علمت «المصرى اليوم» أن محمد فايق، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، أرسل رداً حمل «انتقادات شديدة» لوزير الإعلام أسامة هيكل بعد هجومه الأخير فى وسائل الإعلام حيث رفض تقرير لجنة تقصى الحقائق، الذى أصدره المجلس الأربعاء الماضى حول أحداث 9 سبتمبر الجارى ـ جمعة تصحيح المسار ـ منتقداً ما سماه التقرير «تقييداً لحرية الإعلام».
وأكدت مصادر مطلعة بالمجلس أن الرسالة تضمنت رداً على خطاب سابق وجهه هيكل لرئيس المجلس الثلاثاء، والتى جاء فيها أن التقرير استند إلى أخبار صحفية منسوبة لمصادر «مجهولة» تم نشرها ببعض الصحف حول إغلاق 16 قناة فضائية، دون الرجوع للمصادر الأصلية للتأكد من المعلومة، وأن هذا الخبر تم نفيه فى عدة صحف فى اليوم التالى لنشره، «ولم يكن يحق للجنة تقصى الحقائق ألا تتقصى الحقيقة وأن تتجاهل النفى عند إعلان التقرير، وهو الأمر الذى يثير الشكوك حول مصداقية التقرير، بحسب ما جاء فى الخطاب».
وذكرت الرسالة التى أرسلها المجلس الاربعاء ـ وحصلت «المصرى اليوم» على نسخة منها ـ وحملت توقيع نائب رئيس المجلس: «أدهشنى التشكيك فى مصداقية تقرير لجنة تقصى الحقائق الذى أصدره المجلس بشأن أحداث السفارة الإسرائيلية»، موضحاً أن الوزير شغل نفسه بالحديث مجدداً عن إغلاق 16 قناة فضائية، وهو ما لم يتعرض له التقرير.
وأشارت الرسالة إلى أن ما ذكر فى تقرير المجلس أنه سيتم النظر فى تراخيص 16 فضائية للتحقيق فى حصولها على تراخيص، مؤكدة أن ذلك ما حدث بالفعل وصرح به وزير الإعلام فى 2 سبتمبر الجارى فى جريدة الأهرام، وليس وفقاً لمعلومات «مغلوطة» ذكرتها بعض الصحف كما يدعى الوزير.
وأكدت الرسالة أن وزير الإعلام أسهب فى رده على تقرير المجلس عن أسباب غلق قناة الجزيرة مباشر مصر، متسائلة فى الوقت نفسه عن كيفية السماح لعمل وبث الفضائية لشهور سابقة داخل مصر ثم مداهمة المكتب واقتحامه ومصادرة أجهزته فى تلك الفترة التى جاء فيها توسيع العمل بقانون الطوارئ وتفعيله.
وحذرت الرسالة من أن ذلك التوجه حول وضع قيود على وسائل الإعلام، مشيع للقلق إلى حد أن بعض القنوات الفضائية بدأت تغير موجاتها وترددها من على أقمار «نايل سات» إلى «عرب سات» خوفاً من محاولات التقييد الأخيرة وهو ما يعتبره المجلس تهديدات تضييقية على الآلة الإعلامية.
من جانبه، قال محمد فايق نائب رئيس المجلس لـ«المصرى اليوم»: أكن كل التقدير والاحترام لوزير الإعلام، ولم أكن أرغب فى تلك المخاطبات والدخول فى انشغالات نحن فى غنى عنها فى الفترة الحالية واضطررت إلى الرد على خطابه بعد أن شكك فى تقرير المجلس، وبالتالى فى عمله وأعضائه لافتاً إلى أن المجلس يعمل بكل الجهد والحرص على إقامة جسور من المصداقية مع الجماهير والمواطنين رغم أن ذلك يغضب البعض منا.
ورفض فايق التشكيك فى تقرير المجلس حول أحداث جمعة تصحيح المسار وقال: «أتحدى أن يكون التقرير أغفل وقائع رصدها الأعضاء والباحثون مشيراً إلى أن الاختلاف قد يكون فى الآراء ولكن الوقائع والرصد لا يمكن أن يكون حولهما اختلاف وهو ما قمنا به داخل اللجنة».
