدم التهاون في العمل.

وذكر خبير أمنى- رفض ذكر اسمه- أن الأزمة تكمن في العنصر البشرى وليس في الآلة، مؤكدا أن ما فعله الضابط الشهيد أمام الكنيسة المرقسية في الإسكندرية من تصديه وإصراره على مرور المتهم من البوابة، هو ما كان يجب أن يفعله الضابط في كنيسة مارجرجس بطنطا.

على مدار اليوم تُصدر البوابات الإلكترونية صوت الإنذار خلال مرور حقائب الركاب، دون أن يقابل ذلك بأى تحرك من أفراد الأمن أو مسؤولى المترو، واستطاع محرر «المصرى اليوم» المرور من بوابات محطة الشهداء بحقيبته التي كانت تتضمن أجهزة إلكترونية ومعادن بسهولة ودون تفتيش. كما مر من بوابات محطة قطارات مصر كذلك دون أن يستوقفه أحد.

وأوضح أحد القيادات الأمنية المسؤولة عن تأمين إحدى محطات المترو، طلب عدم ذكر اسمه، أنه من الصعب تفتيش كل مواطن حتى لا يحدث تكدس على بوابات المترو، وقال: «أنا مش هقعد أفتش كل واحد دى بترجع لنظرة فرد الأمن لو شك في أي شخص يفتشه». وأشار إلى إجراءات قانون الطوارئ مؤكدًا على صعوبة تطبيقه داخل المترو، وأوضح أن هناك ضعفا كبيرا جداً في الإمكانيات المتاحة، فقال «مينفعش تحاسبنى وأنا معنديش إمكانيات، إدينى إمكانيات وبعدين تعال حاسبنى».

على الجانب الآخر يواجه المواطنون إجراءات أمنية مشددة على مداخل المولات والمحال الكبرى، تصل إلى حد التفتيش الذاتى، وتستخدم المولات الكبيرة مثل مول العرب ومول مصر بوابات إلكترونية أمريكية الصنع، وهى الأغلى والأعلى كفاءة في الكشف عن المواد المعدنية. وقال أحمد عبدالله، أحد المترددين على المولات، إن التفتيش على المداخل أصبح صعبا جداً، خصوصا بعد التفجيرات الأخيرة، وأشار إلى أن السيارات تخضع لتفتيش ذاتى من أفراد الأمن، «الوضع بقى صعب جداً في التفتيشات، ومفيش دبانة بتعدى إلا لما بتتفتش».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية